قاطرة الحوار .. هل تمضي إلى آخر محطاتها؟
شهد حوار الوثبة لحظات مخاض عسيرة في غرفة التفاوض التي شهدت شداً وجذباً امتد لأربعة أشهر ولم تصدق كثير من التوقعات بأن الحوار سيمضي بمن حضر حيث توصلت الآلية الأفريقية رفيعة المستوى بقيادة ثامبو أمبيكي لاتفاق خارطة الطريق الذي ستوقع عليه الحركات المسلحة والحركه الشعبية شمال وحزب الأمه القومي.
وبانعقاد الجمعية العمومية أمس الأول بدا واضحاً أن قطار الحوار قد حرك عجلاته بسرعة هذه المرة بعد أن أعلن الرئيس البشير أن المؤتمر العام سينقعد في العاشر من أكتوبر المقبل.
لكن مازال هناك من يشكك في أن تمضي قاطرة الحوار الوطني إلى نهايات سعيدة رغم الرعاية الإقليمية والدولية ، آراء متباينة وأسئلة عدة تصعد إلى الأذهان عقب انعقاد الجمعية العمومية وإعلان توقيت المؤتمر العام وضعناها أمام القوى السياسية التي قدمت قراءات مختلفة حول الخطوة، فإلى الاستطلاع:
حدث تاريخي
حزب تحالف قوى الأمه (اقم ) المنسحب العائد إلى طاولة الحوار الوطني يؤكد أن قاطرة الحوار ستمضي إلى الأمام وقال رئيس الحزب محمود عبد الجبار لـ(آخر لحظة) الحوار لن يرجع إلى الوراء مؤكداً أن الحوار بتوصياته قد غطى كل المطالب السياسية قائلاً الذين سيلحقون لن يضيفوا شيئاً، ووصف العاشر من أكتوبر موعد انعقاد العام باليوم التاريخي واللحظات الحاسمة بالنسبة للسودان مؤكداً أن ماتوصلت إليه القوى السياسية من توصيات نتاج لعصف ذهني ونقاش واضح وشفاف مطالبا القوى السياسية بان تسمو فوق المطالب الحزبية الضيقة وان تنظر الى الدستور الذي ستتوافق عليه كل القوى السياسية كوثيقة تعد الاولى في تاريخ السودان منذ الاستقلال ويرى عبد الجبار انه لاحجة لكل من رفض المشاركة في الحوار وقال لامبرر لاحزاب ترغب في ان تكون متفرجا وسيمضي الحوار الى نهاياته وتابع في قوى رفضت تشارك والان تتسول وتتوسل لتجد موقعا في آلية الحوار مشددا على ان الظروف التي تمر بها البلاد تتطلب مشاركة كل القوى السياسية
وقال عبد الجبار بالطبع لا نتوقع ان يلتزم الموتمر الوطني بكل مخرجات الحوار ولكنه استدرك بالقول ان الامور تسير جهاراً نهاراً وأمام أعين المجتمع الدولي والإقليمي الأمر الذي يجعل الحكومه غير قادرة على ممارسة عادتها القديمة، قائلاً صحيح قد تكون نسبة التمثيل ليست 100% ولكن النسبة ستكون كافية لإحداث التحول الديمقراطي.
أزمة ثقة
حلفاء الإمام الصادق المهدي الجدد الذين راهنو على نداء السودان حزب المؤتمر السوداني الذي يحزم رئيسه المهندس عمر الدقير حقائبه مغادراً بصحبة نائب رئيس حزب الأمه القومي د.مريم الصادق مازال الحزب يتحدث عن تحدي قد يجعل هذه الخطوات الحثيثة في اتجاه الحوار تتراجع إلى الخلف، وقال القيادي البارز بالحزب أبوبكر يوسف ل(آخرلحظة) مازال هناك تحدي يتمثل في أزمة الثقة بين الحكومه والمعارضة خاصة فيما يتعلق بالتزام الحكومه بإطلاق الحريات وإلغاء القوانين المقيدة للحريات مؤكداً أنه حال لم تعترف الحكومة بالآخرين وتفتح البوابة أمامهم وتحدث اختراقات فيما يتعلق بالمنطقتين عندها سيكون مستحيلاً أن يصل الحوار لنهاياته على حد تعبيره.
