هيثم كابو

مرض طه النفسي 1-2


* قبل أن نكتب عن الحديث الغبي الذي أدلى به المغني طه سليمان في مؤتمر تمجيده الصحافي الذي عقده يوم أمس الأول وسط حضور عدد مقدر من الممجدين و(المطبلين) الذين لا يقوى أحد منهم على قول كلمة نقد واحدة دعونا نُعد قراءة ما كتبناه من تحليل عن حالة هذا المغني المستعصية قبل حوالي عام؛ فالأيام أثبتت صحة ما ذهبنا إليه، وغداً نعود لردعه على تطاوله الجديد.
* كتبنا في الحادي عشر من أبريل من العام الماضي بالنص ما يلي:
نجاح المطرب الشاب حسين الصادق في الحفلات الجماهيرية وتربعه على سدة عرش الفنانين الشباب في الآونة الأخيرة دفع المغني طه سليمان للتفكير في طريقة تجعله ينال حيزاً من الاهتمام، فالفتى مصاب بفوبيا الوجود وخطف الأضواء، وما أصبح هماً لمغني الهبوط الدائم لم يعد يحققه من خلال الغناء..!
* الذين يسألون عن سر التصريحات الغريبة التي أساء من خلالها طه سليمان للصحافيين واحتفت بها صحيفة (التغيير) في خطوطها العريضة، ينبغي عليهم أن يقفوا على شخصية الفتى في خمس نقاط سبق أن سطرناها عبر هذه المساحة، ثم نعلق من بعد ذلك على سر التصريح الأخير بشيء من التفصيل.
* أولاً: يهدف طه من وراء كل أغنية (هايفة) أو فعل غرائبي إلى الوجود بالمشهد الفني، ويجتهد في ابتداع ما يلفت أنظار الناس ويجعله (مثار نقاش) بغض النظر عن نوع الفعل ووضعه ما بين الاستهجان والاستحسان، فالهدف الأساسي هو الحضور في دنيا الغناء بكل ما يمكن أن يجعله موجوداً في دائرة الأضواء..!!
* ثانياً: يخشى طه سليمان من المنافسة الفنية (وفق المعايير المعروفة) برغم امتلاكه لقدرات تطريبية جيدة وقبول ملحوظ، وتجده دائم الخوف من الدخول في مغامرة غير مأمونة النتائج بتقديم أغنيات ذات كلمات رصينة، وما عزز تلك المخاوف في نفسه بصورة كبيرة أن معظم الأعمال (الرصينة) التي قام بغنائها لم يحفظها الناس عن ظهر قلب، بعكس أغنياته (الهايفة) مما دفعه للسير في الطريق الخطأ بدلا من التصميم على الوصول بـ(الدرب العديل) ..!!
* ثالثاً: لن يتوقف المد الغرائبي عند طه فهو اليوم يقدم استعراضاً راقصاً على خشبة المسرح، ومن قبل ذلك يراهن على منلوجات حلمنتيشية وأغانٍ مبتذلة حتى تجعله موجوداً ومن بعد ذلك يتجه لمنافسة إنصاف مدني على أغنيات الدلوكة عبر (جناي البريدو)، ويسعى إلى لفت الأنظار بالظهور مع مجموعة من (البودي قارد) مع أن جمهور الفنان الحقيقي هم حرسه، ويفتخر بالمشاط ويوزع صوره يمنة ويسرى، ويرتدي ملابس غرف النوم داخل استديوهات التلفزيون كظهوره العام الماضي بـ(بجامة محذقة) على أساس أنها بنطال شفاف، ولا تزال تتواصل سيناريوهات الغرائب وستستمر حتى تشرق شمس اليوم الذي يقتنع فيه أنه قادر على البقاء بالساحة الفنية بعيداً عن الأغاني الهايفة والأعمال الغرائبية..!
* رابعاً: صمت الناس وعدم تعليقهم على ما يأتي به من فعل غريب يزرع الخوف في قلب طه ويدفعه إلى تحسس موطئ قدمه والبحث عن أعمال أكثر غرائبية، بينما يقفز الفتى فرحاً عندما يشن عليه البعض حملة ضارية ويهتمون بإفراد مساحة له وانتقاده، لذا فعلى كبار الفنانين والنقاد والزملاء الصحافيين الانتباه إلى حقيقة أن حديثهم عن طه – حتى ولو كان ناقداً غاضباً زاجراً فهو ما يبتغيه الفتى وما يسعى إلى تحقيقه..!!
* خامساً: قال من قبل إنه سيترشح رئيساً للجمهورية حتى يجدد انتباه الناس له عندما لمع نجم الفنان الشاب محمد فيصل الجزار عبر تجربة مختلفة، وجاءت الانتخابات ولا أظنه من المسجلين الذين يحق لهم حق الانتخاب دعك من أن يكون مرشحاً، فتألق أي مغن شاب ستدفع الساحة الفنية ثمنه بفواصل كاملة الغرابة من قبل طه الذي أعلن خوضه انتخابات رئاسة الجمهورية رغم قناعته بأنه لن ينجح في أصغر حي سكني رئيساً للجنة الشعبية..!
* بعد كل ما ذكرناه، نقول ليس مهماً أن يقول طه إن الصحافيين يمكن شراؤهم بثمن بخس، ولكن المهم حقاً أن يقول لنا من خلال تجربته التي قادته لقول هذا الحديث ما الذي دفعه هو لرشوة هؤلاء الذين يكتبون عنه ويمجدونه إن كان ما يقدمه من أعمال تستحق الإشادة فعلاً، فإن كان المرتشي (منزوع ضمير وفاقدا للأخلاق) فإن الراشي لا يقل عنه في السوء، ومثلما أن المرتشي – والعياذ بالله – يزيف الحقائق ويحاول تجميل القبح فإن الراشي يدفع مكسوراً ومرغماً لتغطية قبح ما، أو بغية التطبيل لحنجرة تهزم قيم المجتمع وتهدد أمنه بكل ما هو ساقط ورذيل..!
* غداً للحديث بقية، وكان الله في عون الساحة الفنية التي تمدد فيها (السرطان) والأوبئة وذوو العاهات النفسية.
نفس أخير
* حرامي (الجيوب) تلب والفن في قبرو يتقلب!