هيثم كابو

دوري بلا تلفزة


* وكلما تم حل مشكلة تلفزة مباريات الدوري الممتاز لكرة القدم عادت الأزمة لتطل برأسها من جديد؛ وسرعان ما يتوقف البث ويبدأ التراشق والوعيد ومنع دخول الكاميرات والتهديد..!
* عندما يتم حل مشكلة التلفزة من جانب الاتحاد العام الذي رفض دخول كاميرات قناة النيلين الرياضية في شهور الموسم الأولى حتى تدخل النائب الأول لرئيس الجمهورية الفريق أول ركن بكري حسن صالح تخرج علينا الأندية و(تفعل ذات ما فعله الاتحاد) وتمنع دخول الكاميرات معلنة أن التلفزة خدمة عليها حقوق لا تقبل التنازل ولن يقبلوا بتقديمها هبة دون مقابل..!
* رفض نادي النيل شندي تلفزة مباراته المهمة أمام المريخ أمس؛ وهدد أهلي (دار جعل) بفعل ذات الشيء اليوم في لقائه ضد الهلال، وستفعل كثير من الأندية ذلك بينما لا يزال اتحاد معتصم جعفر يواصل الهوان والاستسلام ويضاعف الإخفاقات في كل الملفات..!
* لم يفِ التلفزيون بالتزامه هذا العام وبدأ في بث مباريات الموسم حتى اقتربت دورته الأولى من نهايتها.. توقف وقتها البث بأمر الاتحاد العام الذي أعلن أن عقده مع التلفزيون أضحى لاغياً لعدم الالتزام بالبنود التي تم الاتفاق عليها؛ وبعد تدخل النائب الأول تم نزع فتيل الأزمة التي عادت للواجهة من جديد..!
* بدأت أزمة بث الدوري الممتاز هذا العام في وقت مبكر، وانتظر تلفزيون السودان و(ذراعه الرياضية قناة النيلين) تدخل الدولة لشراء الدوري وترك عائد الإعلانات لحضراتهم للاستفادة منها والترويج بأقل الأسعار طالما أن الدوري يأتيهم مجاناً ولا أحد يحاسبهم على العائدات، و(كدا الأمور بتمش مع التلفزة الما داقين فيها حجر دغش)..!
* في العاشر من أبريل الماضي حسم اجتماع النائب الأول مع الطريفي الصديق نائب رئيس الاتحاد السوداني لكرة القدم وأحمد بلال عثمان وزير الإعلام، ووزير الدولة بالمالية ومدير الهيئة العامة للتلفزيون القضية برمتها؛ وتم الاتفاق على شروع التلفزيون القومي في إعادة بث مباريات الدوري، وخلص الاجتماع يومها لالتزام الدولة بدفع مليونين و(250) ألف جنيه للاتحاد العام لكرة القدم، من جملة مديونية سابقة مقدارها ثلاثة ملايين جنيه، وقال الطريفى يومها إن الاتحاد تنازل عن (750) ألف جنيه متبقي المديونية على التلفزيون (تقديراً لظروف الدولة) على حد تعبيره..!
* الحقيقة التي لا خلاف عليها أن مشاهدة مباريات كرة القدم تعتبر (نوعاً من الرفاهية)، كما أن النقل التلفزيوني أضحى سلعة مطروحة للبيع والشراء، ومن يدفع سعراً مناسباً يوازي قيمة الدوري يحصل على الحقوق؛ لذا يجب التعاطي مع القضية بعيداً عن العواطف التي لا قيمة لها، وفي تقديري الخاص يجب ألا تتدخل رئاسة الجمهورية في كل مرة في ملف التلفزة ونقل الدوري الممتاز كما بات يحدث سنوياً، فقط على الدولة أن ترعى حقوق كل المؤسسات وتوفر الشفافية ويتحول الأمر إلى عروض وعطاءات، فكيف للدولة التي لا توفر العلاج والغذاء والتعليم لمواطنيها مجاناً أن تدفع من خزانتها العامة التي هي محصلة (أموال دافعي الضرائب) لشراء الدوري بمبالغ طائلة؛ بينما يعود ريع الإعلانات لخزانة قناة النيلين أو التلفزيون القومي دون أن يعرف الناس أوجه صرف ذاك العائد؟.
