أنانيون ..!!
:: ومن القصص الرمزية ، تم تنظيم سباق للتجديف بين السودان واليابان.. وانطلق السباق، فانتصر الفريق الياباني بفارق زمني مذهل..وعند تحليل الأسباب، كشف المحلل بأن قارب المنتخب الياباني يتكون من مدير القارب وأربعة مجدفين، بيد أن قاربنا كان يحمل على متنه السادة : وزير القارب، وزير الدولة بالقارب، وكيل القارب، الخبير الوطني للقارب، ثم مجدف واحد فقط لاغير..ولاحقاً، تم تشكيل لجنة تحقيق لمعرفة أسباب الخسارة، فحققت اللجنة ثم أوصت بشطب المجدف..!!
:: ودورة الألعاب الأولمبية التي تنظمها البرازيل حالياً هي الرقم (31).. ولايزال السودان في محطة المشاركة الرمزية في هذه المنافسة العالمية، وكأن المراد – بالمشاركة الهزيلة – فقط توفير فرص السياحة والتجارة لإدارة البعثة .. فالشاهد أن عدد أفراد البعثة السودانية المشاركة في الأولمبياد لم يتجاوز ( 12 فرداً).. ونصفهم للإدرة والنصف الآخر للعب، أي إداري لكل لاعب .. وهذا التمثيل المتواضع – شكلاً ومضموناً – لايختلف كثيراً عن تفاصيل تلك القصة الرمزية وما فيها من سوء التخطيط والتنفيذ ..!!
:: فالكثير من الدول التي أقل قامة ومقاماً – من السودان – في تاريخ هذا المضمار العالمي تشارك بعشرات اللاعبين في عشرات المناشط، ثم تحصد الميداليات أو تخرج بفوائد الإحتكاك والتجارب والتمثيل المشرف الذي يُبقي الدولة حاضرة في كل ميادين المنافسة..أما نحن – والحمد لله على قضاء الله وقدره – لقد إبتلانا الله بعقول إدارية سقف طموحها لا يتجاوز المشاركة في منشطين أو ثلاثة ببضعة لاعبين، ثم بكتائب من الإداريين و أُسرهم وضيوف الشرف .. !!
:: فالخيول السودانية – على سبيل المثال – لا تصلح للأولمبياد، بل للحرب ثم للوجاهة الإجتماعية لبعض أبناء الذوات الذين يتصارعون فيما بينهم للسيطرة على الحوش المجاور للسوق الشعبي بالخرطوم ..ولا المصارعة – التي تحترفها إحدى أكبر و أعرق قبائل السودان – تصلح للتطوير والتأهيل بحيث تنافس في الأولمبياد العالمية .. !!
:: ورغم أنف ثاني أطول أنهار العالم، والمساحات الشاسعة من الأرض، والكوادر الشابة والمهيأة للتدريب والمنافسة في كل مناشط الأولمبياد ، لاتزال البنية التحتية لمناشط الألعاب الأولمبية ما دون الصفر .. والمدينة الرياضية – التي شملت في مساحاتها بعض الملاعب والقاعات، بحيث تكون بنية تحتية لمناشط الألعاب الأولمبية – ضاعت أكثر من ثلث مساحتها في ( بحر الفساد)، وما تبقى من مشروع المدينة محض خراب و أوكار للمتشردين ..!!
:: ومثل المئات من الموهوبين الذين يطردهم (مناخ الفشل)، فيهاجروا إلى (مناخ النجاح)، نجح اللاعب السوداني الأصل معتز برشم من تحقيق الميدالية الفضية – في منافسة الوثب – العالي لدولة قطر .. أما إدارة البعثة السودانية فأنها سوف تعود بحقائب الإداريين وأسرهم و ضيوف الشرف .. وبموقع اليوتيوب، شكر السباح السوداني عبد العزيز عبد الله كل الذين حققوا له حلم المشاركة في هذه الأولمبياد..!!
:: شكر عبد العزيز أسرته والأصدقاء والمدربين الذين تطوعوا في تدريبه وتأهيله بدنياً ونفسياً، ثم شكر خالته (فائزة).. فالخالة فائزه باعت خاتمها ليمثل إبنها عبد العزيز السودان في اولمبياد، فلها الشكر والتقدير .. وهكذا حال اللاعب السوداني، وما عبد العزيز إلا نموذج .. ولو أجرينا تحقيقاً، لوجدنا وراء كل لاعب مشارك خالة فائزة أو غيرها من اللائي والذين يحبون السودان ..أما السادة بالوزارات والإتحادات، فهم لا يرعون إلا ( أنفسهم ).. !!
(خبير وطنى للقارب)
انا بضييييييع يا وبيع