كيف تجيب على سؤال «لماذا يجب علينا أن نوظفك»
«لمَ التخوف من سؤال قد يكون أعظم فرصة أمامك لتروج لنفسك؟»
لعله أحد أكثر الأسئلة شيوعًا في مقابلات الحصول على وظيفة. قد يكون صاحب العمل على حق في محاولته معرفة رأيك بوصفك متقدمًا لوظيفة في شركته بشأن ما قد يميزك عن الآخرين.
لكن يظل هذا السؤال يملؤنا خوفًا؛ ربما لأن الإجابة عليه لا تحتمل الخداع، إذ على المتقدم بناء نسيج متكامل بالتفصيل لماذا هو يتميز على بقية المتقدمين، أو بمعنى آخر ما هي القيمة التي تميزه عن نظرائه فتحتم على صاحب العمل توظيفه.
نشر موقع «entrepreneur» مقالًا يعرض لك بالتفصيل كيفية الإجابة المثلى على هذا السؤال، مع تذكيرك أن مدير التوظيف في الشركة يضع سمعته على المحك بتوظيف أي شخص، فلتروج لنفسك بثقة وبالدليل على أنك أفضل شخص للوظيفة. فإجابتك على هذا السؤال قد تكون مفتاح الوظيفة.
ماذا تريد الشركة تحديدًا؟
يقول الكاتب إن البحث هو خطوتك الأولى على طريق القبول. أولًا، البحث في إعلان التوظيف نفسه، إذ ينصح بقراءة الشروط المذكورة في الإعلان عن الوظيفة جيدًا بل وقراءة ما بين السطور، ربما يبحثون بالأساس عن بعض المهارات كالمرونة أو الذكاء الوجداني، أو شخص يتكيف مع ضغوط المهام الجديدة أو عن الشخص المبادر أو عن شخص يفهم الآخرين ويديرهم بفعالية.
فبفك شفرات المطلوب في إعلان الوظيفة، يمكنك الوصول تحديدًا لما يريده مدير التوظيف، وإبرازه في المقابلة.
ثانيًا، البحث عن الشركة واحتياجاتها، ينصحك الكاتب بالبحث في تقارير الشركة ربع السنوية أو في الأخبار عنها، لربما يمكنك التقدم إليهم بفكرة جديدة هم في حاجة إليها.
بعد ذلك، ابدأ باستكشاف موقع الشركة ونشاطهم على مواقع التواصل الاجتماعي أو المدونات، فهي تتيح لك التعرف على نوع البيئة التي توشك على العمل فيها. كما أنه يتيح لك فرصة التعرف على نوع الخبرة التي يطلبونها، فتستجمع خبراتك السابقة المرتبطة بالمجال لتبهرهم.
وبمجرد أن تفهم تمامًا نشاط الشركة ومتطلباتها، يمكنك حياكة إجابتك وفقًا لها، فتعرض ما لديك والذي يوافق ما تتطلبه الشركة في الوقت نفسه، فتزيد من فرصتك في قول ما يودون سماعه.
ويؤكد لك الكاتب أن الأمر لا يتعلق بسوء تقديم نفسك في موقف قد لا تمتلك فيه المهارات الكافية، إنما باختيارك أفضل صفاتك ومهاراتك، ومن ثم تقديمها من خلال تعاملك مع مشكلة وتمكنك من حلها.
الجودة مقابل الكم
هناك أمور ينبغي ألا تخلو منها إجابتك وهي مدى ملاءمة مهاراتك وخبراتك وإنجازاتك وتدريبك وثقافتك لتلك الوظيفة. مع الانتباه أن تحافظ على إجابتك مختصرة قدر الإمكان. فعلى الأرجح سيفقدون الاهتمام بما تقول إذا استخدمت أكثر من 3 أو 4 أمثلة لتغطي جوانب خبرتك ومهاراتك، وربما تفقد مع طول الإجابة جزءًا من جودة ما تعرض. لا سيما وأنت في حاجة للاحتفاظ ببعض الأجوبة للأسئلة اللاحقة.
