بعد توتر وتصريحات.. لقاء تاريخي يجمع شيخ الأزهر وبابا الفاتيكان اليوم
يعقد اليوم لقاء وصف بـ”التاريخي، والأول من نوعه”، بين شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، وبابا الفاتيكان فرانسيس.
وسيفتح هذا اللقاء، صفحة جديدة من المصالحة بين الأزهر والفاتيكان، بعد التوتر الناجم عن تصريحات مثيرة للجدل أدلى بها البابا السابق بنديكتوس الـ16، في خطاب ألقاه في راتيسبون ألمانيا، عام 2006.
وقال المتحدث الإعلامي باسم الكنيسة الكاثوليكية الأب رفيق جريش: إن الطيب وفرانسيس سيبحثان خلال اللقاء سبل محاربة الإرهاب، وإقرار السلام العالمي، إلى جانب إعلان إعادة استئناف الحوار بين الأزهر والفاتيكان.
وكان المتحدث باسم الفاتيكان قد أعلن، أن البابا فرنسيس سيستقبل لأول مرة، اليوم الاثنين، في الفاتيكان شيخ الأزهر أحمد الطيب.
وصرّح “فيديريكو لومباردي” لوكالة “فرانس برس”: “يتم التحضير لهذا اللقاء ولم يحصل أبداً من قبل أي لقاء بين حبر أعظم وشيخ للأزهر”.
ومن المنتظر -خلال اللقاء- الإعلان رسمياً عن عودة الحوار بين الأديان مرة أخرى، بعد قطيعة استمرت لخمس سنوات، بعد تصريحات البابا السابق بنديكت السادس عشر، حول حادثة كنيسة القديسين بالإسكندرية.
واتفق الأزهر والفاتيكان، على أهمية عقد اللقاء المشترك بينهما؛ للترتيب لعودة الحوار المتوقف بين الجانبين، المجمد منذ سنوات؛ حيث أكد عباس شومان وكيل الأزهر في تصريحات صحفية، أن الأزهر التقى على مدار الأسابيع الماضية بممثلي الكنائس الغربية وسفير الفاتيكان؛ مشيراً إلى أن الأزهر أعلن استعداده تقديم يد المساعدة دائماً لكل ما يخدم الإنسانية وليس المسلمين فقط، وأن رسالته العالمية تنشد تحقيق الاستقرار للبشرية جميعاً.
وأضاف “شومان” أن الأزهر والفاتيكان بينهما اتفاقية منذ عام 1989، تحتاج لإعادة النظر فيها وتعديلها بما يتناسب مع المستجدات الحالية، حتى يتم الخروج برسالة قوية للعالم تسهم فى مواجهة الإرهاب والتطرف وتحقيق السلام والاستقرار.
جدير بالذكر أن العلاقات كانت قد توترت بين الأزهر والفاتيكان منذ عام 2006 بعد تولي البابا بنديكت السادس عشر بابا الفاتيكان السابق؛ حيث شهدت منذ بدايتها تعقيدات بينه وبين العالم الإسلامي، عندما استشهد البابا في أحد خطاباته بقول لأحد الفلاسفة الذي ربط بين الإسلام والعنف، في محاضرة ألقاها البابا لطلبة كلية دينية؛ مما أثار استياء الأزهر وجمد على إثرها الحوار مع الفاتيكان؛ لكن الحوار عاد على مضض مرة أخرى في عام 2008، وسرعان ما انقطعت العلاقات بين الأزهر والفاتيكان في عام 2011، بعد تصريحات البابا بنديكت السابق حول حادث كنيسة القديسين بالإسكندرية في يناير من ذلك العام، والتي طالب فيها بحماية المسيحيين في مصر، وهو ما اعتبره شيخ الأزهر تدخلاً في الشؤون المصرية.
وفي مارس 2014 شارك أحد مسؤولي الأزهر محمود العزب في مبادرة بين الطوائف لإطلاق شبكة لمكافحة شتى أشكال العبودية الحديثة والاتجار بالبشر، وأكد في حينها “لم يقطع الحوار أبداً بل علق فقط”.
صحيفة سبق