اسحق احمد فضل الله

أن نفهم.. أن نفهم


> وشيء مثل حوار الاشياء حولنا > وصباح الاحد الماضي نحدق في الاسئلة > والسكر الثقيل يجعل صاحبه يغرس عيونه في مكان واحد.. > و عنترة بن شداد يغرس عيونه في الذباب امامه.. ويلاحظ انه (هزجاً يحك ذارعه بذراعه غرداً كفعل الشارب المترنم > وظهر الاحد مؤتمر التنمية يحدث عن مليونين من العطالة > وحوار الاشياء يجعلنا عصر الاحد نقع على حديث ألماني حول العطالة > قال: : ندفع للعطالة.. ولا تتولى الدولة تشغيلهم .. لان تشغيل الدولة للعطالة شيء ضد طبيعة الدولة (شيء مثل ارضاع الام لطفلها بعد تجاوز الطفولة) > وحوار الاشياء يجعلنا مساء الاحد نقع على رواية (شتاين بك) رجال وفئران.. وفيها امرأة تجد في الصحراء رجلاً يكاد يموت من الظمأ.. والمرأة ترضعه من ثديها > وكأن حوار الاشياء يجمع ( احوال الاشياء) > وصباح الاثنين الاخبار تحدث عن قادة للحركات المسلحة يرفضون وقف اطلاق النار > وظهر الاثنين كتاب يسقط من يدنا وينفتح على جملة تقول : في التاريخ كله لا تجد قادة الحركات المسلحة يقتلون في الميدان.. من يقتل هم الجنود .. بينما قادة الحركات المسلحة يجلسون في قاعات المفاوضات بخدود ريانة (2) > ولكنا نحدق في ذباب الاحداث الذي يحك ذراعه بذارعه لنفهم > نفهم .. لماذا يلقي الناس الازمات باسلوب مختلف كل عشر سنوات!! > ورواية شتاين بك التي نقرأها في السبعينات تجلب ايام السبعينات وايام الناس هناك.. > والازمات ذاتها.. يومئذ لكن حديث الناس يختلف > وظهر الاثنين اذاعة تقدم اغنية يا جميل يا مدلل > وايام الستينات.. أيام الاغنيه هذه كانت الازمات كلها هناك لكن كان الناس.. /الافندية / يصرخون مساء مع هلال مريخ ثم فيلم (في انتظار جودو) الدور الثاني.. ثم حفل كارب وفيه عوض الكريم يغني الاغنية هذه.. وفي الصباح الافندية يسارعون الى ا لصحف الرياضية المزدهرة > وفي الصحف شاعر المريخ.. والهجاء يومها في قمة ازدهاره.. يحرف بيتاً من الاغنية هذه.. والبيت يقول : دا دلال ايه دا دلال معجن > محن الامات يا رداح……… > ليجعله شاعر المريخ > دا هلال ايه دا هلال ملجن > محن النقاد الفصاح > والافندي في الصباح يتابع المعركة السياسية يومئذ: وكانت مشتعلة اشتعالاً.. ويسقط من الضحك لكاريكاتير عز الدين > وفي الكاريكاتير الشيخ علي عبد الرحمن ويده على كتف احمد السيد حمد يقف امام لوحة (سينما الجمعية التأسيسية) > وعلى اللوحة اعلان ضخم عن (فيلم الموسم.. تغيير الوزراء.. فيلم يحكي قمة الفساد السياسي) > والشيخ يقول لاحمد السيد : تعرف يا احمد السيد .. الفيلم دا هندي لكن الانتاج امريكي و.. كانت امريكا تدبر كل شيء (3) > كل شيء اذن كان هناك > لكن امريكا التي تدير كل شيء ( والسوفيتي يتربص ليصنع النميري ) امريكا كانت تدير السياسة والازمات بحيث تبقي بعيداً عن صحون الطعام : لان الناس يومئذ .. الاسلام عندهم كان شيئاً حدوده المسجد.. وصحن الطعام نصف متوفر > والجمعية التأسيسية حين ترفض مسودة الدستور الاسلامي كاملا.. عز الدين يرسم الترابي وهو في الهاتف يحدث واشنطون باكياً ليقول : ..يا واشنطون.. رفضوه كامل.. وروونا نعمل ايه > امريكا (بذكاء.. ولانها تعرف ان الناس ترفضها/ تكتفي لتدمير كل شيء.. باشاعة انه من تدبيرها (4) > ايامها كان الشيوعيون يتربصون .. ويصنعون مايو > ومايو تجعل الاسلاميين يفهمون انه لا سياسة دون قوة عسكرية > ويصنعون معسكرات الجبهة الوطنية المسلحة > ويقاتلون في اخلاص.. من اجل السودان > والنميري يقاتلهم في اخلاص من اجل السودان > والنميري والاسلاميون كلهم بعدها يتعلم من التجارب ان الاخلاص وحده لا يكفي .. لابد من معرفة (كيف يفكر العدو) وكيف.. هو العالم اليوم > ونهار السبت 3 يوليو 2010 > الاستاذ محمد الحسن محمد عثمان ينقل حكاية يكتبها شاهد عيان للاسلاميين (الخمسة) الذين حوصروا في يوليو 1976 في دار الهاتف > الاستاذ محمد الحسن ينقل عن المرحوم اسماعيل شاهين الذي كان موظفا في دار الهاتف.. > واسماعيل يشهد ما فعله الخمسة المقاتلون > والذين (يفلتون) بالفعل من بين ايدي الكتيبة التي تحاصرهم.. ثم؟ > الحكاية نحكيها.. وحكاية دكتور غازي > والرسم هذا كله ما يبدو من خلفه هو > وامريكا لا تمس صحون الطعام يومئذ لانها كانت تصنع حكومات تقودها هي.. والغريب انها حكومات هي ما يصنع كل احداث اليوم.. حكومات يجب الا يثور عليها الشعب. > عندما تريد امريكا ذلك.. وان يثور الشعب كله عليها عندما تريد امريكا.. والربيع العربي يجمع الاولى والثانية. > والصورة.. صورة الحكومات هذه: توجزها دراسة تبدأ بصرخة شيخ الازهر عام 1954 > شيخ الازهر قال يومئذ : فاروق سيئ.. وناصر اسوأ من فاروق > والدراسة تستأنف لتقول : والسادات اسوأ من ناصر ومبارك اسوأ من السادات وسيسي اسوأ من مبارك و… > كل منهم يمشي خطوات الى احضان امريكا حتى .. ؟؟ والسودان .. من هنا يرفض الخطوات هذه ومن هناك يتجه اسلامياً لهذا كانت الحرب منذ عام 1991 والحرب والخدود الريانة نعود اليها