* إذا لم يلتزم التلفزيون بعقده المبرم مع الاتحاد العام لكرة القدم واتفاقه الأخير؛ فالاتحاد هو الذي يتحمل المسؤولية وعليه توفير حقوق الأندية قبل مطالبتهم بالخدمة..!
* الناظر لواقع القنوات الفضائية كما قلنا من قبل يدرك أن قناة الملاعب الرياضية التي حصلت على بث مباراة الهلال والأهلي الليبي وملحمة المريخ مع وفاق سطيف الجزائري قبل توقفها عن البث كانت تعتبر الأكثر حظاً في الحصول على حقوق تلفزة الدورة الثانية لإمكانياتها الفنية والمادية ورغبتها في الإعلان عن نفسها وتشكيل حضور فاعل في المشهد الرياضي، لذا فإنها قامت بشراء دوري الدرجة الأولى وتجهيز أستديوهات داخل استادات كرة القدم مع شراء أجهزة متقدمة والعمل بنظام تقني جعل تكلفة النقل للمباراة الواحدة تقل لقيمة يصعب تصديقها مقارنة بأرقام قيمة النقل المعروفة ولكنها في ظل التخبط الذي لا يصدق نسيت شيئاً بسيطاً جداً هو (استخراج تصديق للقناة) فتم إيقافها عن البث، وإن كانت قناة (قوون) الرياضية تمثل آخر من قدم عرضاً سخياً وكانت منافساً قوياً، فالقناة دخلت في نفق إشكاليات مالية ولم تسدد قيمة إيجار القمر الإصطناعي ولم تخرج عن دائرة المنافسة في الحصول على الدوري الممتاز فقط؛ إنما خرجت عن دائرة الوجود الفضائي تماماً..!
* فلسفة قناة النيل الأزرق الإدارية منذ سنوات طويلة تؤكد على أن الاتحاد العام يطلب مبالغ عالية لبيع الدوري لا تتناسب وأرقام سوق الإعلان، وإدارة القناة ترى أن الدوري بهذا السعر مع تكلفة التلفزة سيُدخِل القناة في خسائر مادية مهولة لذا دائماً تجدها تميل للظفر بحق بث مباريات نوعية وتهرب من التلفزة الراتبة التي تقتضي مبالغ ضخمة وتغييراً جذرياً في الخارطة البرامجية، الأمر الذي يغير من هوية القناة ويفقدها (روح التنوع) إن لم يحولها بث الدوري لقناة رياضية..!
* قناة (S24) الجديدة لو وجدت ما تبقى من مباريات فستعلن عن نفسها بطريقة أفضل من الإعتماد على صور موديل الإعلانات لوشي..!
* قناتا أم درمان والخرطوم لا تهتمان بأمر تلفزة مباريات كرة القدم، وقناة الشروق التي كانت لها تجارب مقدرة في الاهتمام بالشأن الرياضي ونقل مباريات للمريخ والهلال وأحياناً تلفزة دورات رياضية كاملة أضحت كما ذكرنا من قبل (شاشة روتينية) لا تكلف نفسها عناء التجديد، ولا تشغل بالها كثيراً برفع درجة المشاهدة، وتبذل كل ما في وسعها لنقل الفعاليات الحكومية واللقاءات الرسمية حتى تظل بعيدة عن دائرة السخط إن لم تجد عند الدولة إشادة وتقديرا، فالشروق لن تفكر في الدوري الممتاز ولا في غيره لأن القناة لا تطمح أن تكون (مركز اهتمام الناس) وتسعى أيضاً لتقديم خدمة متوازنة تنال بها الرضا الرسمي حتى لا تجد نفسها دخلت نفق التهميش، لذا فقد فضّلت الوقوف تحت الظل رافعة شعار: (دعوني أعيش)..!
* قصة (رفع الشارة) وفشل النقل والاعتذار المتتالي وسلسلة الإحراجات وعدم إتقان العمل الفني أشياء ترفضها قناة (بي إن سبورت) القطرية لذا فإنها لن تقدم عرضاً جاداً ما لم يلتزم لها الاتحاد العام برفع الشارة لتلتقط الصورة دون الدخول في مسائل أولية تجاوزها الزمن..!
* أضحت مشاكل البث المتكررة بمثابة (حجوة أم ضبيبينة) والله يكضب الشينة..!
نفس أخير
* لم يتبق سوى برمجة مشاكل التلفزة وتوقفها واستئنافها سنوياً بمواقيت معلومة مع مباريات الدوري الممتاز.