كبح جماح التصريحات والتهويشات للدولار
غير معقول أن يظل البنك المركزي يطلق تصريحات دورية مكررة وبصيغة واحدة حول جهوده وسياساته للسيطرة على الدولار كل هذه السنوات ..
عودوا بالذاكرة إلى أي عام من الأعوام التي أتت بعد انفصال الجنوب ستجدون كماً هائلاً من التصريحات التي يتحدث فيها البنك المركزي عن إجراءات جديدة لضبط الدولار.
والغريب أنه لا يحدثنا عن إجراءات تؤتي نتائجها بعد عام أو بعد عدة أشهر لكنه يتحدث دائماً بلغة (إجراءات تبدأ غداً.. أو خلال أسبوعين) .
في 2012 أوردت صحف صادرة يوم الجمعة 18 مايو أن البنك المركزي سيباشر تنفيذ إجراءات جديدة لمحاصرة سعر الصرف خارج القنوات الرسمية وأنه ستسري تلك الإجراءات ابتداءً من الأحد أي (بعد يوم) ليصبح سعر الدولار (5) جنيهات في السوق الموازي بعد أن يوفر بنك السودان احتياطات المصارف التجارية التي حدد لها (4.9).. في تلك الأيام كان الدولار في السوق الأسود 7 جنيهات .
واستمر الدولار في الصعود وكأن شيئاً لم يحدث حتى انتابت البنك المركزي نوبة جديدة بعد أشهر فأعاد نشر تصريحه المكرر في سبتمبر 2013 (المركزي يتخذ اجراءات جديدة لخفض أسعار الدولار).. نفس التصريح دون أي اجتهاد في تأدية المعزوفة أو تغيير في اللحن بل إن تصريح 2013 صدر عن المالية التي كانت تحدثنا عن المركزي أصالة ً عن نفسها ونيابة عنه .
في 2014 أوقف بنك السودان تمويل العقارات والسيارات من أجل محاصرة سوق العقارات والسيارات وسوق العملة لإنقاذ الجنيه السوداني من الانهيار، لكن أسعار العملة واصلت ارتفاعها ووصل سعر الدولار في السوق الموازي 9 ونص .
في 2015 نفس الموال ونفس اللغة.. صدور منشور من بنك السودان وزعم قاطع من (فرزدقنا) المركزي السوداني بأنه سيقتل مربعاً والدولار ماشي من 10 ونص إلى حداشر ولسانه ابشر بطول سلامة يامربع..
فهل يقبل عقلنا أو يتخيل البنك المركزي ومن خلفه من عباقرة الاقتصاد (الأسطواني) هذا أننا يمكن أن نتعامل مع المينشيت الذي أبرزته صحف أمس الأحد 22 مايو 2016 على أنه تصريح جاد وصادق (الحكومة: إجراءات لكبح الدولار خلال أسبوعين)..؟!!
لا يمكن بالعقل (كدا) أن يرجو البنك المركزي من أحد أن يصدق هذا المينشيت لأنه مكرر ومعاد وبنفس الصيغة ويتضمن الخبر نفس العبارات، (حزمة إجراءات) و(خلال أسبوعين)!
هذا الدواء الإعلامي لم يعد يفلح حتى في تخدير الألم دعك عن قدرته أو فعاليته في تخفيض سعر الدولار كما كان يحدث قبل سنوات.. بمجرد إصدار هذا التصريح وتشغيل الأسطوانة المحفوظة ينخفض سعر الدولار ليوم أو ساعة قبل أن يكتشف تجار السوق السوداء أن القنبلة وهمية فيعودون علينا بهجمة مرتدة من جديد .
يحتاج بنك السودان وعباقرة الاقتصاد أولاً للتخلي عن سياسة التصريحات غير الموثوقة النتائج وغير المضمونة الفعالية.. لأنها والله تخصم كثيراً جداً من رصيد مصداقيتهم ومصداقية الخطاب الرسمي.. وتبدد هيبة التصريحات والوعود الحكومية..
تخلوا أولاً عن سياسة التهويش الإعلامي هذه، في معالجة قضايا الاقتصاد قبل أن تعيدوا النظر في (تيم) القطاع الذي يدير الاقتصاد في هذا البلد.. هؤلاء فاشلون تماماً.. ولا يملكون حلولاً فلا تنتظروهم و(شوفوا غيرم).. وغير هذه الخطط والسياسات التي يتبنونها.. الأمر خطير فعلاً والفاتورة باهظة .
شوكة كرامة
لا تنازل عن حلايب وشلاتين.
حكومة الانقاذ رأسها يعاني من صداع مذمن اسمه المحكمة الجنائية
كل همها انقاذ رأس الدولة من هذا الصداع الرهيب الموجع
يعني غرقانين في شبر مويه ما عارفين نشوفلينا رأس بدل هذا المصدع وصدع معاه البلد كله
نصحا ونقوم سنوات على هم المحكمة الجنائية
يا أخي ما تستقيل وتخلي البلد ترتاح
يا خي ما تغور تخلي التنمية تنداح
يا خي ما تغور في ستين دايه ما في غيرك ينفع راس لهذا الشعب
يا خي ما كفاك أكثر من خمسة وعشرين سنه
نشفته ريق البلد
يا أخي أرحل وخلي البلد ترتاح
يا أخي آرحل وخلي البلد تتمدد
يا أخي أرحل وخلي عندك دم
ببساطة مشكلة السودان نظام الانقاذ
إذا مشت هذه الانقاذ ربنا بيصلح الحال
لكن إذا ظلت هذه الانقاذ في الحكم فتدهور سيزداد أضعافا أضعافا
ببساطة إذا مشت الانقاذ زالت عقوبات الدولية على السودان
والباقي على الشعب كيف يرتب أموره
عند زالت مايو في أبريل ٨٥ قال الدكتور الجزولي دفع الله – رئيس وزراء الحكومة الانتقالية وقتها في أحد خطبه –
مايو كانت كالثور الهائج في متحف الخزف عاثت في السودان فساداً
ما أعرف ماذا يقول الرأس الجديد لبلادنا بعد زوال الانقاذ عن الانقاذ
كانت الانقاذ كريح فيها عذاب دمرت كل السودان