زهير السراج

27 عاما تحت حكم السوط !!


* لا بد أن تُذكّرنا محلية الخرطوم والفريق أبوشنب، بالمناسبة الأليمة التي مرت عليها 27 عاما، وسلبت منا أعز ما نملك من عمر قضيناه في المعاناة الصعبة والتشرذم والتعرض للمحن بشتى ضروبها، وهو ما لا يحتاج لإيضاح أو توضيح، ويكفي الحالة المعيشية القاسية التي يعاني منها الناس، ومشقة الحصول على أبسط مقومات الحياة، وفوق ذلك الإحساس الفظيع بالخوف الذي يستعمر نفوسنا ويعصف بها منذ زمان طويل .. خوف من الحاضر، خوف من المستقبل، خوف على أنفسنا، خوف على فلذات أكبادنا، وخوف على كل شئ، ومن كل شئ .. وما أدراك ما الخوف الذي جعل الغالبية العظمى من الشعب تقضي أحلى سنين عمرها في رحلة بحث طويلة عن وطن آخر ولو في بطون أسماك القرش .. !!
* لا بد أن يُذكّرنا سعادة الفريق أبوشنب ومن يقف وراءه بهذه المناسبة الأليمة ، ويُقلّب المواجع ، وهو يأمر شرطة النظام العام بالعودة الى المسلسل المحبب الى قلوبهم ومطاردة الفتيات في الشوارع والمنتزهات بتهمة ارتداء البنطلون، وإدخال الرعب في قلوبهن وجرهن الى أقسام البوليس، وحبسهن وجلدهن وترويع أسرهن واستفزاز المشاعر العامة للمواطنين .. مواطنات بريئات جئن مع أسرهن وجيرانهن وأصدقائهن للترويح عن النفس بعد صيام يوم طويل وحار، فوجدن السيطان والهروات والكوامر في انتظارهن ..!!
* ينسى الفريق أبوشنب كل المعاناة والحياة الصعبة التي نعيشها، وانقطاع الكهرباء وشح الماء وندرة الدواء وارتفاع الأسعار الى عنان السماء والهرولة المهينة وراء حافلة المواصلات، وتكدس الميادين والشوارع بالأوساخ والقاذروات، واهدار المال العام في التعاقد مع شركة أجنبية لجمع القمامة في المحلية التي يتولى إدارتها أبوشنب، لفشل الشركات التي تعاقدت معها للقيام بالمهمة واهتمامها بجني المال فقط، باعتراف والي الخرطوم نفسه في الإفطار الرمضانى الفخم الذي جمعه مع بعض الصحفيين في منزله العامر بكل ما لذ وطاب من الطعام والشراب، بينما يهيم الفقراء على وجهوهم في الطرقات ولا يجدون من يتفضل عليهم بشق تمرة أو حثوة ماء يحللون بها صيامهم الأبدي..
* ينسى أبوشنب كل ذلك، ويتفرغ للاجتماع مع سفيري إثيوبيا وإرتريا للحديث عن الملابس التي يرتديها مواطنو الدولتين في شوارع الخرطوم، ومطاردة المواطنات السودانيات وجلدهن وإذلالهن بتهمة ارتداء البنطلون بدون وجود أي قانون يجرّم أو يحرّم ارتداءه، لا في قانون النظام العام، ولا في القانون الجنائي العام الذي يجرّم ارتداء (الزي الفاضح) بدون أن يعرّف هذا الزي، أو يتطرق لبنطلون أو جلابية أو عباءة أو أي نوع آخر من الملابس، كما لم يرد ذكر البنطلون أو أي زي آخر في أي تفسير للقانون تفضلت به أية جهة مخول لها تفسير القوانين، ولا يدري أحد حتى الآن رغم مئات المقالات وآلاف الاحتجاجات لماذا يجري استهداف فئات معينة من اللائي يرتدين البنطلون، رغم أن كثيرات يتزين به في الأماكن العامة وشاشات الفضائيات الحكومية، بدون أن يجرؤ أبوشنب وشرطته على مجرد لفت أنظارهن دعك من مطاردتهن وإذلالهن، ولكن هكذا تعودنا من حكومتنا.. العصا لمن عصا من أفراد الشعب، والتجلة والاحترام والترقي والحياة الرخية حتى لمن يخطئ من أصحاب النفوذ والسلطان !!
* هنيئاً لأبي شنب وشرطته ومن يقف وراءهما بمطاردة وإذلال الفتيات، فلا شئ أفضل من ذلك للاحتفال بحلول الذكرى السابعة والعشرين لغياب الشمس وحلول الظلام!!


‫2 تعليقات

  1. اللهم انى صائم
    هذا المدعى يردد كلمات الصحفى الرقم عبد الباقى الظافر الذى تناول هذا الموضوع بقلمه المهنى العذب الذى يراعى فيه شرف الكلمة ونقاء رسالة الصحفى الذى همه توضيح مناطق الخلل والاشارة اليها دونما اى اجندة اخرى
    بالله عليكم راجعوا كلمات الصحفى عبد الباقى وكلمات هذا المدعى لتعرفون الفرق بين الغث والثمين

  2. و ما هي العلاقة بين الجوع و لبس المنطلون الضيق
    يعني التجوع تشحط ليها منطلون تشبع
    و للا أيه العبارة ؟