هل تريدوننا بلا كرامة ولا رجولة؟!
* في عُرفنا السوداني وأعراف غالبية المجتمعات الانسانية، بل وحتى بعض الحيوانية، فإن من يمد يده ليضرب إمرأة هو رجل بلا رجولة، فضلاً عن إنها جريمة يعاقب عليها القانون بأغلظ العقوبات!!
* وفي الدول التي تحترم حقوق الإنسان، فإن مجرد لمس المرأة حتى لو كانت زوجة (أو التلويح لها بقميص أو اي شئ آخر) جريمة يمكن أن تقود إلى السجن، بل إن ممارسة العلاقة الحميمة مع الزوجة بدون رضائها تعد جريمة إغتصاب كاملة الأركان، قد تصل عقوبتها إلى عشرة أعوام فى السجن (إذا اشتكت الزوجة)، ويوضع اسم المذنب في سجل مرتكبي الجرائم الجنسية الذي يبقى عائقاً أمامه لممارسة اي عمل فترة طويلة بعد إنقضاء فترة العقوبة، لأن القانون يعتبر مرتكبي الجرائم الجنسية اشخاصاً خطرين على المجتمع، ويجب الحذر منهم!!
* يمكن لمجرد (لمسة) متعمدة أو كلمة نابية أن تجرّك الى هذا السجل، منبوذاً من المجتمع ومجرماً خطيراً في نظر القانون.. فماذا إذا كان مرتكب الجريمة هو من يحمي المرأة والمجتمع من المجرمين.. هو رجل الشرطة الذي وَضع القانون، السلطة والمسؤولية في يديه وأعطاه راتباً مالياً ليحمي المجتمع، ويبعث الطمأنينة في قلوب الناس؟!
* لقد سمعتم ما تعرضت له زميلتنا الصحفية الشابة صغيرة السن والحجم (حواء رحمة) ظهر الأربعاء الماضي (10 أغسطس، 2016 ) من اعتداء بشع بواسطة عدد من رجال شرطة، والضرب على رقبتها من الخلف، والدفع واللكز في أنحاء متفرقة من جسمها، وشتمها بألفاظ نابية، وتهديدها بالقتل، والاحتجاز لمدة ساعة ونصف قبل اطلاق سراحها!!
* حدث ذلك عندما كانت تمارس عملها الصحفي المكلفة به في ذلك اليوم، بتغطية إزالة حي (التكامل) بمنطقة الشجرة (جنوب الخرطوم) التي بدأت في شهر رمضان الماضي بواسطة السلطات المحلية، وكان بمعيتها زميلنا المتدرب الشاب (وليد إبراهيم) الذي تعرض هو الآخر لمثل ما تعرضت له، وعندما استجارت بضابط ليحميهما وهي تكابد لتقف على رجليها حتى لا تسقط على الأرض وترتجف من الخوف، قال لها الضابط بكل بساطة إن “لديهم أوامر لفعل كل شئ”!!
* تخيلوا .. “أوامر لفعل كل شئ”، بما في ذلك القتل، كما هددها أحد رجال الشرطة الذين اعتدوا عليها (بأن عندهم أوامر تصل للقتل)، عندما كانت تحاول حماية نفسها من اللكز والدفع والاحتجاج على الاعتداء.. أوامر بالضرب والشتم والتخويف والقتل وفعل كل شئ، لأي شخص، بمن في ذلك النساء الضعيفات اللائي يؤدين عملهن في أمان وسلام واطمئنان، فيفاجَئن بالهجوم عليهن والضرب واللكز والاساءة والتهديد بالقتل.. في أي بلد نحن، هل نحن في السودان، أم في ماخور، أو وكر لمخلوقات مشوهة العقل والنفس؟!
* لو التي ضُربت وأُسيئت وأُهينت وهُددت بالقتل، كانت هي شقيقتك أو بنتك.. يا أيها الشرطى الهمام، ويا من يصدر الأوامر بالضرب والشتم و(فعل كل شئ)، ويا مدير الشرطة، ويا ولي الأمر، فماذا كنت فاعل، أم انك ستسكت وتبتلع الاهانة، وتترك أختك مورمة الوجه، ممزقة الثياب، حانية الرأس، كسيرة النفس، اسيرة الخوف والضرب والاهانة والابتذال، وفاقدة الكرامة؟!
* أم يعجبكم .. أن تصير نساؤنا بلا كرامة، وأن يكون رجالنا بلا رجولة؟!
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ / الدكتور / زهير السراج !
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته !
اسمح لي أن أخاطبك اليوم ومعك أخاطب صحافتنا بأكملها . أخي زهير ما بالكم تستغربون وتستعجبون من تصرفات هؤلاء الشرطيين ؟! لما اصلا تستغربون من اي موظف في الدولة يأتي بتصرف غريب على عرفنا وقيمنا وحتى متى تفعلون ذلك ؟! الا تشعرون بما طرأ على السودان وشعبه بسبب هؤلاء الذين يحكمون السودان الآن؟ّ! نحن لا نعيش الآن تدميرا ممنهجا لمقدراتنا المادية والإقتصادية ومن قبل ذلك بنيتنا التحية فقط ، نحن كذلك نتعرض لتشويه ذريع للشخصية السودانية بكل ما تملك من قيم ومبادئ ومثل قل ما تجدها في شخصية أي من الشعوب من حولنا وهذا أيضا لم يأتي عرضا بل دبر وخطط له ثم بدأوا بتنفيذه حتى ظهر الآن على الناس واضحا حتى أصبحنا لا نعرف أنفسنا في كل شئ ينسب إلينا إبتداء من جميع فئات موظفينا كبيرهم وصغيرهم الذين يمررون أطنان المخدرات بالمطار نهارا جهارا مرورا بعامة الشعب ووصولا إلى رئيسنا الذي لا يشبه أحدا من رؤساءنا الذين تناوبوا على حكمنا لا في مقدراتهم ولا صفاتهم التي كانوا يتصفون بها فهو أول رئيس في العالم يطارد بين الأمم كما يطارد المجرمون ولا يكاد يسافر خارج البلاد إلا وتراه خائفا ذليلا متوجسا من إحتمال ان يقبض عليه ومع ذلك تراه متمسكا بمنصبه واضعا معه جميع الشعب في هذا الموقف الذي ما كان أي منا يرضى أن يعيشه ولا ثانية واحدة من حياته ما حدث ويحدث لنا هو أمر ما أستطاع أشرس أعداءنا الذين نعرفهم أن يفعلوه بنا لو قدر لهم الله سبحانه وتعالى أن يحكمونا حتى سفاراتنا إنقلب حالها واصبحت تنكل بالمواطن الذي يلجأ إليها مما حدى بكل من يأنس في نفسه أبسط درجات الكرامة ان يبحث له على جهة أجنبية لتقضي له حوائجه .
أخي زهير آن لكم أن تتركوا ظل الفيل وأن يكون هدفكم هو رأسه وأن تصفوا للناس الدواء الناجع بدل هذه الأدوية الشعبية التي لا تفيد سرطانهم في شيئ .