الفاتح جبرا

رجَّعناها !


السودان من توقيته الجغرافي المعلوم
قبل 16 عاماً تم إعتماد سياسة البكور عن طريق “جر” عقارب الساعة ستين دقيقة للأمام بقرار أصدرته الدولة وبذلك خرج السودان من توقيته الجغرافي الذي عرف به منذ تاريخه وهو “جرينتش +2”.، ولعل هذا القرار يمثل تدخلاً سافراً وغريباً لم تقم به أمة من الأمم من قبل (ولا من بعد ذااتو) إذ أنه يتنكر بصورة واضحة لكل الحقائق العلمية والسنن الكونية، إذ أنه من المعلوم أن حساب الزمن يخضع لتقسيمات خطوط الطول حيث يكون التوقيت في كل مساحة طولية مختلفاً قليلاً عن المساحة التي تليها أو تسبقها وذلك بشكل تدريجي محسوب ، وبتكرار بزوغ الشمس وغروبها أضحي لدي كل إنسان في أي بقعة جغرافية (ساعة بيولجية) تتحكم في أنشطته من نوم وصحو وعمل .
غير أن تجربة البكور في السودان تنكرت للعلم وللحقائق الكونية الراسخة بدعوى إنو الناس تقوم لي شغلها بدري (هو الشغل ذاااتو وينو)؟ ، وما علم أصحاب البكور ان (الموضوع ما جر ساعة) بقدر ما هو سلوك شخصى تمليه تربية المواطنين على الإحساس بقيمة العمل والزمن .
جاء البكور ليربك حياة الناس (الأساساً مربوكة) فأصبح أطفال المدارس يخرجون في عتمة الظلام يواجهون الهوام والكلاب الضالة يتلمسون طريقهم تلمساً ثم إذا وصلوا إلى مدارسهم وبدأت الحصة الأولى ملأ النعاس من جديد أجفانهم وصاروا إلى النوم أقرب وليس بمقدورهم في هذه الحالة إستيعاب ما يقوله المدرس (النعسان ذاااات نفسو) !
مضت ستة عشر عاماً ونحن نعيش هذه (المهزلة الكونية) التي تطاول أمدها بكل آثارها السالبة والمساوئ التي لا تحصى ولا تعد ، على الرغم من (النقد الحاد) لهذه التجربة الغريبة من جهات عدة ، كتاب أعمدة ، علماء، مختصون إلخ إلا أن أحداً من المسؤولين لم ينبر لهم ليفند حججهم أو يعترف بفشل التجربة ، والغريب في الموضوع أنه ليس هنالك جهة محددة تتبنى هذا الأمر وتقول (أنا العملتا البكور ده)!!
والأغرب من كل هذا أنه وعلى الرغم من أن هذا البكور قد تأثر به (شعب كامل) وأنه تجربة غيرت نواميس الكون إلا أنه لم تقم جهة واحدة بإخضاعة للدراسة أوالتقييم والمراجعة لمعرفة جدواه من عدمها والأثار التي ترتبت على إنفاذه سلبية كانت أم إيجابية ..
هل هنالك جهة نشكو إليها ما حاق بنا كمجتمع من هذا البكور .. ونقارعها الحجة بالحجة لنسف إفتراضاتها الخاطئة؟ للأسف الشديد وكعامة المشكلات التي تواجهنا كمواطنين في هذا العهد الزاهي النضير لا نجد من نشكو إليه .. لا نعرف لهذا البكور (مسؤولاً عنه) .. ولا نعلم إلى أي جهاز أو مؤسسة في هذه الدولة ينتمى؟
الشعب يريد إعادة الساعة إلى وضعها الصحيح فليس من المعقول أن يكون توقيت الخرطوم التي تقع في خط طول 31,30 هو نفس توقيت مدينة الرياض الواقعة في خط طول 46,43 … أيها المواطنون متضرري هذا البكور والأمر هكذا ..يا سادتي الأفاضل ووكت أصلو البكور ده مافي زول مسؤول منو فإني أقترح عليكم أن نقوم بعمل حملة شعبية من أجل إعادة التوقيت القديم ويمكن أن يكون شعارهذه الحملة .. (رجعناها) .. تعالوا كلنا نشارك في هذه الحملة الوطنية لإرجاع الساعة إلى ما كانت عليه . لتنطلق هذه الحملة في كل مجموعات التواصل الإجتماعية .. لنقوم بتصميم شعار معبر لهذه الحملة ننشره في كل مكان .. دعونا جميعا نقوم بإرجاع ساعاتنا إلى ما كانت عليه .. لن يفرض علينا أحد بعد اليوم (توقيته) بل سيكون توقيتنا هو التوقيت الذي تفرضه (خطوط طولنا) وبلاش (لعب) !!
كسرة :
(رجعناها) .. الحملة الشعبية لإعادة التوقيت السوداني !!
• كسرة ثابتة (قديمة) :أخبار ملف خط هيثرو العند النائب العام شنو؟ 80 واو – (ليها ستة سنوات و 10 شهور) ؟• كسرة ثابتة (جديدة):أخبار تنفيذ توجيهات السيد الرئيس بخصوص ملف خط هيثرو شنو؟ 39 واو (ليها ثلاث سنوات وخمسة شهور)


‫4 تعليقات

  1. ما قلت الا الحق – ولكن للاسف – هل من مجيب – اصلا الحكومة دي تدخلت في كل ما خصوصيات وادق تفاصيل الفرد ما باقي الا تديك تصريح عشان تتزوج و …….. وتحمل وتلد –

  2. ينصر دينك يا استاذ جبرة لابد من إعادة التوقيت الي وضعه الطبيعي حتي تعود تلك الاشياء التي غيرتها هذه الحكومة عند قصد ومن ضمنها التعليم ولابد من إعادة المرحلة المتوسطة بعد إاعادة التوقيت مشكلة السودان في المنظرين وفي الناس البتطبق في كلام المنظرين من غير دراسة

  3. العودة للتوقيت القديم عين العقل—
    من هنا نضم صوتنا للاستاذ الفاتح جبرة لكي ترجع الساعة لوضعها الطبيعي—