بؤرة مخبوءة ..!!
:: كما قال خبر محررنا المجتهد عبد القادر باكاش بهذه الصحيفة، يبدو أن السادة بشركة سودان لاين ( سعداء للغاية)، لقد وقعوا – يوم أمس – على عقد بيع آخر باخرة في أسطول الشركة بالطن – إسكراب – بمبلغ يعادل مليون دولار تقريباً ( 14 مليار جنيه).. والنقابة تهدد بعدم تسليم الإسكراب للمشتري لحين سداد وزارة المالية حقوق العالملين .. ولو كان المسؤول في بلادنا قابل للبيع والرهن، لطالبنا ببيع كل الذين تولوا أمر إدارة سودان لاين ( كأسكراب أيضاً)، أو رهنهم للنقابة لحين سداد وزارة المالية حقوق العاملين ..!!
:: هؤلاء أداروا الشركة بنهج جحا ..باع جحا نصف منزله، واستأجر هذا النصف المباع من الشاري وأقام فيه، ثم باع النصف الآخر، وخرج للناس قائلاً : (هكذا يجب أن يُدار الإستثمار، لينجح) .. ربما راق نهج العم جحا للسادة إدارة شركة سودانلاين، ولذلك نفذوه بالحذافير .. باعوا باخرة تلو باخرة، وكانوا يعدون الناس – عند كل بيع – بأنهم ينفذون نهج الإحلال والإبدال في أسطول الشركة .. واليوم تباع الباخرة النيل الأبيض – كآخر بواخر ثاني أعظم أسطول في إفريقيا – ولاتوجد من بواخر الإحلال والإبدال في الأسطول غير ( الإدارة والنقابة)..!!
:: ثم كيف تُباع البواخر؟.. بيع البواخر يختلف عن بيع الثوم والبصل، و الضمير في سوق الفساد، وكذلك يختلف عن التخلص من الأثاثات المنزلية القديمة.. فالكوادر الهندسية والفنية العاملة بالشركة هي (صاحبة القرار)، وليست إدارة الشركة ولا مجلس الإدارة .. نعم، في كل دول الدنيا والعالمين، قبل بيعها، تُخضع الباخرة المستهدفة للفحص الهندسي والفني، و بعد التقرير الفني يتم إتخاذ القرار الإداري بالتخلص من الباخرة أو بصيانتها وابقائها في الأسطول..!!
:: وبما أن النيل الأبيض ودارفور آخر باخرتين تم التخلص منهما، عرضتاً على الإدارة الفنية للفحص قبل إتخاذ القرار.. بعد فحص الباخرتين درافور والنيل الأبيض، بتاريخ 25 إبريل 2012، كتب المهندس تاج السر بكري، مدير الإدارة الفنية بالشركة، التقرير التالي : ( لم يحدث أن عوضنا أية باخرة بيعت من قبل.. ودارفور والنيل الأبيض ليست بهما عيوب أوأعطال فنية تمنع تشغيلهما تجارياً، ومرفق تكلفة تشغيلهما.. وحالتهما الفنية هي نفس الحالة الفنية التي كانتا تعملان بها السنوات السابقة، ولم يستجد عليها شئ..ويمكنهما حاليا أن تعملا تجارياً وتحققا أرباحاً..وهناك الكثير من العروض التجارية في المنطقة..وفقنا الله لما فيه الخير/ مدير الإدارة الفنية بشركة سودانلاين) ..!!
:: هكذا ملخص التقرير الفني بالشركة، والتقرير من ثلاث صفحات، باللغتين العربية والإنجليزية، ويعرض حال البواخر بمهنية عالية، ومرفق معها المطلوب – إدارياً وتجارياً- لإعادة تشغيل البواخر..وللأسف، كل التقرير يُدحض تبرير إدارة الشركة بعدم صلاحية البواخر ويُكذب جرس مزادها القائل ( البواخر غير صالحة) .. نعم، فالتقرير الفني يؤكد سلامة النيل الأبيض ودارفور وقدرتهما على الابحار وتحقيق الأرباح للناس والبلد..!!
:: و الأدهى والأمر، قالت الإدارة الفنية في تقريرها ما يلي بالنص : ( الباخرة دارفور لم تتوقف لاسباب فنية، وكان لها شهادات صلاحية سارية عندما توقفت ببورتسودان..وايضا النيل الابيض لها شهادات صلاحية سارية، و كانت قد توقفت بسبب كسر عمود المنتصف، وتم اصلاح العمود بتاريخ 18 أغسطس 2009)..وهكذا.. حسب التقرير الجهة الفنية المختصة، باعت إدارة الشركة الباخرتين النيل الأبيض ودارفور رغم أنف صلاحيتهما السارية، ثم قالت للناس والسلطات : ( البواخر بقت خُرد، وبعناها).. لمصلحة من تُباع البواخر ذات شهادة الصلاحية كقطع إسكراب ؟.. فالسؤال لوزارة العدل، لتكتشف ( بؤرة مخبوءة) ..!!
لولا نخشي ان تطير رقاب ورقبتة معاهم لأخبرناكم لماذا تبيع الدولة البحرية ولصالح من وحتماً المستخبي سوف يبان خلال الاشهر القادمة
واخبار المطار الجديد شنو البواخر الفيها اتعرفت خلاص لادهب لادنقلا ولا كردفان قريباً سوف تسمعو بي تايتنك والبرنسيسة والجوهرة