تحقيقات وتقارير

الجامعات الخاصة .. بين الاستقطاب والانسحاب

نوبات البكاء وحالات الإغماء التي تعتري المقبولين وغير المقبولين بعد إعلان نتائج القبول بالجامعات السودانية كل عام صورة معبرة تظهر بوضوح كيف أصبح التعليم العالي الوجه الآخر للمستقبل الاقتصادي لمعظم الأسر السودانية. فالاستثمار في تعليم الأبناء وارتفاع مؤشرات القلق الأكاديمي بين فئات المجتمع على اختلاف طبقاته ومشاربه – قبل إعلان نتائج القبول للجامعات – أصبح اليوم حالة موسمية لم يساهم في انحسارها تكاثر الجامعات السودانية الخاصة التي ارتقت بعضها مكانة مرموقة في معدلات القبول على الرغم من فتح أبواب القبول في معظم الجامعات الحكومية. بل إن الجامعات الخاصة التي أثبتت وجودها المهني وجدراتها الأكاديمية أصبحت اليوم هي الحل الأمثل والبديل الأكثر إقبالا من معظم الأسر التي كانت ترسل أبناءها للدراسة بالخارج.

عوامل مؤثرة:
الاستثمار في الجامعات الخاصة شأنه شأن أي استثمار في سوق العمل تعتريه موجات ارتفاع وانخفاض تتفاوت وفقاً لعوامل سالبة وأخرى إيجابية تتعلق بتقييم المناهج وومعدلات النجاح والسمعة المهنية للخريجين والبيئة الاجتماعية داخل المؤسسة الأكاديمية. فالأسر السودانية باتت تعول كثيراً على بيئة الجامعة بعد تنامي ظاهرة التشدد الديني وازدياد حوادث طلاب الجامعة المنتمين إلى تنظيم داعش، والذين سافر بعضهم سراً والتحقوا بالتنظيم، والذين ينتمي معظمهم إلى كليات الطب التي تعول عليها معظم الجامعات الخاصة في نسب القبول.

مفاجآت
تم إعلان نتائج القبول للجامعات أمس الاول، وجاء الترتيب كالتالي:
الرباط الوطني العدد المخطط له (2899) وتم قبول (2866) ، إفريقيا العالمية العدد المخطط له (986) وتم قبول (604) ،كرري العدد المخطط له (1438) وتم قبول (1273) ، السودان العالمية العدد المخطط له (1863) وتم قبول (1514) ، رابعاً الجامعة الوطنية العدد الكلي المخطط له (1137) تم قبول (723) . جامعة التقانة العدد المخطط له (3253) وتم قبول (2113) ، الرازي العدد المخطط له (1193) وتم قبول (183) . المغتربين العدد المخطط له (1222) وتم قبول (51) . وجامعة مأمون حميدة، العدد المخطط له (1253) تم قبول (117) فقط.

صناعة الرأي العام:
الصحافة السودانية درجت على تغطية بعض الأحداث والظواهر داخل الجامعات الخاصة بتحليل الأسباب واقتراح الحلول. وقد تناولت ظواهر سالبة كالمخدرات وحفلات عروض الأزياء وظاهرة الإلحاد والتطرف الديني التي انتشرت بين طلاب يدرسون ببعض الجامعات الخاصة. وبعض الحوادث تحولت إلى قضايا رأي عام، مثل قضية الطالبة المنقبة التي اعتذرت إدارة الجامعة الوطنية عن قبولها رغم استيفاء شهادتها لشروط القبول وذلك لأن ارتداء النقاب يخالف لوائح الجامعة . ومثل حوادث انضمام بعض طلاب جامعة العلوم الطبية والتكنولوجيا (مأمون حميدة) إلى تنظيم داعش ، والتي أثر انتشار تفاصيلها – من خلال التقارير والتحقيقات – بالصحف على معدلات الإقبال على التسجيل للدراسة بها. فكان العدد المخطط له للقبول بكلياتها المختلفة هذا العام هو (1253) بينما تم قبول (117) طالباً فقط.

الخمس الأوائل:
وفقاً للنتائج التي تم الإعلان عنها يكون ترتيب الجامعات الخمس الأوائل في ارتفاع معدلات نسب القبول للعام 2015 – 2016م كالتالي الرباط في المركز الأول بفارق (33) مقعد، أفريقيا العالمية في المركز الثاني بفارق (382) مقعد، السودان العالمية في المركز الثالث بفارق (349)، الجامعة الوطنية في المركز الرابع بفارق (414) مقعد، وجامعة المستقبل في المركز الخامس بفارق (803) مقعد شاغر. بينما كانت المقاعد الشاغرة بجامعة الرازي هي (1010) مقعداً، وبجامعة العلوم الطبية والتكنولوجيا هي (1136) مقعداً، وبجامعة المغتربين (1171) مقعداً شاغراً.

تشكيل خارطة القبول:
انشغل الرأي العام المهتم بقضايا طلاب الجامعات قبل فترة بقضيتين شهيرتين، الأولى كانت عدم قبول إدارة الجامعة الوطنية – التي تحظر ارتداء النقاب ونشاط الأحزاب السياسية والجماعات الدينية داخل حرم الجامعة – طلب التحاق طالبة منقبة بإحدى الكليات، والثانية كانت انضمام طلاب من جامعة العلوم والتكنولوجيا (مأمون حميدة) إلى صفوف تنظيم داعش. وقد أدى ارتفاع وعي المجتمع بخطورة ظاهرة التطرف الديني وضرورة الإجراءات الاحترازية داخل حرم الجامعات إلى إعادة تشكيل قناعات الأسر بجدوى بعض القوانين الصارمة التي سنتها بعض الجامعات، الأمر الذي اتضح في معدلات القبول في الجامعة الوطنية التي تحظر ارتداء النقاب والتي استوفى عدد المقبولين فيها بكليات (الصيدلة، والمختبرات الطبية، والتمريض، والقبالة، والأشعة والتصوير الطبي، والعلاج الطبيعي) العدد المخطط له، وتبقى من العدد المخطط له بكلية الطب فيها (79) مقعداً، وتبقى من العدد المخطط له بكلية طب الأسنان فيها (29) مقعداً فقط، بينما انخفضت معدلات القبول في الكليات الموازية بجامعة العلوم والتكنولوجيا بعد حوادث طلابها المنضمين إلى صفوف داعش، حيث كان العدد المخطط له بكلية علوم المختبرات فيها (66) وتم قبول (4) ، و بكلية علوم الأشعة (38) وتم قبول (15) بينما تبقى (23) مقعداً، وكان العدد المخطط له بكلية التخدير فيها (56) وتم قبول (18) ، بكلية التمريض خطط لـ (56) وتم قبول (37) وتبقى (19) مقعداً. وكان العدد المخطط له بكلية الطب فيها (150) وتم قبول (6) طلاب فقط، وتبقى (144) مقعداً، وكان العدد المخطط له بكلية طب الأسنان فيها (66) وتم قبول (2) وتبقى (64) مقعداً فقط، في حين بقيت جميع مقاعد كلية الصيدلة وهي (75) شاغرة.

صحيفة آخر لحظة

‫3 تعليقات

  1. جامعة كرري هي في المركز الثاني تبقى لها فقط 165 طالب فقط للتصحيح