يعاني من الإهمال ويشكو تردياً بيئياً مريعاً مستشفى الخرطوم.. التاريخ الباذخ يحتضر
عندما وطأت قدماي فناء مستشفى الخرطوم ووقعت عيناي على المنظر البائس بالداخل، فالأمر ليس مجرد نفايات ومخلفات تسبب فيها أحياء بل توحي إليك الأنقاض المتراكمة في المستشفى بأن لا حياة فيه. أما الأوساخ المبعثرة بإهمال هنا وهناك فتدفع إلى ذهنك أنه ومنذ نشأة المستشفى لم تدخله سيارة النفايات.
بين الأطلال أذكريني
صحيح أن بعض المباني تمت إزالتها وقد يتحجج البعض بإجراءات صيانة بالمستشفى إلا أن حركة الصيانة متوقفة تماما، وكان أولى إزالة بقايا الأنقاض والخرد وخاصة الحديد الذي يوحي لك بأنك أمام ورشة قديمة وليس بداخل مستشفى هو المستشفى الحكومي الأول بالسودان وبعاصمة البلاد .
ليتكم تركتموها
كثير من الأشجار الصغيرة قُطعت ولم تجد يدا تزيلها من مكانها حتى تحولت إلى أكوام من النفايات الجافة لتخلف منظرا لا تتمنى بأي حال من الأحوال ان يكون في منزلك.
أحلاهما مر
وما يثير الاشمئزاز أن أكوام النفايات تتراكم أمام بوابة الكافتريا الوحيدة بالمستشفى مما يجعل المريض أمام خيارين أحلاهما مر، أن يمرض جوعا أو أن يمرض بسبب الطعام غير الصحي المعرض للذباب والهواء الملوث.
أغسل ضميرك أولا
أما حمامات العنابر فلا يمكننا أن نلوم الحكومة على الأوساخ والنفايات التي أغلقت مجاريها فهذا أمر مرتبط بسلوك المرضى أو مرافقيهم الذين لا يعرفون أو (يتغابو العرفة) في كيفية التعاطي مع الحمامات وهنا يبرز سؤال مهم :(هل يستطيع صاحب ذلك السلوك أن يستوعب ذلك المنظر المقرف في منزله) ؟ فإذا كانت الإجابة (لا) فهذا يعني أننا نعاني من أزمة وطنية أما إذا كانت الإجابة (نعم) فذاك أمر آخر نمتنع عن التعليق عليه.
النفايات الطبية
رغم كثرة المطالبات والوعود بوجود محارق خاصة للنفايات الطبية أو عبر الصناديق الخاصة بذلك في المستشفيات نفسها إلا أنني وجدت مجموعة من تلك النفايات أمام بوابة المستشفى الخارجي مما يوحي كذلك بأن مسؤولا ما لم يقم بزيارة المستشفى منذ عهد بعيد.
ضاع الدليل
قسم الحوادث كان نقطة البداية أو الدليل لبقية أقسام المستشفى وبإغلاقه ضاع ذلك الدليل حتى أن الزائر لأول مرة أو من طال عهده بزيارة المستشفى يعاني في سبيل الوصول لأي قسم ما يعاني ويضطر للسؤال حتى يصل إلى مبتغاه.
تحقيق وتصوير: هويدا حمزة
صحيفة الصيحة