تحقيقات وتقارير

رمضان في الغربة.. الإفطار بنكهة المنتجات السودانية.. أول يوم صيام

في أول أيام شهر رمضان الكريم، تتقافز الأسئلة عن كيفية قضاء اليوم الأول وهل يمكن أن يكون رمضان فرصة جيدة لإحداث التغيير في الحياة؟ أم أن التفكير والاهتمام لدى الصائمين لا يغادر مائدة الطعام ولا يتجاوزها.
وتبقى أسئلة: ماذا نأكل اليوم؟ وكم ساعة سنصوم في أيام الصيف؟ وماذا نشاهد من برامج ومسلسلات في المساء؟ هي الشغل الشاغل لتفكير الصائم في نهار رمضان، (اليوم التالي) وقفت في محطات مختلفة عن ما دار في أول يوم صيام في دول مختلفة.

فرق كبير
ابتدر الحديث محمد إبراهيم مقيم لثلاث سنوات بدولة غانا، قائلاً: الفرق شاسع بين الصيام في السودان وخارج حدود الوطن. وأضاف: “طريقة الإفطار تختلف تماما حيث يفطر الكثيرون داخل المنازل على عكس ما يحدث في السودان”. وأردف: “لديهم وجبة تسمى (البنكو)، وهي مثل العصيدة عندنا”. واستطرد: “رغم الأجواء الرمضانية الجميلة نشعر بالغربة لأن في غانا يوجد مسيحيون وفي الحي تجد مسجداً واحداً وست كنائس، لذا نفتقد صوت الأذان إلا عبر الهاتف المحمول، مؤكداً أن الوجبات السودانية حاضرة مثل العصيدة بملاح النعيمية والتقلية، وشوربة الخضار والطعمية، البليلة والبلح، سلطة الروب والعصاير مثل الحلو مر والبرتقال والتبلدي. وكشف عن وجود مستلزمات رمضانية تأتي من السودان. وزاد: كنت أعاني في الغربة لكنني بعد الزواج شعرت بالراحة النفسية، وباتت زوجتي تعد الإفطار الرمضاني.

القاهرة: تبادل دعوات الإفطار
من جهته، قال أحمد عبيد: “الصيام في مصر لا يختلف كثيرا عن السودان غير إحساس الغربة والبعد عن الأهل، مضيفا أن الشوارع مزدحمة بالمائدة الرمضانية التي يتسابق عليها الجميع والسودانيون يمارسون عاداتهم وكرمهم كما هو الحال في السودان يتخذون من الميادين العامة تجمعا لهم ويتبادلون دعوات الإفطار”. وأردف: “المدن المصرية تعج بالدور والأندية السودانية، ويفرد في ساحاتها موائد رمضانية من المأكولات والمشروبات السودانية التي تنتشر بشكل واسع في بيت السودان الذي يتبع للسفارة السودانية، وهو مفتوح ويقدم إفطاراً جماعياً بشكل دائم طيلة الشهر الفضيل”.

رمضان في الدوحة
أما قاسم مصطفى مقيم بدولة قطر منذ خمس سنوات، يقول إن أبناء ولاية شمال كردفان بالجالية السودانية ست آلاف شخص تربطهم علاقات اجتماعية وطيدة. وأضاف: “الفرق بسيط جداً مثل جلسات الإفطار وتوفر صينية العصيدة ومشروب الحلو مر”. وقال: “من العيب أن يأتيك ضيف سوداني في البيت ولا تبادر بتقديم الحلومر”، مشيراً إلى أن القراصة والعصيدة والقنقليز حاضرة في الغربة، وأكد ناجي أن الرقاق يعد من الثوابت في السحور. وأشار إلى وجود محال سودانية لبيع المنتجات، ولكن أسعارها عالية جدا، لذلك يلجأون لأهلهم في السودان. وأردف: “شهر رمضان دائماً ما تكثر فيه أواصر الصلات الطيبة بين أسر الجالية السودانية بالزيارات والمكالمات الهاتفية”.

شهر فرحة للمسلمين
من جهته، قال الصحفي علاء الدين أبو حربة المقيم بالعاصمة السعودية الرياض إن الإحساس الوجداني لا يقل كثيراً عن رمضان في السودان، لأن الشهر الكريم هو كغيره من الشهور يرسم الفرح علی وجوه المسلمين، ويخلق بينهم إلفة ربانية لا تفسير لها، فأشكال الإخاء والتوادد في هذا الشهر بين الأمة الإسلامية يعطي أملا في وحدة صفها وكلمتها. وأضاف: “عبركم أهنئ جميع الأهل والأصدقاء والزملاء، وأتمنی من الله أن يكون هذا الشهر شهر خير وبركة وأمن واستقرار لوطننا الحبيب”.

الخرطوم – سارة المنا
صحيفة اليوم التالي