الكهرباء في رمضان البشير يستند على معلومات حقيقية
رسم واقع الكهرباء في البلاد خلال الشهر الحالي صورة سوداء لدى المواطن، صاحبها الكثير من السخط والسخرية، نظراً للقطوعات المبرمجة التي تمت في جميع أرجاء البلاد، وقاسمت فيها البادية الحضر الانقطاع النهاري يوماً إثر يوم، وإن كان المواطن قد سخر من تصريحات وزير الكهرباء والسدود معتز موسى حول برمجة القطوعات لتخزينها لشهر رمضان باعتبار أن الكهرباء لا تخزّن، إلا أن الرجل ربما عمد بالفعل إلى تقليل انسياب المياه من بحيرات السدود لتكون وافرة في رمضان بتخزين أعلى وربما يكون ذلك ما جعل رئيس الجمهورية المشير عمر البشير يلتزم في برنامج نهضة الولاية الشمالية أمس الأول بأن الكهرباء في رمضان ستكون وافرة بلا انقطاع إذ أن المؤشرات جميها تصب في ذات الاتجاه، باعتبار أن حديث وزير الكهرباء كان وفق استراتيجية محددة جعلت رئيس الجمهورية يتعهد على الملأ بأن الكهرباء لن تنقطع في رمضان إلا جراء عطل هنا أو هناك. ولكن ربما يشير البعض إلى أن حديث رئيس الجمهورية ربما وقع كالصاعقة على وزارة الكهرباء والتي أصبح لزاماً عليها أن تفي بتعهد رئيس الجمهورية.
حقائق مهمة
وإن كان حديث رئيس الجمهورية قد حمل حقيقة مهمة بأن سد مروي لم يكن ينتج الكهرباء بكامل قوته خلال الفترة الماضية، لكنه حمل تطميناً بأن إنتاجه سيعود لكامله خلال الفترة المقبلة، وربما يكون سد مروي العمود الفقري لإنتاج الكهرباء في السودان إذ ينتج وحده ما بين 50 إلى 60% من الإنتاج الكهربائي خاصة وأن قدرة السد 1250 ميقاواط من 10 توربينات وقد صمم لينتج (5550) قيقاواط/ ساعة، غير أنه استطاع وفق تدفقات المياه وأنتج في العام 3013 (6624) قيقاواط/ ساعة، وارتفع لينتج في العام 2014 (7,081) قيقاواط/ ساعة لينخفض العام الماضي بانخفاض تدفقات المياه إلا أن انخفاضه لم يتجاوز الحد الأدنى، إذ بلغ حتى 5201 قيقاواط/ ساعة حتى سبتمبر غير أن المتوقع أن يقل عن الحد الأدنى باعتبار أن تدفقات المياه خلال العام الحالي صنفت بأنها الأقل خلال مائة عام.
لقاء سابق
والثابت أن رئيس الجمهورية بنى حديثه على معلومات مدّته بها وزارة الكهرباء، فقد استدعت رئاسة الجمهورية وزير الكهرباء والموارد المائية والري معتز موسى، قبل أسبوعين وعُقد اجتماع بينه وبين النائب الأول لرئيس الجمهورية بكري حسن صالح ليؤكد حينها أن أسباب القطوعات المبرمجة للتيار الكهربائي تتمثل في تقليل الآثار السالبة في شهر رمضان، ولفت إلى أن الهدف الأساسي من القطوعات تقليل التوليد من سد مروي حالياً على أن يكون أفضل في الشهر المقبل، وأكد استمرار البرمجة الحالية حتى نهاية شهر مايو، وتوقع حدوث تحسن، ونفى اتجاه الوزارة لتعديل أو زيادة تعرفة الكهرباء في الوقت الحالي، وقال “الزيادة أو التعديل غير مطروحين إطلاقاً”، وأشار إلى دخول وحدتين جديدتين في 23 مايو “اليوم” تنتجان 15 ميقاواط بجانب كميات أخرى مقدرة مما يعني تقليل حجم القطوعات في شهر رمضان، مبيناً أن إنتاج الكهرباء عمل مشترك يشمل رئيس الجمهورية، النائب الأول، الوزارات ذات الصلة، وبنك السودان المركزي.
معلومات مؤكدة
ويرى مراقبون تحدثوا لـ(الصيحة) أن رئيس الجمهورية ما كان له أن يطلق تعهدًا مثل هذا في ظل الأزمات التي تحيق بالمواطن لو لم يكن واثقاً من قدرة وزارة الكهرباء على الإيفاء بتعهداته مؤكدين أن رئيس الجمهورية لم يقل بأن الكهرباء لن تنقطع في رمضان إلا بعد امتلاكه المعلومات التي تؤكد حديثه باعتبار أن المردود منه يمكن أن يكون عكسياً حال استمرت برمجة القطوعات في رمضان، مشيرين الى أن الكهرباء عادة ما تتحسب لبعض المواسم التي يكون فيها الطلب على الكهرباء كبيراً، مبينين أن وزارة الكهرباء وجدت نفسها العام الماضي في وضع لا تحسد عليه عندما تعاقبت عليها فترات الانتخابات وامتحانات الشهادة ورمضان، الأمر الذي جعلها تتحسب مبكراً هذا العام بادخار المياه خاصة بعد أن وفرت الكهرباء بلا انقطاع خلال فترة امتحانات الشهادة السودانية.
استعداد للتنفيذ
وفي حديث لـ(الصيحة) يقول رئيس مجلس التنسيق الإعلامي لوزارة الموارد المائية والري والكهرباء محمد عبد الرحيم جاويش يؤكد بأن ما قاله رئيس الجمهورية مبني على معلومات حقيقية مبيناً أن وضع الكهرباء سيكون أفضل في الأيام المقبلة نظرًا لدخول وحدات جديدة من التوليد الحراري بعد أن شارفت الصيانة وإعادة التأهيل في وحدات محطات قري الحرارية ومحمود شريف على الاكتمال والدخول في الخدمة خلال أسبوع من اليوم والتي ستوفر 160 ميقاواط، فضلاً عن الوحدات المتنقلة الجديدة التي تم استجلابها من تركيا والتي وصلت ويتم تركيبها الآن لتوفر 150 ميقاواط إضافية فضلاً عن المياه المخزنة من التخزين الإضافي والتي ستولد 500 ميقاواط ليكون الناتج حوالي 810 ميقواط يمكنها أن توفر الحاجة المطلوبة، لافتاً إلى أن برنامج ضبط السحب خلال الفترة الماضية تم بقصد توفير مياه إضافية في بحيرات السدود لاستخدامها خلال رمضان. مبيناً أن هناك تحسناً طرأ بالفعل في تفقات المياه من الهضبة الأثيوبية من شأنه أن يحسن الإنتاج أيضاً.
تقرير محجوب عثمان
صحيفة الصيحة
تعودنا على كذب الرئاسة منذ 27 سنة , فكيف نصدقهم اليوم