نفس السيناريو
أما تحالف قوى الإجماع الوطني مازال يتمسك بالموقف الرافض للحوار، ويرى القيادي البارز بالتحالف الأمين السياسي للحزب الناصري ساطع الحاج، أن الحوار الحالي يفرض سؤالاً ملحاً من هم المتحاورون ؟ ليجيب بنفسه على السؤال بأنهم المؤتمر الوطني وياسر عرمان ومناوي وعقار والصادق المهدي ذات الشخصيات التي توصلت لاتفاقيات عدة من قبل منذ أبوجا وسلام الخرطوم واتفاق القاهرة واتفاق التراضي وانتهاء بنيفاشا و ناقشوا ذات الأجندة . وأكد ساطع في حديثه للصحيفة أن الحوار الحالي لن يأتي بالجديد بل سيكرس للأزمة واصفاً إياه بالسيناريو المتكرر.
لا ردة
بينما يرى المؤتمر الوطني أن هنالك العديد من المؤشرات التي تدلل على جدية الحكومه في التوصل لاتفاق عبر حوار وطني جامع، وقال القيادي بالحزب رئيس البرلمان السابق د.الفاتح عز الدين إن توصيات الحوار التي ستفضي إلى دستور دائم للبلاد متوافق عليه أكبر الضمانات و الأدلة على جدية حزبه الذي أوصلته البيئة السياسية إلى ضرورة وأهمية التوافق السلمي والاتفاق على مجموعة من القضايا، وأكد الفاتح أن قاطرة الحوار ستمضي إلى محطته الأخيرة بسلا،م قائلا لا أتوقع أن تحصل ردة مطلقاً، وقلل الفاتح من الذين يتحدثون عن تحديات يمكن ان تعطل الحوار وقال اعتقد ان القضايا محل الخلاف في السابق كانت اكبر وقد تم التوصل لاتفاق حولها وأضاف لاتوجد الآن قضايا خلافية عصية على الحل مشيراً إلى أن خطاب الرئيس البشير خلال الجمعية العمومية يفتح البوابة امام كل الراغبين في الانضمام للحوار مطالبا الحكومه بالسعي الحثيث لاشراك المجموعات الرافضة لإلحاقها بمركب الحوار التي ستعبر بالبلاد قائلاً على الحكومه أن تواصل الحوار مع القوى السياسية الرافضة حتى 10/10 حتى يكون حواراً جامعاً.
التحدي الكبير
حزب المؤتمرالشعبي الذي يراهن على الحوار وظل يحشد له التأييد منذ أن أعلن عنه في خطاب الوثبة، وحتى وفاة عرابه د. حسن الترابي يحصر التحدي الذي يمكن أن يواجه إنفاذ مخرجات الحوار فيما يتعلق بالحكومه الانتقالية ومنصب الرئيس، ودفع الأستاذ أبوبكر عبد الرازق في حديثه مع (آخرلحظة) بمقترح أن يظل الرئيس البشير على رأس الحكومة بجانب تعيين رئيس للوزراء يأتي عبر انتخابات حرة نزيهة وأرجع ذلك لكون الرئيس البشير الشخصية المعول عليها في إنفاذ مخرجات الحوار الوطني، مطالباً القوى الرافضة بالمشاركة حتى يسطر لها التاريخ ذلك واستنصاراً للواقع مؤكداً أن مستوى عدم الثقة قد انخفض تجاه المؤتمر الوطني وأنه لاخيار أمام الأخير إلا إطلاق الحريات، واستشهد عبدالرازق بجدية الحزب الحاكم في التوصل لاتفاق مع الأحزاب المحسوبة التي أمنت ودفعت بمقترح الحكومه الانتقالية، قائلاً هناك من أدرك أن التمترس عند موقف الرفض لن يجعلهم في مسرح التاريخ وعادوا بعد أن علموا أنهم أصبحوا خارج دائرة الفعل السياسي معتبراً أنه شيء من العظة والاعتبار وأكد أنه لاتوجد ضمانات كاملة في لعبة السياسة والتي هي فن الواقع والممكن، مشدداً على أهمية حسم ملف الجنائية الدولية.
إستطلاع:فاطمه أحمدون
صحيفة آخر لحظة
ان شااء الله يمشي على خير و ننسى الحرووب الهلكتنا دي للابد