“غلوتية” الوزير بين الكهرباء المقطوعة والإعلانات المدفوعة
*لسنا من أنصار إلقاء اللوم على الوزراء فيما يتعلق بالسياسات العامة‘ لكن ذلك لايعني أن نعفيهم من وزر أخطائهم التنفيذية خاصة عندما تكون الوزارات التي يتولونها لصيلة الصلة بالخدمات الأساسية مثل وزارة الكهرباء والسدود.
* نعلم أيضاً أن المهندس معتز موسى وزير الكهرباء والسدود أحد تلامذة المهندس أسامة عبدالله الذي قامت على أكتافه و وحدة السدود التي ورثت ضمن ما ورثت طيبة الذكر الهيئة القومية للكهرباء.
*لن نتحدث اليوم عن أزمة قطوعات الكهرباء التي حيرتنا كما حيرت أولى الأمر أنفسهم بمن فيهم الوزير الحالي الذي لم يكتف بالبحث عن التبريرات التي يسوقها للعجز الوضح في الإمداد الكهربائي‘ وإنما كعادة الكثير من المسؤولين صب جام غضبه على الصحفيين لمجرد انهم يسألون عن أسباب إستمرار قطوعات الكهرباء.
*أقول هذا بمناسبة الإفادات الغريبة التي جاءت على لسان وزير الكهرباء والسدود معتز موسى في التقرير الصحفي الذي نشر في الصفحة الثالثة من”السوداني” الثلاثاء الماضي من إعداد إبتهاج متوكل وعبد الباسط إدريس تحت عنوان”وزير الكهرباء تحت دائرة الضوء”‘ خاصة فيما جاء بعنوان جانبي : كيف يتعامل مع الصحافة ؟.
*قال وزير الكهرباء والسدود معتز موسى في إحدى لقاءاته مع الصحفيين الذين حاصروه بالأسئلة حول أسباب إستمرار قطوعات الإمداد الكهربائي‘ لكنه بدلاً من الإجابة على أسئلتهم صب جام غضبه عليهم.
*قال الوزير معتز بنبرة مرتفعة لاتخلو من غضب : مادام الأمر مبرمج إن شاء الله نقطعها السنة كلها‘ ولم يكتف بذلك بل أضاف بعنجهية غير مبررة : الوزراة تدفع قروش للإعلان بالصحف عن برمجة القطوعات – بغرض الصيانة – والصحفيون ينتقدوننا في ذات الصحف!!.
* بعد هذا الهجوم الغريب قال الوزير للصحفيين : هل إنتخبكم المواطن كي تتحدثوا عنه ؟ .. وبعد‘ هل يريد وزير الكهرباء والسدود المهندس معتز موسى أن يقول للناس أن الإعلانات مدفوعة القيمة للصحف رشوة للصحفيين كي يسكتوا عن الكلام المباح‘ وهل الإعلانات تحل معضلة القطوعات أو حتى تبررها‘ وأليست هذه الاموال التي تدفها الوزارة هي أموال المواطنين الذين يدفعونها مقدماً للحصول على الكهرباء ؟.
*الاغرب من ذلك سؤاله للصحفيين عن من إنتخبهم ؟ والسؤال مردود عليه سلفاً لأن المواطن هو الذي ينتخب الصحفي ويدفع له من حر ماله كل صباح بلا من ولا أذى وينتخبه بحرية تامة دون حاجة إلى صناديق إنتخابات وتزوير .. خاصة عندما يقتنع بأنه يعبر عن لسان حاله.