نور الدين مدني

حتى يغيروا ما بأنفسهم


*هذه ليست المذكرة الأولى التي ترفع للرئيس البشير كي يحرر نفسه من الإنتماء الحزبي والتخندق خلف الحزب أو حتى أمامه بعد أن إعترف هو نفسه بأن مصيرهذا الحزب سيكون مثل غيره من الأحزاب التي تتقوي بالحكم.
*هذه المذكرة وقع عليها نفر كريم من أهل السودان نذكر منهم على سبيل المثال ودون ألقاب أو ترتيب بروتوكولي محجوب محمد صالح والطيب زين العابدين وطه علي البشير والتجاني الكارب وقاسم شداد والجزولي دفع الله وبلقيس بدري وحسن عابدين ومحمد محجوب هارون وعبدالله ادم خاطر وفيصل محمد صالح ومحجوب عروة وخالد التجاني ومحمد بشير محمد صالح”عبد العزيز حسين الصاوي” وعبد العزيز دفع الله وهويدا صلاح الدين.
*دعت المذكرة إلى قيام حكومة تكنوقراط”حكومة مهام وطنية” تعمل على تحقيق السلام الشامل في كل مناطق السودان مع الإستجابة لكل متطلباته من كفالة للحريات خاصة حرية التعبير والنشر‘ وإصلاح العلاقات الخارجية وتجذير حقوق الإنسان وحل الضائقة المعيشية وإنفاذ موجبات تحقيق العدالة وتحقيق إتفاق قومي حول دستور السودان‘ وتهيئة البلاد لإنتخابات حرة نزيهة عقب الفترة الإنتقالية التي حددت بسنتين.
*لايمكن الإختلاف حول هذه المطالب التي تضمنتها المذكرة وهي مطالب ظلت تطرح في الساحة السودانية من كل المخلصين ومن قادة ورموز الأحزاب السياسية المعارضة لكن للأسف لاحياة لمن تنادي.
*ليس هذا فحسب بل هناك إصرار على التعويل على مخرجات حوار قاعة الصداقة التي لاتكاد تبين‘ رغم التصريحات والتسريبات الخبرية المضحكة المبكية التي تنشر وتبث كبشريات حول إتفاق مبهم بين حزب المؤتمر الوطني ومن لف لفهم من الموالين من الأحزاب والحركات الموالية المتكأكين على ماتبقى من فتات السلطة والثروة وسط واقع سياسي وإقتصادي متهالك.
* لذلك ظللنا نقول أنه ليس المطلوب تغيير أفراد ولا حتى إدخال بعض الرموز الموالية من الأحزاب والحركات المسلحة في مركب الإنقاذ التي حار بها الدليل وفقدت بوصلتها وسط الأنواء المتلاطمة.
*المطوب حقاً تغيير السياسات التي تسببت في دفع أهل جنوب السودان للإنفصال وأججت النزاعات المسلحة في دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق وإستمرار الخلافات والمكايدات السياسية ليس فقط بين حزب المؤتمر الوطني والأحزاب المعارضة وإنما حتى داخل حزب المؤتمر الوطني نفسه.
*وبعد .. حتى الذين رفعوا هذه المذكرة وبعضهم من قدامى المحاربين من اهل الإنقاذ‘ يعملون أن حزب المؤتمر الوطني لن يستجيب لهذه المطالب لأن قادته إستمراوا حب السلطة والتكويش المالي والتشبث بكراسي الحكم و”هم”
يدركون أن التغيير المنشود لن يتم حتى يغيروا ما بانفسهم وإحداث تغيير شامل في السياسات التي فشلت في الحفاظ على وحدة السودان ومازالت تهدد السودان الباقي وهم في غيهم يعمهون.