متى يصمت المنافقون؟!
الذين فرحوا بالانقلاب الدموي على الشرعية في تركيا، هم أنفسهم من يرفعون اليوم شعار”الحريات وحقوق الإنسان”. لم يمنعهم من الشماتة والتمتع بقليل من الحياء مقتل المئات من الأتراك بالطيران والدبابات عشية المحاولة الانقلابية الفاشلة ولا قصف المراكز العسكرية والمدنية، ولا احتجاز رئيس أركان القوات المسلحة، ولا محاولة قتل الرئيس الأسطوري المنتخب أردوغان الذي يحظى حزبه بالغالبية… وإنما رقت قلوبهم لاعتقال – وليس قتل – مئاتٍ أو آلاف من المتآمرين الذين سينخفض عددهم كثيراً جراء التحقيق والمحاكمات التي يتوقع أن تبرئ من لا يثبت تورطه في الانقلاب الفاشل.
هلا تذكر هؤلاء المنافقون أنه في انقلاب 1960م بلغ عدد الضباط المسرحين أكثر من 3000 بينهم 235 جنرالاً، وتم فصل أكثر من 500 قاضٍ، واعتقال الرئيس ورئيس الوزراء وقتل أو انتحار وزير الداخلية، ثم إعدام رئيس الوزراء عدنان مندريس مظلوماً مع وزير الخارجية ووزير المالية، ثم هل تذكروا اعتقال 650 ألف تركي في انقلاب 1980م وخلال السنوات الثلاث التي تلته ونفي 30,000 تركي واختفاء آلاف آخرين؟!
بالله عليكم أجيبوني أيها العاطفيون : ترى لو نجح الانقلاب كم من الآلاف سوف يعدمهم الانقلابيون وكم من مئات الآلاف سوف يسجنون أو ينفون؟!.
أما أولئك الذين لا يكفّون عن إلقاء المحاضرات عن الديمقراطية وحقوق الإنسان فعلى الرأي العام أن يسألهم، ماذا فعلتم لآلاف المدنيين الذين أحرقهم السفاح عبد الفتاح السيسي في ميداني رابعة ، والنهضة عام 2013م في مصر ؟! وأين هي محاضراتكم للدفاع عن آلاف المعتقلين والمعذبين اليوم في السجون المصرية ومن بينهم الرئيس الشرعي المنتخب محمد مرسي فضلاً عن مئات آلاف الفارين من بلادهم قسراً؟!
إنها أمريكا وأتباعها ثم منافقوها وخدامها ثم للأسف الشديد أنهم المنهزمون من الإسلاميين الذين لا يهزهم القمع والاستئصال الذي يتعرض له الإسلام ودعاته في كل مكان في إطار الحرب والإستراتيجية التي تسعى لاستئصال شأفته.
نأتي لأمريكا ذلك الشيطان الأكبر الذي تحالف مع إيران الفارسية الرافضية في حربه على الإسلام السني ، كيف يحق لأميركا أن تعتقل أكثر من 100,000 أميركي من أصل ياباني لمجرد الشك في ولائهم لوطنهم بعد هجوم اليابان على بيرل هاربر عام 1941م في الحرب العالمية الثانية؟! ولماذا يحق لها اعتقال آلاف المسلمين الأميركيين لمجرد الظن والشكوك بعد أحداث 2001م؟! ولماذا يحق لها اعتقال الأفغان بالجملةً وحشرهم في معتقل العار في غوانتنامو عام 2002م؟! ولماذا يحق لها حشر الناس جملةً في أبو غريب وممارسة أشنع أنواع السادية الجنسية عليهم عام 2004م؟! ولماذا يحق لها أن تحتل العالم الإسلامي وتسخر خيراته بالتعاون مع عملائها من الحكام ومن يحاسبها يا ترى على جرائمها في العراق وسوريا وقتلها تشريدها الملايين في حربها الصليبية على الإسلام والمسلمين؟!
ليس أشنع من الغرب المنافق سوى بعض أبواق المشروع الإيراني الذين يصفون أردوغان المنتخب شعبياً بالديكتاتور، ويعتبرون بشار الأسد الذي يقتل الناس بالبراميل المتفجرة بطلاً !
لو لم يكن حكم الإعدام بحق أفراد سوف يعصم الناس من القتل جملةً، لما قال رب العالمين:( وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ).
ولكن لماذا لا نقول شيئاً عن السبب الذي جعل قلوب الشعب التركي تتعلق بأردوغان وتحرص على الذود عنه وعن التجربة الديمقراطية التي قادها والتي أحدثت قفزة مدهشة في كل مناحي الحياة؟
تركيا خلال سنوات حكم أردوغان انتقلت من المركز رقم (111) إلى المركز (16) من حيث قوة الاقتصاد، فقد بلغ الناتج القومي لتركيا عام 2013 حوالي ترليون ومائة مليار دولار وهو ما يساوي مجموع الناتج المحلي لأقوى اقتصاديات ثلاث دول في الشرق الأوسط هي إيران والسعودية والأمارات فضلا عن سوريا والأردن ولبنان، كما أن مطار اسطنبول يعتبر أكبر المطارات الأوروبية وكذلك فإن الخطوط الجوية التركية فازت بالمركز الأول كأفضل ناقل جوي في العالم لثلاث سنوات متتالية، كما أن تركيا تمكنت من صناعة الدبابات المصفحة والطائرات كما أنشأت قمراً صناعياً عسكرياً، وبلغت صادرات تركيا (153) مليار دولار في العام.
هذه شذرات مما أحدثه أردوغان من نهضة شاملة ولكن ربما أهم من ذلك تمكن أردوغان من كبح جماح الانقلابات العسكرية ولن يتكرر ما حدث من محاولة الانقلاب الفاشل الأخير بعد الدرس القاسي الذي تلقاه الانقلابيون ومن يقف وراءهم من قوى الاستكبار، كما أن أردوغان مهد الطريق لعودة تركيا إلى روحها وإلى هويتها وإرثها الحضاري الذي جعلها ذات يوم سيدة على العالم.
ما كتبته أعلاه جمعته من بعض المقالات التي تلقيتها عبر الواتساب.
وماذا تقول ايها المنافق الذي اذا حدث كذب … عن انقلاب الكيزان عام 1989 علي حكومة منتخبة من الشعب؟ … لقد ولغ الساسة في هذا الزمان في الدين واستخدام الكيل بمكيالين ….والي الله المشتكي…