شعار وشهادة
عندما قدمت التمثيلية المطروحة في التلفاز مشهداً لرجل المجتمع وهو عائد من تكريمه عوداً لأسرته ومنزله المبسط تلقته زوجته المحزونة المرتجية لأموال التكريم ولكنها تعرف عادته عند العودة من التكريمات تماماً في ما سبق قائلاً «جيت كالعادة شعار وشهادة» باثة في كلماتها كل احتشادات الحزن.. الأمر الذي دعى «بطل التمثيلية» للعودة للجهة المنفذة للتكريم متسائلاً «يا جماعة التكريم دا ما صاحبو ظرف».. عزيزي القاريء لم تستحن (طائفة عموم الشعب) رغم محبتها الفارطة لفنان راحل من فطاحلة الغناء فكرة الاستهانة بالرمزية الأدبية للتكريم عندما ارتبط تكريمه بعبارة (نريد له تكريماً كبيراً وليس تكريماً بالدلاقين والخشب).. وكم أكبر الشعب السوداني الوزيرة «أميرة الفاضل» التي قالت لمكرميها «سوف آخذ الخشب وأعيد لكم المبلغ المالي.. دا حق ناس غلابة ومراضة» أو ما معناه.. في الأيام الفائتات شنْ «كمال رزق» في الخطبة الراتبة هجوماً عنيفاً على تكريم مؤسسات الدولة والقائمين على أمرها للمسؤولين والوزراء الجدد والمغادرين واصفاً الخطوة بالاهدار للمال العام وان ذلك يأتي خصماً على قوت الشعب مطالباً المسؤولين بعدم الاستجابة لحفلات التكريم لأن المسؤولية أمانة يوم القيامة وخزي وندامة الا من أدَّاها بحقها.. قرائي الأعزاء من حق أهل العطاء الوفاء ولكن دون المبالغة أو الإفرط.. ربما كان دافعاً للآخرين للعمل من أجل الوفاء.
٭ اجترار المجتر!قد نكون غير منصفين ان لم نقل أننا احياناً نجتر المجتر ونمارس الارتجاع العبثي لأشياء كثيرة!!!! نبدأ ما هو مبدياً من «زمن بعيد طول» ثم لا نجد حرجاً في أنفسنا ادعاءاً أن الأمر هذه المرة مختلف لذلك في كثير من أعمالنا معطوبين ومتعثرين وأصحاب توجه للوراء، أو كما قالت إحداهن «مترترين».. سريعاً نبدأ الأشياء والأمور بصورتها الزاهية جداً وسريعاً ما نقودها إلى حالة الشلل.. (صديقتي) تتحسر على مبنى فخم تم تصميمه وإنزاله لأرض الواقع، كأجمل ما يكون البناء والعمارة ولكن تعثرت أي استفادة منه كمشروع ناجح لبناية ذات معنى.. (صديقتي) تقول تبدو البناية هذه كمن قام بإنجازات لكبري في صحراء ثم طفق يبحث عن مورد للماء حتى يحلل به الكبري وذلك بتوفر مياه تحت الكبري.. وعندما يغم على صديقتي الحال تقول (نريد خبراء ومسؤولين أجانب بل ربما حتى منظومة كاملة عمل كاملة من قدرات أجنبية..) ولكننا حتى ونوعية الأجانب التي نتعامل معها لا تقل من سؤاتنا المجترة لإعادة الاجترار
آخر الكلامحرياً بنا أن نعزز ونفتخر بقدرات بعض أبنائنا وبناتنا أولاد البلد الذين يمثلون واجهة مشرفة فالنكرمهم بما يستحقون كما أننا مطالبون بعد الفشل الذريع البحث عن عبقريات أجنبية تحل معضلتنا دون أن تجمح بنا لأي مسارب استعمار.
[/JUSTIFY]
سياج – آخر لحظة
[email]fadwamusa8@hotmail.com[/email]