الهندي عزالدين .. وزارة (الترقيع) بالنهار !!
{عندما تصادفني فرق صيانة الطرق بمدن العاصمة المثلثة وهي تمارس هوايتها المفضلة وليس مهمتها في (ترقيع) الطرق في رابعة النهار وأوج ساعات الزحام، أتعجب ولا يغادرني العجب حتى أمر بعد يومين أو ثلاثة بعجلات السيارة فوق منطقة (الرقعة)، فأزداد يقيناً بما أعلمه من ثقافة وسياسة (الكلفتة) السائدة في كل مكان وزمان في جمهورية السودان !!
{إنهم (يكلفتون) كل شيء ولا يجيدون فعل شيء، هذا هو أساس وشعار العمل في دواوين ومؤسسات الدولة العامة وغالب الخاصة.
{إنني أدعو وبياناً بالعمل السيدين والي الخرطوم ومعتمدي محليتي أم درمان وبحري لزيارة مواقع (الترقيع) بشارع السيد “علي الميرغني” ببحري، فوق خط أنابيب الصرف الصحي التي استغرقت شهوراً متطاولة لتركيبها ودفنها أسفل هذا الطريق، ربما هو ذات الزمن الذي استغرقه المصريون لشق قناة السويس (الثانية) في عرض البحر الأحمر !!
{وغير (البهدلة) التي بهدلوا بها مادة الأسفلت وأهدروا مال الدولة على (شغل نيء) يكشف أزمة الهندسة والتنفيذ في بلادنا، فإنني أظل أتساءل عاماً بعد آخر عن غرام وزارة الطرق أو البنى التحتية مع وقت الظهيرة ليكون موعداً مناسباً مع الأسفلت، لشقه وترقيعه !!
{لماذا لا يكون هذا الفعل المرتجل بعد منتصف الليل، كما يحدث في معظم دول العالم ؟! هل هو ترشيد في الصرف وعجز عن صرف أجر إضافي لعمال الصيانة .. ومهندسي الترقيع ؟!
{إن ما نلاحظه في ما يتعلق بآليات عمل الطرق، المياه والنظافة، على سبيل المثال لا الحصر، يؤكد الحال المائل والأوضاع المختلة التي ندير بها دولتنا، بارتجال وهرجلة، لا تدفع للأمل في غدٍ أفضل وواقع مختلف.
المجهر السياسي