الطاهر ساتي

شكراً فرح ..!!


:: الأسبوع الفائت، وكنموذج لمعاناة المدارس وإداراتها، كتبت عن مدرسة ود عجيب بنين بالعزوزاب، وأنها تعاني من عدم توفير الكهرباء والمياه لعدم سداد قيمة الفاتورة البالغ قدرها (858 جنيها).. و إن مدير المدرسة ظل يفاوض المعتمد وسلطات التعليم بالمحلية لسداد هذه الفاتورة لكي لا يفرض رسوما على التلاميذ، وأن المدرسة وجدت دعماً من المجتمع بالتزامن مع قرار إيقاف المدير – لحين التحقيق والمحاسبة – من قبل مدير التعليم بالمحلية ..!!

:: أمس الأول، زار وزير التربية والتعليم و مدير عام الوزارة وبعض المسؤولين هذه المدرسة ، وإستمعوا لإدارة المدرسة وتم (حل الأزمة).. وفي ذات يوم الزيارة، خاطبت سلطات التعليم بالمحلية كل مدارس المحلية وطالبتها برفع تكاليف المياه والكهرباء وغيرها، وكأنها كانت بحاجة إلى نقد صحافة وتوجيه وزارة .. وزير التربية والتعليم كان إيجابياً عندما لم يُحمل إدارات المدارس ما لاطاقة لها بها، وكان صريحاً بتوجيه المحليات بأن تتحمل ما عليها من المسؤوليات تجاه المدارس، وكان حريصاً على تأكيد مجانية وإلزامية التعليم ..!!

:: وعليه، شكراً للدكتور فرح مصطفى، ومُفرح للغاية أن يجد المواطن وصحافته في هذا الزمان مسؤولاً يشعر بهما ويستمع لصوتهما ويتفاعل مع قضيتهما بهذه الإيجابية.. فالزمان يضج بمن يتجاهلون مثل هذه الشكاوي وكأن أمور الناس وقضاياهم (لا تعنيهم)، ولذلك – ولو كان واجباً – يجب أن يجد مثل هذا الإنفعال الحميد الحفاوة والثناء .. ولكن ليس السادة بتعليم محلية الخرطوم فقط، بل كل محليات السودان – إما لضعف الموارد أو لسوء إدارة الموارد – عاجزة عن آداء واجبها (كما يجب)، أي بحيث يتحقق حلم مجانية وإلزامية التعليم على أرض الواقع ..!!

:: والرهان على المحليات فقط في تحقيق هذا الحلم رهان خاسر .. فالمحليات إما عاجزة أو فاشلة، ويكون الحصاد مخاطر التسرب أو إرهاق الأسر بالرسوم المسماة (مساهمة) ..وعندما تطلب إدارات المدارس من أولياء الأمور المساهمة في دعم الخدمات وتحوافز المعلمين وغيره من بنود الصرف التي يجب أن تتحملها الحكومة، فهي لا تفعل ذلك طمعا في أموال الناس ولابحثا عن الثراء الفاحش .. مدير المدرسة لا يطلب المساهمة- مكرها – إلا لسد حاجة المدرسة.. وكذلك مكرهون أولياء الأمر على السداد.. لأن السلطة التي توجه بمجانية التعليم تتناسى (اذا أردت أن تطاع فأمر بما يستطاع)..!!

:: على سبيل المثال، لو كانت سلطات التعليم بمحلية الخرطوم بحجم المسؤولية – مالياً أو إدارياً – لما إستجدت مدرسة ود عجيب (حق الموية والكهرباء)، ولما إنتظرت الصحافة والوزارة والمجتمع لسداد فواتيرها.. والسلطات المركزية تعلم ذلك، أي تعرف تقصير المحليات في آداء واجبها تجاه المدارس ..ومع ذلك توجه وتحذر بعدم فرض الرسوم.. وإدارات المدارس – عقب كل توجيه أو تحذير – تبتكر صناعة وسائل تحصيل الرسوم المسماة بالمساهمة.. تعليم الأساس يجب أن يكون مسؤولية جميع مستويات الحكم، من الرئاسة وحتى اللجان الشعبية.. وليس من المنطق أن نرهن أهم مراحل التعليم لأضعف مستويات الحكم (المحليات) ..!!


تعليق واحد

  1. ياود ساتى المحليات دى مابجيب للخزينه حاجه ديل كلهم حراميه مرتشين اى واحد متحصل فى المحليه بشيل ويدخل فى جيبه بلا محليه بلا قيامه رابطه راكبين عربات وبانين احسن بناء ولابسين احسن لبس وماكلين احسن اكل من وين من الرشوة والقلع من الغلابه