احلام مستغانمي

هل تحبينني ؟


ذات يوم سألتك ” هل تحبينني ؟..”
قلتِ :
– لا أدري.. حبك يزيد وينقص كالإيمان !
يمكن أن أقول اليوم ، إنّ حقدي عليك كان يزيد وينقص أيضاً كإيمانك..
يومها أضفتُ بسذاجة عاشق :
– وهل أنتِ مؤمنة ؟
صحتِ :
طبعاً.. أنا أمارس كل شعائر الإسلام.. وفرائضه .
– وهل تصومين ؟
طبعاً أصوم.. إنها طريقتي في تحدّي هذه المدينة.. في التواصل مع الوطن.. ومع الذاكرة .
تعجّبت لكلامك . لا أدري لماذا لم أكن أتوقّعك هكذا . كان في مظهرك شيء ما يوهم بتحررك من كل الرواسب..
عندما أبديت لك دهشتي قلتِ :
كيف تسمّي الدين رواسب ، إنه قناعة ، وهو ككل قناعاتنا قضية لا تخصّ سوانا..
لا تصدق المظاهر أبداً في هذه القضايا . الإيمان كالحب عاطفة سرية نعيشها وحدنا في خلوتنا الدائمة إلى أنفسنا . إنها طمأنينتنا السرية ، درعنا السرية.. وهروبنا السري إلى العُمق لتجديد بطرياتنا عند الحاجة .
أما الذين يبدو عليهم فائض من الإيمان ، فهم غالباً ما يكونون قد أفرغوا أنفسهم من الداخل ليعرضوا كل إيمانهم في الواجهة ، لأسباب لا علاقة لها بالله !
ما كان أجمل كلامك يومها !
كان يأتي ليقلب ثنايا الذاكرة ، ويوقظ داخلي صوت المآذن في صباحات قسنطينة . ” ذاكرة الجسد “