افعلها يا عمر!!
وقف النميري متحدثاً باللغة الإنجليزية..
*كان ذلك خلال مؤتمر صحفي بحضور إعلاميين أجانب..
*وضرب بنصيحة مستشاريه عرض حائط (العرف السياسي)..
*فأنت في بلدك وعليك أن تتحدث بلغتها الرسمية..
*فكذلك كان يفعل عبد الناصر رغم إجادته الإنجليزية..
*ومثله رؤساء عرب كثر يتحدثون أكثر من لغة..
*ووضعت يدي على قلبي رغم معارضتي لنظام (مايو)..
*فهذه عادة متأصلة بدواخلي وليست شعوراً مصطنعاً..
*أن أحب رؤية من يمثلون بلدي في وضع (مشرف) خارجياً..
*حتى وإن كنت لا أراهم كذلك داخلياً..
*وحدث ما كنت أتوقعه واضطرب نميري وهو يتحدث بالإنجليزية..
*وقال سفير أن نميري (ركب رأسه) ولم يستمع للنصح..
*وأظنه كان سفيرنا السابق ببريطانيا..
*ولم تكن المشكلة عدم فهمه للإنجليزية وإنما صعوبة جريها على لسانه بسلاسة..
*وعلى العكس من ذلك تملكني فخر بأثر رجعي..
*فخر سببه عبود إثر مشاهدتي تسجيلاً مصوراً له وهو يزور لندن..
*وأشرت إلى هذه الزيارة (المشرفة) في كلمة لي قبل فترة..
*وأوضحت فيها كيف أن ملكة بريطانيا خرجت لاستقباله بمحطة القطار..
*وكيف أن هذا يعد سلوكاً (نادراً) من تلقائها..
*وكيف أنه كان رزيناً، رصيناً ، (ثقيلاً)، يشرف أي سوداني..
*أو هكذا كنت لأحس أنا رغم كرهي للحكم (العسكري)..
*وفي أيامنا هذه أغضبتني سخرية كاتب عربي من رئيسنا فرددت عليه بالمثل..
*قلت له إنك في بلدك لا تجرؤ على السخرية من رئيس بلدية..
*مجرد رئيس بلدية دعك من الرئيس ذات نفسه..
*فمن الأجدى- إذاً- أن تطالب بالحرية في وطنك (المخنوق) أولاً..
*وذلك قبل أن (تشفق) على الآخرين..
*قلت ذلك رغم عدم رضائي عما يجري في وطني..
*لا من حيث الحريات، ولا حقوق الإنسان، ولا التداول السلمي للسلطة..
*والآن ننتقد الذين ساهموا في (مسرحية قميص ميسي)..
*سيما بعد أن نفى ميسي علمه بالمرأة التي استغلت قميصه حسب “الجزيرة الرياضية”..
*بل وطالب – عبر محاميه- باتخاذ إجراءات قانونية..
*لا ننتقدهم وحسب وإنما ندعو إلى محاسبتهم مهما تكن أوضاعهم الوظيفية..
*فالعالم لن يقول إن المرأة ضحكت على القصر..
*وإنما سيقول إنها ضحكت على السودانيين جميعاً من شدة (طيبتهم)..
*ومن قبل ضحكت عليهم امرأة (أيضاً) ودخلت القصر..
*امرأة اسمها شيبا ادعت أنها ملكة نوبية..
*افعلها يا عمر !!!.
باختصار كلامك سليم وخلاصة القول :
لقد أسمعت لو ناديت حيا
ولكن لا حياة لمن تنادي
ولو نار نفخت بها أضاءت
ولكن أنت تنفخ في رماد