الهواية الغريبة… الرسم باللسان
هواية غريبة تترك مذاقاً سيئاً بالفم، إنها هواية “الرسم باللسان” تلك التي عرفها بعض الفنانين في منطقة شرق آسيا. هان شياو مينغ، فنان شعبي صيني يلتف حوله الأطفال كي يشاهدوه وهو يرسم لوحات رائعة الجمال، نقلت وكالات الأنباء العالمية ممارسته الغريبة، لكنه لا ينسى في كل مقابلة أن يحذر الأطفال من تقليده، منبهاً إلى المخاطر الصحية التي يمكن أن تصيبهم من جراء الألوان التي تحوي سموماً تضر بالصحة.
وفي ولاية كيرلا الهندية، ظهر شاب متفنن في تقليد لوحات المشاهير يدعى آني، مستخدماً لسانه في خلط الألوان بلسانه دون الفرشاة. يعمل آني معلماً للرسم في إحدى المدارس الابتدائية. وقد انتبه إلى إمكانية استخدام أجزاء أخرى من الجسد في الرسم بعد أن رأى فناناً يرسم بقدميه، فبدأ بتقليده لكن عن طريق الأنف، ثم حاول بعدها الرسم بكلتا يديه، ثم جرّب الرسم وهو يقود دراجة. وعندما استخدم لسانه كان يظن أنه أول من ابتكر هذه الطريقة، قائلاً: “أردت أن أعطي لساني فرصة التجربة وبالفعل نجح”.
عرف آني لاحقاً أن هناك من سبقه إلى هذا الأسلوب. غير أن ذلك لم يمنع الصحافة الهندية من تسليط الضوء عليه، وهو ما دفعه إلى أن يقدم أعماله اللسانية بصورة منتظمة. وإن كان يأمل أن يدخل موسوعة غينيس للأرقام القياسية عن طريق رسم أربع لوحات مستخدماً يديه وقدميه في نفس الوقت.
أنتج آني بلسانه حتى الآن أكثر من ألف لوحة، ويستغرق إنجاز اللوحة الواحدة من ثلاثة إلى أربعة أيام. وتضمنت لوحاته العديد من مشاهير الشخصيات الهندية كالمهاتما غاندي وطاغور ونهرو. كما استغرق عمله في تقليد لوحة دافنشي “العشاء الأخير” التي يبلغ طولها ثمانية أقدام، خمسة أشهر. وهو يرفض أن يبيع أعماله، ويحتفظ بها في مرسمه، ويكتفي بإقامة معارض عامة، في مكان يتسع لخمسمائة شخص.
يلعق آني الطلاء، ثم يضعه على القماش، بعدها يبدأ في تحريك رأسه في كافة الاتجاهات، ليحصل على الشكل المقصود، كما يمزج الألوان بلسانه، وبلسانه أيضاً يصنع الظلال والتأثيرات المختلفة والمبتكرة. وبالرغم من حرصه على استخدام ألوان مائية حديثة وغير سامة؛ فإن هناك آثاراً جانبية لهذه الهواية. لذلك يبدو الرسام الموهوب غير متحمس لنقل مواهبه لتلاميذه وينصحهم دائماً باتباع أساليب الرسم التقليدية، فالرسم باللسان، كما يقول، له عدة آثار سلبية كالصداع وآلام الفك وفقدان بسيط في الرؤية وكذلك ضعف في قدرة الذاكرة، وتستمر هذه الأعراض بعد كل لوحة لمدة تصل لأسبوعين. لكنه يأمل مع مرور الوقت أن يحصل جسده على مناعة ضد تلك الآثار.
ولا يعد الرسم باللسان أغرب الوسائل الفنية، فهناك وسائل أكثر غرابة استخدمها آخرون، مثل الفنانة ناتالي آيريش التي ترسم بشفاهها، وإيان كوك الذي يرسم بالسيارات التي تتحرك بالريموت كنترول.
العربي الجديد