صلاح الدين مصطفى : مفوضية حماية المدنيين في جبال النوبة تتهم الخرطوم بقصف منطقة هيبان مجدداً
قالت مفوضية حماية المدنيين وتعزيز حقوق النساء والأطفال في أقليم جبال النوبة في جنوب كردفان بالسودان،إن طائرة «أنتنوف» تتبع لسلاح الجو السوداني ألقت خمس قنابل على مدينة هيبان بكردفان.
وأشارت، في بيان لها، إلى أن هذا القصف أدى إلى مقتل الطفل كجو جون وجرح ستة أشخاص آخرين، ثلاثة منهم أشقاء من أسرة واحدة.
وكانت المفوضية قد أقامت تأبينا لستة أطفال قتلوا بقصف جوي في بداية هذا الشهر. وقالت المفوضية إن مقاطعة هيبان «في حاجة ماسة للحماية من القصف العشوائي لطائرات الحكومة السودانية». وطالبت بالوقف الفوري للانتهاكات الجسيمة والصارخة بحق المدنيين من قبل الحكومة في ظل ما وصفته بـ»الصمت من المنظمات الحقوقية العالمية».
وأضافت المفوضية: «لقد اصبحت مقاطعة هيبان مسرحا يتم فيه ارتكاب أبشع أنواع الجرائم والانتهاكات بحق الاطفال والنساء».
وأضافت ان القصف الأخير «تم اثناء إقامة تأبين لمجزرة اطفال هيبان التي ارتكبت الشهر الماضي وراح ضحيتها ستة أطفال من اسرة واحدة».
وقالت إن الإحتفال «تم بمشاركة أسر الضحايا وأطفال هيبان وكافة فعاليات المجتمع المدنى والإدارات الأهلية»، مشيرة إلى ان القصف «تسبب في حالة من الرعب والهلع الشديدين للاطفال والمواطنين وخاصة النساء».
وقالت المفوضية إنها «تدين بشدة هذه الجريمة الجديدة التي تضاف الي سجل جرائم النظام بحق المدنيين بمقاطعة هيبان وجبال النوبة والنيل والأزرق ودارفور، وتطالب المجتمع الدولي بضرورة توفير الحماية ووقف قصف المدنيين داخل المدن المهولة بالسكان بتلك المناطق».
وتبنى عدد من السودانيين حملة قوية ضد القصف الذي يتعرض له المدنيون في مناطق جنوب كردفان بالسودان. ودعت مجموعات أخرى لحظر الطيران الحربي في مناطق النزاعات وذلك على خلفية حديث عن القصف الحكومي لمنطقة هيبان في جنوب كردفان الذي نتج عنه وفاة الأطفال الستة.
ونشرت «الحركة الشعبية»، التي تقود حربا ضد الحكومة السودانية منذ عدة سنوات، مطلع هذا الشهرصورا للأطفال القتلى الستة وقالت إنهم ضحايا غارة الطيران الحكومي على هيبان.
وأصدر العديد من الأحزاب السياسية بيانات تشجب هذه الحادثة، ونشرت الصحف الإلكترونية ووسائل التواصل الاجتماعي رسائل عديدة تدين الواقعة. ولم تستطيع الصحف التي تصدر في الخرطوم نشر إي خبر أو تصريح حولها بسبب التقييد والرقابة وحملات المصادرة التي تتعرض لها. وانتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي قائمة طويلة من الافراد والتنظيمات المدنية والسياسية السودانية، تدين ما سمته بالمذبحة البشعة لاطفال محلية هيبان بجبال النوبة. وقال بيان لهذه المجموعة إنهم يدينون القصف الجوي الحكومي الذي أدى إلى مقتل هؤلاء الأطفال وحول اجسادهم إلى اشلاء.
وطالب رئيس الحركة الشعبية، مالك عقار، ونائبه، عبد العزيز الحلو، والأمين العام للحركة، ياسر عرمان، عبر مذكرة وقعوا عليها، قادة المجتمع المدني والرأي العام، بتحويل هذا الحدث إلى «وقفة احتجاج كبرى ضد إنتهاكات حقوق الإنسان وجرائم الحرب والابادة في كل السودان». وطالبوا القوى السياسية كافة والمنظمات المدنية بالتوقيع على المذكرة وتوحيد الضمير الوطني ضد جرائم الحرب.
وتبنت الحركة الشعبية تحريك ملف هذه القضية من خلال فتح بلاغ ضد عدد من المسؤولين السودانيين، نيابة عن اسر الضحايا عبر نقابة المحامين الفرنسيين. وأبدت الحركة الشعبية استعدادها ـ من خلال مكاتبها الخارجية ـ للاتصال بالمؤسسات الحقوقية والإنسانية «لتصعيد هذه القضية ووقف قتل الأبرياء»، على حد تعبيرها.