مشاريع إنتاج البعوض اللاحم والبياض
(يا جماعة أكتبوا لينا عن البعوض والنفايات والخيران المقفلة دي)، هذا الحديث أو معناه أسمعه من كل الذين أقابلهم هذه الأيام، وليس هو بمثابة طلب أو مجرد شكوى عادية بل هو حديث يزفرون به لعنات حارقة وسخطا رهيبا في نفوسهم على أداء حكومة ولاية الخرطوم.
وحين تفكر في تكرار النقد أو الكتابة في هذا الموضوع تشعر أنك مضطر لأن تمارس نوعاً من الكتابة العبثية التي لا جدوى منها وتخاطب آذاناً تعاني من انسداد شمعي متحجر.. آذان صماء تماماً، تخاطبها بعد فوات الأوان لأن الخريف هو موسم محدد يتم الاستعداد والتجهيز لمقابلته قبل وقت كافٍ وليس بعد أن (يدخل العضم) كما وصفه مقال الأستاذ محمد عبد الماجد.
الآن الوضع بات (بايظ) تماماً إذ جاء الخريف واحتفظت مصارف الأحياء بمياه الأمطار، ونحن الآن في مرحلة ذبحنا بلدغات البعوض اللاحم (المربى) في أهدأ حواضن ومزارع إنتاجه وعلى أعلى المواصفات.
ولاية الخرطوم إما أنها استخسرت فينا مصاريف فتح جداول الخريف باعتبارها (لدغة تفوت)، وعلينا أن نتحملها ونتحمل نتائجها وأمراضها دعماً لميزانية الدولة.. أو الاحتمال الثاني وهو الأقرب بأن حكومة ولاية الخرطوم الحالية متواضعة تنفيذياً بشكل مفضوح وتعاني من ضعف كبير في التخطيط والمتابعة والقدرة على أداء مهامها الأساسية.. هذا هو الأرجح والظاهر للجميع.
لم تكن أي من حكومات الخرطوم السابقة نموذجية على مستوى مواجهة موسم الخريف ولو عدنا بذاكرتنا قليلاً فسنجد أقلامنا قد انتقدت أيضاً أداء حكومات الولاية في عهد الخضر، حتى المتعافي ومن سبقه.. لن تجد عهداً تحقق فيه للمواطن الرضا الكامل عن أداء حكومته واستعداداتها لموسم الخريف بل كانت النتائج وخيمة والملاريات منتشرة بصورة أكبر لكن قياساً مع واقع الحال في حكومة عبد الرحيم الآن فإنه من المفترض علينا أن نصنع تماثيل للخضر والمتعافي – والاستخدام للتماثيل هنا مجازي طبعا – لكن بكل أمانة كنا نشعر بأن هؤلاء مهمومون بنا وبحالنا أكثر ألف مرة من حكومة عبد الرحيم وأبو شنب اليوم.
وعلى ذكر الملاريا يجب علينا أن نشير إلى أن تراجع خطر الملاريا وتناقص معدلات الإصابة بها الآن ليس للحكومة الولائية الحالية أي فضل أو دور فيه، فهناك برامج دولية صحية تعمل في مجال مكافحة الملاريا منذ سنوات وقد نجحت بالفعل في دحرها وتقليل مخاطرها.
لكن صدقوني لو كان هذا الوضع الذي نعيشه في موسم خريف 2016 الآن في ظل تخلي حكومة الولاية عن دورها ومسؤوليتها تجاه الخريف لو كان هذا الوضع قد حدث في ظل وجود تلك النسبة العالية من الملاريات في الماضي لحدثت كارثة حقيقية.
احمدوا الله أن هذا البعوض الذي (يغربل) جلودنا وجلود أطفالنا الآن غير حامل لطفيل الملاريا بالنسب التي كانت في الماضي وإلا لما بقي فينا أحياء.
شوكة كرامة
لا تنازل عن حلايب وشلاتين.
الكتابة ايضا يجب ان توجه الى المواطنين – كثير منهم غير مبال برميه الاوساخ على ما نسميها المجاري