نور الدين مدني

أليس فيكم رجل رشيد ؟!!


*على غير العادة وجدت نفسي مضطراً للكتابة في يوم الجمعة لأؤكد مجددً أنني ضد العنف‘ لإيماني بان العنف يولد العنف ويفتح الأبواب امام الفتن والدسائس والكيد السياسي الذي لايخدم لأي طرف من الأطراف السودانية قضية.
* قلت من قبل وكما هو معروف إن العنف وسيلة العاجز عن الحوار‘ لذلك فإن حرمان الطلبة والطالبات من حقهم/ن في التعبير عن مواقفهم/ن تجاه الأمور التي تهمهم/ن يضطرهم/ن إضطراراً خاصة في ظل سطوة العقل الجمعي للإتيان بأفعال تكون خارج إرادتهم/ن.
*عندما قرأت ما كتبه البروفسير عبد الملك محمد عبدالرحمن مدير جامعة الخرطوم الأسبق عن ماحدث له على صفحته في الفيس بوك حزنت‘ لكنني قلت له – على المستوى الشخصي – لاتحمل أبناءك الطلبة مسؤولية ما حدث .. قبل أن تحدث التطورات اللاحقة.
*قرار تعليق الدراسة بجامعة الخرطوم – مجمع الوسط – كان وارداً لكن الإجراءات الإدارية التي اتخذتها الجامعة تجاه بعض الطلاب وما تبعها من إجراءات أخرى طالت بعض الطلبة والطالبات أمر يستوجب التدخل واستعجال محاصرة تداعياته التي تضر بمستقبل الطلبة والطالبات وتلقي بظلالها السالبة على السلام والاستقرار في السودان.
*للأسف حدث تطور أسوأ بمكتب الأستاذ نبيل اديب المحامي الذي لجأ إليه بعض الطلاب المفصولين للدفاع عنهم ضد هذه الإجراءات الإدارية‘ وبدلاً من ترك الإجراء القانوني يسير في مجراه الطبيعي تم التعدي على مكتب المحامي واعتقل الطلاب الذين كانوا معه.
* هناك بعض الطلاب تم حجزهم لدي الشرطة عقب المظاهرات‘ أطلق سراح البعض في نفس اليوم وبعضهم مازال رهن الحجز‘ الغريب في الامر أن بعض الذين أطلق سراهم طلب منهم المثول أمام المحكمة!!.
* تذكرت عندها واقعة حضرتها عندما كنت مديراً لمكتب الخليج بالخرطوم وكان الشيخ الدكتور حسن الترابي رئيساً للمجلس الوطني وقد دعانا لمؤتمر صحفي لم يخل من صراحة حول الإجراءات الإستثنائية التي يتعرض لها الصحفيون والصحفيات‘ إستمع إلى بعض الحالات من بينها حالة المصور صلاح عمر الذي أحدث إعتقاله في ذلك الوقت ضجة صحفية في الخارج لأنه أعتقل أثناء أداء عمله‘ لاأنسى تعليق الدكتور الترابي عليه لأنه قال – والله على ما أقول شهيد – ناس الأمن فيهم مجانين .. لماذا لم تتصل بنا؟!!.
*لست هنا بصدد الحديث عن جهاز الأمن الذي مهما بلغت سطوته فإنه ينفذ سياسات الحكومة .. والمحزن أن تيار الصقور -إذا صح التعبير ـ مازال مسيطراً على القرارات السياسية والإقتصادية والأمنية حتى بعد إبعاد بعض قادته من الواجهة.
*لا أريد أن اقول كما قال أحد المحاربين القدامى في كيانهم الديني السياسي : مافي فايدة‘ لكنني أكرر ما قلته قبل يومين من أنه لابد من تغيير جذري في السياسات يستوجب تحركاً إيجابياً يبداً بأنفسهم‘ وإعلاء صوت العقل والحكمة بدلا من إلقاء المزيد من الحطب في نار الفتنة التي لاتحتاج لمن يوقظها.
* وبعد .. مارأي أحزاب حوار قاعة الصداقة وجماعة ” الإصلاح الان” وما تبقى من العاقلين في أجهزة الدولة العدلية والنظامية والأمنية .. أليس فيكم رجل رشيد؟