الخبرة والتدريب
وتأكد من أنهم فهموا جيدًا أن لديك المعرفة اللازمة للنجاح. ففي حال كانوا يرغبون في توظيف مدير مشروع ركز على خبرتك في إدارة المشاريع. فتلك فرصتك في الانتقال من الحديث العام عن خبرتك إلى التخصيص، كأن تكون لديك خبرة في صناعة معينة أو مهمة أو حتى خبرة في التعامل مع نوع بعينه من المشكلات والتي سبق أن علمت أن الشركة تمر بها أثناء بحثك.
الإنجازات
يفضل أصحاب العمل الإنجازات اللامحدودة فهي دليل على ما يمكن أن ينعكس به أداؤك على استثمارهم. فأينما أتيحت لك الفرصة فأعطهم رقمًا يدل على إنجازك وخبرتك، على سبيل المثال إذا كنت أدرت فريقًا مكونًا من 24 فردًا أو حققتَ مكسب مبيعات بنسبة 150% أو أكملت 9 مشروعات ناجحة مع عملاء واذكر أسماءهم.
المهارات والتوافق الثقافي
بمجرد تحديدك نوع المهارات التي تحتاجها الشركة وكذلك الخلفية الثقافية، ضع في اعتبارك مجموعة نقاط؛ هل يبحثون عن شخص منظم أم قائد أم شخص يأتي بحلول مبتكرة للمشكلات.
تفاعل
يذكر الكاتب أن البحث الذي قمت به قبل الذهاب لمقابلة العمل هو في غاية الأهمية لكنه قد لا يفيدك كثيرًا أحيانًا، لربما أخفت الشركة جزءًا من المهام الوظيفية ولم تفصح عنه إلا أثناء المقابلة، أيًّا كان سببهم في ذلك.
هنا تظهر أهمية عنصر آخر، ألا وهو التفاعل، أنت بالفعل مستعد ببعض الأمثلة من خبراتك. أثناء المقابلة، ما يقوله لك مدير التوظيف يعد أفضل مصادرك على الإطلاق للحصول على معلومات، فكل ما عليك الآن هو التفاعل.
من السهل أن تجد نفسك منغمسًا في عرض ما لديك لدرجة أن تنسى أن تستمع لما يُطرح عليك من أسئلة. الاستماع الجيد هو أهم مهارة أثناء المقابلة. استمع جيدًا لكل ما يُقال أمامك فتُكَوِّن فكرة واضحة عما يريدون سماعه.
احتفظ بشيء يميزك
بإقناع مدير التوظيف أن لديك الكفاءة المطلوبة للوظيفة، أنت اجتزت الطريق الطويل، وبرزت من بين الجموع المتقدمة للوظيفة، لكن مع كل ما قدمته من إجابات مبهرة أنت لا تزال ثاني أفضل شخص مؤهل للوظيفة. فأنت لديك الكفاءة المطلوبة ولعل مخاطر توظيفك أقل.
والسؤال الأهم هنا هو ما الذي يجعلك تتخطى أفضل شخص على الإطلاق، ما الذي يميزك عنه؟ عليك أن تظهر مهارة لديك فريدة تتميز بها عن أي فرد قد يمتلك الكفاءة للوظيفة.
قد يكون ذلك التميز في بعض مهارات البرمجة وكتابة الأكواد بالإضافة لتخصصك في التسويق، أو أن تتحدث لغة أجنبية بطلاقة فتكون هناك فرصة لتتوسع الشركة في سوقٍ جديدة. فالأهم هنا هو أن تنهي إجابتك بشيء مميز وشيق وذي صلة بعمل الشركة.
فكلما كانت إجابتك غير نمطية، وفي الوقت نفسه ترتبط بالدور الوظيفي ومتطلبات الشركة، كانت مزية في صالحك.
ويختتم مقالته بالتأكيد على أن السؤال المرعب «لماذا يجب علينا توظيفك؟» قد يكون أعظم فرصة أمامك لتروج لنفسك وتتميز عن البقية، فلمَ الخوف؟
ساسة بوست