أنا الغنيُّ وأموالي . . التراويح (1)
لا أجمل من رمضان موعدًا .
كل المواعيد قدرها أن تنتهي ، و حينها تصبح ذكريات . إلاّ رمضان فحين يرحل يغدو الماضي معه حسنات .
كل المواعيد قدرها الألم والندم ، لأنها لا تدوم و تمر على عجل .لا نعي ونحن نغرف من مباهجها أنها تحمل في سعادتها ألمنا المستقبلي . إلاّ رمضان ، كلّما تزوّدنا منه رافقتنا بركاته لباقي العمر .
كل المواعيد تحددها ساعة في معصمنا ، إلاّ موعدنا مع رمضان ، لا ننظر فيه لساعتنا بل نرفع أعيننا إلى السماء ، لنعرف متى يهل هلاله ، ومتى يرفع آذانه ، ومتى يؤذن لنا بالإفطار والإمساك ، ومتى تثبت رؤية هلال عيده . وفي ذلك رفعة لوجداننا ، وتقرب من الله في علياء عرشه ، حيث على مدى ثلاثين يومًا يكرمنا بفتح أبواب السماء.. لكل من رفع إليه النظر . . أو رفع إليه يديه بالدعاء .
لكل موعد وقت بمقياس أرضيّ ، اتفق على تقويمه الزمنيّ البشر ، وحده رمضان زمن سرمدي، يتجاوز قدرتنا على العد ،فكيف نقيسه وفيه ليلة بألف شهر؟
(يتبع )