جود الله.. وجودة مياهنا
*عقب أداء صلاة الجمعة الفائتة بمسجد حي القادسية بشرق النيل، نهض أحد أبناء الحي، وهو يحمل قارورة مياه (كعينة) أُرسِلت إلى أحد المعامل، وكانت النتيجة أن هذه المياه التي تمر عبر (خط الاسبتس) تسبب (حمى التايفويد). ويذكر أن الخط الناقل الرئيسي لمياه حي القادسية يرجع تاريخه إلى سبعينيات القرن الماضي، وهو يتشكل من مادة الاسبستس الممنوعة عالمياً من قبل منظمة الصحة العالمية لكونها تتسبب في كثير من الأمراض الفتاكة.
*جميل أن تطرح قضايا الأحياء في المساجد لإحاطة الرأي العام بقضية مهمة تتعلق بمصائر أسرهم وحياتهم، وإن كان جميع سكان الحي لم يكونوا بحاجة إلى معامل لتؤكد لهم فساد مياه مدينتهم ذلك لكونهم يرون هذه المخالفات السوداء تتراقص في الأواني ولاسيما إذا تركت الماء لمدة طويلة فإنك لا محالة ستحفل بالطحالب السوداء في قاع الإناء.
*برغم أن صلاة الجمعة هي الصلاة التي يشهدها الجميع وهي تتشكل من عضوية أقرب لثقافة الجمعية العمومية لسكان الحي، إلا أنه يكون من الصعب أن تضبط تفاعلات المصلين وتؤطرها في جسم يمكن أن يسعى لمحاصرة هذه الأزمة.
*والسيد فاروق عوض الله رئيس اللجنة الشعبية الذي فعل الكثير لمعالجة هذه الأزمة المرحلة، يرى أن ثقافة اللجان التي تجتمع وتنفض وتراوح مكانها، لم يكن بمقدورها اختراق هذه الأزمة على أن هيئة المياه تعلم أبعاد هذه القضية منذ وقت طويل إلا أنها لم تحرك ساكناً.
*ولئن كان الأخ فاروق يقول على الصحافة، فبكل تداوينا ولم يشف ما بنا، فربما يذكر على أيام صحيفة الأهرام أننا قد نهضنا بصناعة تحقيق شامل استنطقنا فيه الهيئة والجماهير والخبراء، وانتهى ذلك التحقيق الصحفي بإرسال عينة من مياه الحي إلى المعمل المركزي لهيئة المياه، وهو المعمل الوحيد المعتمد بالنسبة لها، وكانت المفاجأة بالنسبة لنا قوله بأن هذه المياه صالحة للشرب وإن كانت طحالبها تُرى بالعين المجردة .
*أخي الباشمهندس جودة الله عثمان مدير الهيئة الموقر، ونحن نحتفظ لمرحلتكم بهمة عالية وتدخلاتكم السريعة لمحاصرة أزمات المياه وإشكالاتها في أكثر من مكان في عا صمة السبعة ملايين مواطن، ونعلم حجم الضغط الباهظ على الهيئة غير أن الذي هو أخطر وأفظع من شح المياه هو الجدل حول صلاحيتها لأن ذلك يتعلق بحياة الإنسان وصحته.
*فلنترك هذه المرة كل تلك المغالطات حول صلاحية المياه ونتحرك باتجاه صلاحية (خط الاسبستس) الذي لا تنتطح عنزان في عدم مواكبته ومواءمته فضلاً عن صلاحيته.
*أخي الباشمهندس جودة نتعشم في ظل هذا الهلع الذي أحدثته نتيجة المعمل الأخيرة بين المواطنين أن نرى من هيئتكم تحريكين اثنين.
*أولهما تطمينها للمواطنين بأعجل ما تيسر بأنها لا محالة ذاهبة مباشرة في التخلص من هذا الخط المشؤوم وثانيها (تقريش) الخط البديل، فلئن كانت كلفتة فوق طاقة الهيئة، وإنه ليس من الخطوط المجازة في هذه الميزانية فتعالوا نجلس، الهيئة والمحلية والحي، وذلك للبحث في إيجاد موارد لتمويل هذا الخط.
*ونحن على ثقة أن هذا المقال المعنون للهيئة ستصل لا محالة نسخة منه لمعتمدنا الهمام الدكتور عمار حامد و(العجيبة كمان) محمد علي الشيخ نائب الوالي حتماً سيشهر سيفه.
*سيدي الدكتور عبد الرحمن الخضر، تعيدنا تراجيديا موية القادسية إلى أدبيات (التمساح سكن الشايقية) والمادح حاج الماحي يستنهض كل الشيوخ لمقاعة ذلك الذي حجر عليهم (المشرع والورود والعوم).
*وأين الماحي هنا يستنهض كل الأسماء الإدارية، وأكيد (ما بتقلبكم هذه الصيدة) (أولاد البوش السبعة) تعدل هنا المعتمدون السبعة.. أحمد أحمد بعجميكم.
و(يا رحمن أرحم بجودك ولي الغيث ينزل في بلدوكم).
مخرج أخير.. التسماح والاستبس كلاهما يفتكان بالإنسان والأخير أكثر فتكاً..
ملاذات آمنه – صحيفة اليوم التالي