وداعاً (دهب) !!
*منذ غروب الشمس وحتى شروقها كنا بمطار القاهرة..
*والسبب أن طائرة سودانير لم تصل في مواعيدها (كالعادة)..
*والتي وصلت عوضاً عنها أخرى أردنية مستأجرة..
*وربما كان هذا سبباً في انقاذ امرأة أُصيبت بأزمة تنفسية..
*فما أن صرخت صرخة واحدة حتى هب لنجدتها مساعد الطيار بنفسه..
*ثم تبعه طبيب يحمل جهاز التنفس الاصطناعي..
*ومن ورائه كبير المضيفين لتقديم يد المساعدة..
*وتخيلت لو أن هذه المرأة كانت في السودانية وليست الأردنية..
*ربما كان انطفاً نور عينيها وغمرهما الظلام..
*ولكن ليس هذا ما يهمنا الآن على أية حال..
*ما يهمنا أننا تدهورنا من (سفريات الشمس المشرقة) إلى (سفريات الظلمة المقلقة)..
*ظلمة الحاضر والمستقبل والوعود و(المواعيد)..
*بعد أن كانت سمعتنا تحلق في السماء باتت (تبلبط) في الأرض..
*بعد أن كنا نمتلك أسطولاً من الطائرات صرنا بلا طائرة الآن..
*وربما يصوبنا أحد مسؤولي سودانير – غاضباً- بأننا نمتلك واحدة..
*وإن فعل نقول له (ياخي مبروك عليكم وعلينا ، وربنا يحفظها، وتتربى في عزكم)..
*وقبل أن نوغل في ظلمة ناقلنا الجوي يطرق على قلمنا أصبع التأريخ..
*يطرق عليه برفق لافتاً انتباهه إلى ظلمة أخرى تخص ناقلنا البحري..
*ويتجه بصر قلمنا شرقاً- صوب الثغر- ليُفاجأ بالسفينة الوحيدة (اللي حيلتنا) مظلمة..
*ونعرف أن (دهب) أطفأت أنوارها بعد افتقارها إلى الوقود..
*ثم قيل لطاقمها (خلوها مضلمة) لأن الشركة ذاتها ستغرق في الظلام..
*وستلحق (دهب) بأخواتها اللائي تم بيعهن واحدة إثر أخرى..
*ويبقى السودان الدولة الوحيدة في العالم التي لا تملك طائرة ولا باخرة..
*والدولة الوحيدة في العالم – كذلك- التي تدمن سياسة البيع في (الظلام)..
*ويكفي حديث والي عاصمتها الشهير (الحتات كلها باعوها)..
*فقد بيعت أراضٍ كثيرة – حسبما رشح- لمستثمرين أجانب وغابت في (الظلام)..
*وبقي ناقلنا الحديدي دون بيع لأنه – ببساطة- لا يُشترى..
*ولكنه أضحى لا كبير فرق بينه وبين الذي نحتفظ به في متحفنا القومي..
*وأمسى (الإظلام) هو عنوان المرحلة فيما يلي خطوطنا الجوية والبحرية والحديدية..
*بل حتى خطوطنا النهرية أظلمت لتختفي من حياتنا مفردة (الوابورات)..
*والآن يعم الظلام عاصمة بلادنا نفسها بالساعات الطوال..
*والغريبة أننا ما زلنا نسمع من يتحدث عن (الإشراقات) وسط كل هذا (الظلام)..
*وهذا لا يعني سوى أحد أمرين :
*إما أننا جميعاً- أفراد الشعب- أُصبنا بالعشى الليلي جراء سوء التغذية ..
*وإما أنهم ينظرون عبر مناظير(الرؤية الليلية!!).
اديها جذر وقرع كتير عشان ترجع تكتب لينا زی زمااااااان …كر علی عيونك زماااااان كانت زی عيون الصقر …عين بس والله
(( *ويبقى السودان الدولة الوحيدة في العالم التي لا تملك طائرة ولا باخرة..
*والدولة الوحيدة في العالم – كذلك- التي تدمن سياسة البيع في (الظلام)..
*ويكفي حديث والي عاصمتها الشهير (الحتات كلها باعوها))……..
(( *والغريبة أننا ما زلنا نسمع من يتحدث عن (الإشراقات) وسط كل هذا (الظلام)))……… وهذه ليست إلا أحلام ظلّوط فقط الذي يراها وباقي الشعب لا يراها أبداً.
(( *وإما أنهم ينظرون عبر مناظير(الرؤية الليلية!!))…….. أو يرونها بنظارات غوغل ها ها ها .