ده كلام ده!!
لا يختلف كثيراً من حيث التعالي والاستفزاز والاستخفاف، ما قاله القيادي بالمؤتمر الوطني “الحاج آدم” عن حديث “ماري أنطوانيت” التي سألت عن سبب ثورة الجياع من شعبها فقيل لها إنهم لا يجدون ما يأكلونه من خبز، فقالت إذن لماذا لا يأكلون جاتوه؟!!، والدكتور “الحاج آدم” أمس يوجه ذات الإهانة للشعب السوداني عبر برنامج (منتهى الصراحة) للزميل “خالد ساتي” بقوله إنه حتى وقت قريب ما كان الناس لاقين الكهرباء والمويه وحتى الكبريت أو الصابون، بل إن “الحاج آدم” ذهب إلى أبعد من ذلك، وقال يكفي أن حكومته تمنح المرتبات للموظفين والمعاشيين في وقتها، وبصراحة حديث الرجل مستفز بالدرجة الأولى التي تستوجب أن يكون الرد بذات مقدار الاستفزاز الذي تحدث به، وأزيد، لكني بالضرورة لا أريد أن أنزلق في هذه المهاترة لأقول لـ”آدم” من العقلانية والانضباط أن الشعب السوداني وبكل تاريخ الأزمات الاقتصادية والسياسية والإنسانية لم يكن شعب شحادين ولا وسخانين ولم تنطفئ نيران الكرم في بيوتهم، وهم أصحاب مقولات أتحداك أن تجدها حتى عند شعوب أهل النفط والغاز من أهل الدولار والريال، فمن غيرنا عوج الدرب، ومن غيرنا البضبح الشائلة ومنو غيرنا رباي اليتامى ومقنع الكاشفات!!، لكن الرجل نسي كل ذلك ويريد أن يمتن على الشعب السوداني بشيء أصلاً غير موجود، ولو أن الرجل تحدث بشفافية دون تحيز مطلق لحزبه لتحدث عن الملايين من الذين هاجروا بحثاً عن لقمة العيش ولتحدث عن الملايين من العطالى الذين تخرجوا في الجامعات من غير وجهة ومن سبيل، ولو أن الرجل يملك قدراً من المصداقية لتحدث عن معاناة حقيقية يعيشها الإنسان السوداني بسبب سياسات متضاربة السبب فيها وزراء حزبه الذين فشلوا ولا زالوا في الفشل.
بعدين يا سعادتك، من هم أولئك الذين لا يملكون في بيوتهم صابوناً وكبريتاً؟؟ أسألك بشكل آخر: هل ما زالوا لا يملكون قطعة الصابون وقشة الكبريت أم أنهم بقدرة قادر أصبحوا من ركاب الفارهات وسكان الفلل المحاطة بالفل والياسمين ومرتادي منتجعات تركيا وماليزيا، هؤلاء يا سيدي هم الذين كانوا فقراء وتحولوا إلى أثرياء ينافسون شيوخ الخليج ودوقات أدنبرة.
الدايرة أقوله إنه ليس هي المرة الأولى التي يوجه فيها بعض منسوبي المؤتمر الوطني حديثاً يستفز مشاعر المواطن، وكأن هؤلا يتعمدون إثارة عواصف الشطة التي إن قامت ستعمي العيون وتصيب الجميع بهستريا العطس والحكة، وما زال في الحلق غصة من حديث “علي محمود” عن أكل البيتزا وهو حديث جلب كثيراً من السخط وعدم الرضا للوزير ولحزبه، وهو ما يجعلني أخاطب العقلاء في حزب الحكومة أن يلجموا تصريحات بعض قياداتهم المتصلة وبعض (الفرحانين) الذين يظنون أنهم بهذا الاستفزاز يكسبون رضاء قيادة الحزب والحكومة، ويبدون لها مشاعر الولاء والانتماء، لكنهم في الحقيقة يتسببون في إدخال حزبهم في نفق مجهول تحيط به جدران مبنية ومرصوصة من الكراهية والسخط تساهم في ارتفاعها هذه التصريحات المنفلتة واللا مسؤولة من شخوص يعرفون جيداً طبيعة وتكوين الشعب السوداني الذي لا يقبل الإهانة والاستفزاز وما يعرف (يسردب) لحديث ينتقص من كرامته وعزة نفسه.
{ كلمة عزيزة
في حواره للزميل “صديق دلاي” قال الوزير السابق “عبد الحليم المتعافي” بعد أن فاجأه “دلاي” بأنه شاهده يزجر شخصاً في أحد المساجد طلب من المصلين أن يعينوه بالمال لشراء كارو، فقال السيد الوزير إنه فعلاً زجر الرجل لأنه لا يستحق ذلك وعليه أن يحمل فأسه ويذهب ليحتطب والرجل ليس مريضاً وبالتالي يجب أن لا يمد يده لأحدهم وبصراحة الحديث أصابني بكثير من الحزن لما حمله من قسوة وقوة قلب لشخص كان في وقت قريب مسؤولاً ووالياً على العباد وهو أكثر الناس علماً أن الحاجة وضيق اليد جعلت بعضهم لا يجد مناصاً أو فراراً من مد يده للناس منعوه أو أعطوه، المؤلم في الموضوع أن الوزير السابق والوالي الأسبق حكم على الرجل بأنه (نصيح) وكأنه قد أجرى له فحصاً طبياً وافترض ذلك ونهره ولم يعطه شيئاً، وقد كان بإمكانه ذلك!! القصة مؤلمة لأن المتعافي ليس رجلاً عادياً بل هو واحد من الأثرياء الذين أصبح بعضهم يعيش في وادي والناس في وادي ثاني خالص.
كلمة أعز
عقب إعفائه مباشرة من موقعه في حزب المؤتمر الوطني انطلقت شائعة بتعيين “بلة يوسف” والياً لنهر النيل وبصراحة لم أصدق الشائعة لأنني لا أظن أنه مهما بلغت المجاملة في التعيينات يمكن أن تصل إلى هذا الحد والشاب غير ذي تأثير على المشهد السياسي وليس من أصحاب الخبرات التي تجعله مؤهلاً لحكم هكذا ولاية زاخرة بالرجال والعطاء ولا يشفع له حتى (كسير الثلج) الذي بذله في حضرة رئيس الجمهورية قبل أسابيع في الساحة الخضراء والبلد ليست في حاجة لمن يكسرون الثلج، هي في حاجة لمن يكسرون صخور المستحيل ويفتتون عضد الموانع والسدود.
تسلمى يا أستاذة – فأن اعطم لقب يدل عل الكرم فى اللغة العربية هو ( عوج الدرب ) – ولك تحياتى
يظهر عليك الليلة عطشانة بالحيل يا أم وضاح