الطيب مصطفى

احمد يوسف التاي : الشيخ علي عثمان “1-2”

مازال الحديث الذي أدلى به النائب الأول السابق لرئيس الجمهورية الشيخ علي عثمان محمد طه لصحيفة “السوداني” يشغل حيزاً واسعاً في وسائط الإعلام المختلفة، خاصة مواقع التواصل الاجتماعي وتطبيقاتها المختلفة، وبدا واضحاً أن هناك إجماعاً بين المتداخلين على أن هذه هي المرة الأولى التي يظهر فيها الشيخ علي عثمان عبر وسائل الإعلام مدافعاً عن نفسه ومعبراً عن إحساسه بأن هناك من يتآمر عليه ويريد أن يجعل منه كبش فداء، وهي أيضاً المرة الأولى التي يواسي فيها نفسه بالتأكيد على أنه موجود في دائرة الفعل السياسي، ولم يعزله أو يُقصيه أحد، ولعل اختلاف هذه المرة عن سابقاتها أن إطلالة طه عبر وسائل الإعلام كانت تتناول الشأن العام بشيء من الحسم والنقد لبعض الممارسات على مستويات الحكم، ولم يكن يدافع نفسه أبداً ألا هذه المرة، حيث بدا واضحاً أن الرجل وفي ذات الحوار الصحافي خرجت منه إشارات واضحة عززت التكهنات السابقة بشأن ما تردد عن خلافات بينه والدكتور نافع علي نافع الذي أراد أن يصرع طه فجاءت النتيحة بإبعاد الطرفين كحل مؤقت لإطفاء الحريق الذي شب في أهم ركنين من أركان البيت الإنقاذي..
كثير من معطيات الأحداث تُشير بصورة واضحة لأن الخلافات المكتومة التي نشبت بين الطرفين أطاحت بطه ونافع وأبعدتهما من مراكز صناعة القرار غير أن قرار الإطاحة المشار إليه لم يتوقف عند رجلي الإنقاذ القوييْن طه ونافع ولكنه لمزيد من التمويه شمل آخرين لا يقلون عنهما عطاء وتأثيراً في مجريات الأحداث مثل الدكتور عوض الجاز الذي خرج بالباب وعاد عبر النافذة متسللاً كنسمة صيف إلى قصر الرئاسة، وكذلك الدكتور عبد الحليم المتعافي الذي كان يمكن أن يعود بالتزامن مع عودة الجاز إلا أن المتعافي كان أكثر زهداً في المنصب الحكومي وكان ميالاً إلى التجارة والاستثمارات الخاصة ولعله عبر عن ذلك كثيراً، وكذلك وزير المعادن السابق كمال عبد اللطيف الذي عاد للعمل السياسي في الحزب.
صدر قرار إبعاد طه ونافع وتم تخريجه على أنه أتى في إطار تجديد الدماء وتواصل الأجيال ومع ذلك عاد البعض كما سبقت الإشارة وزهد آخرون وينتظر البعض عودة نافع قريباً من أوسع الأبواب لأن الكثيرين لم يقتنعوا يوماً بأن الدكتور نافع علي نافع قد تم إبعاده من مراكز صناعة القرار، وأنهم على قناعة بأنه سيعود مجدداً أكثر قوة وتأثيراً ونفوذاً في الحزب والجهاز التنفيذي ولعل ما يشير إلى ذلك أن نافع مازال يستخدم ذات اللغة الخشنة مع قوى المعارضة ويمارس ذات الاستفزازات السابقة لها وذلك لإحساسه بأنه لايزال ذات النافع السابق الملقب برحل الإنقاذ القوي والحائز على رضا مؤسسة الرئاسة وأجهزة الحزب التنظيمية التي أسسها هو بنفسه، وأنه عائد لمهام ربما أكبر ولعل الذي يتابع خطابه السياسي والإعلامي ومواقفه يدرك أنه مازال يقبص ببعض مفاصل الحزب.. اللهم هذا قسمي فيما أملك.
نبضة أخيرة:
ضع نفسك دائماً في الموضع الذي تحب أن يراك فيه الله، وثق أنه يراك حين تقوم وتقلبك في الساجدين.
نواصل.

تعليق واحد

  1. على ونافع وكل جماعتك ماهى الحصيلة بعد 27 عام جيل كامل اورثموه الخراب…