هيثم كابو

غنايك مات


* .. وها هو الشرخ يغتال الحناجر والوهن يصيب الحبال الصوتية والضعف يبدو واضحاً في النبرات لتفقد كثير من الأسماء القوة والتطريب والنداوة والعمق والطلاوة..!!
*عدة أسماء من (جيل الوسط) وللأسف أيضاً من بعض الفنانين الشباب في حاجة ماسة لمراجعة (خدمات المغنين)، فالضعف غزا حناجرهم بسبب الابتعاد عن (تمارين الصوت) وعدم احترام (الحناجر) بحفظها بعيداً عن متناول يد كل ما يمكن أن ينال منها ويجعل صاحبها في حالة يرثى لها عند صعوده لخشبة المسرح للغناء لتبدو عليه كل ملامح الشرخ والإعياء..!
* فنان معروف من جيل الوسط له بالقلب مكانة وفي الوجدان حيز وفي الأذن مساحة استمعت اليه مؤخراً في حفل غنائي فأشفقت عليه، ولا نريد الآن ذكر الأسماء ولكننا نلفت النظر حتى يدرك هؤلاء أنفسهم..!
* الفنان الذي تحدثنا عنه – ليس من ضمن قائمة الفنانين الكبار المعروفين بضعف أصواتهم في السنوات الأخيرة – لذا لزم التنويه والتنبيه..!!
* مطرب شاب يرجى منه الكثير لا يزال منذ فترة في حاجة ماسة لعرض نفسه على طبيب لمعرفة العلة التي شوهت صوته وأضعفت قدراته الأدائية، فمحاولة علاج الأزمة بتجاهلها أمس أدى إلى تفاقمها اليوم وصعوبة علاجها..!
* الأمراض العضوية تصيب الحناجر؛ والأصوات تضعف نبراتها والعلاج ليس عيباً..!!
* الرجاء مراجعة الأطباء وتكثيف التمارين والمحافظة على الأصوات فكثير من الأسماء لم يفت زمنها بعد ولكن (غنايا مات) ..!!
* ضعف الصوت وترهل الحنجرة لا علاقة له بسن المغني، ودونكم الفنان الكبير صلاح بن البادية..!!
* ابن البادية يختلف عن أقرانه بقدرته على العطاء والتطريب والغناء، فبرغم تقدم سنوات عمره إلا أنه يعيش شباباً دائماً وأوراق موهبته تخضر يوماً بعد الآخر وتكتسي جمالاً ونضاراً وتفتقا، بينما صوته يزداد حلاوة ونداوة وتعتقا..!!
* من الصعب على شباب الفنانين منافسة ابن البادية في الغناء لأطول فترة زمنية ممكنة دون أن تظهر عليهم ملامح الفتور والإرهاق والإعياء.
* ابن البادية يعرف كيف يحافظ على صوته ويحرص على إجراء تمارين تمنح أوتار حنجرته الحيوية واللياقة والعافية، كما أنه بعيد تماماً عن كل ما يؤثر سلباً على صوته، وتلك من الميزات المختلفة عنده وكلمة سر شبابه الدائم..!!
* المصنفات تجلس على رصيف الفرجة… (إدارة ضبط الجودة) التي أعتقد أن من بين مهامها تنقية الفن من الشوائب لم نسمع بها يوماً استلت سيفها في وجه الإسفاف والابتذال، وبإمكان أي شخص أن يغني ما يشاء من كلمات ويرددها في وسائل الإعلام دون أن يتعرض لأدنى عقوبة… بعض الفنانين الشباب أصبحوا للأسف يتنافسون في تصدير الأغنيات الغرائبية والكلمات التي تتجاوز خطوط الاحترام، ولا أحد يتصدى لحماية أخلاق الشباب والمجتمع وصون الذوق العام..!!
* ليس مهما ما تم تداوله وبثه من إسفاف وضعف.. ولكن المهم حقاً ما هو حجم القادم إلينا من رحم الغيب… فهذه الأجواء تساعد على الفوضى وتشجع على ما هو أردأ.. وأخشى أن تكون (الخزعبلات الجايات أكتر من الرايحات..!!).
* فضلت الفنانة الاستثنائية أسرار بابكر أن تعيش داخل جدران بيتها بدولة الإمارات العربية وأن تفارق عالم الفن ولو إلى حين.. تفرغت أسرار لبيتها وهذا حقها رغم الخسارة الفادحة التي خلفتها.. تركت أسرار الساحة لمغنيات الكلام الفارغ ونأمل أن نسمعها وهي تشدو مغنية في القريب العاجل.. وفي الليلة الظلماء تفتقد عطر الفن المسموع المالكة لـ(أسرار الغناء..!!)
* (أسرار) أفضل من يمارس التطريب (جهراً..)!!
نفس أخير
* ولنردد خلف عاطف خيري:
صوتـك وكت قطع البحر قّـبال مـراكب الـعُمدة
ضـهر الـنيل عِرق
والـشـمس فـوق حـبـل الغـيوم شّرت جــلاليب النعـاس..
ناشـف غرب، مـبلول شــرق.. والمطـرة زي شُـفّع الـعيد
تدخل غرف كل البيوت..!!