هيثم كابو

شيخ بلا طريقة


* أعترف تماماً بأن معلوماتي وقراءاتي عن (علم الوراثة) متواضعة جداً، ولكن بالرغم من ذلك أقول: (إن كان الفن يُورث لما انحسرت الأضواء عن عز الدين نجل عميد الفن السوداني أحمد المصطفى لدرجة أنه منع الجميع من ترديد أغنيات والده.. إن كان الفن يورث لما اختفى منتصر ابن سيد خليفة بضعف سرعة ظهوره ولأضحت عزة عبد العزيز محمد داود مغنية السودان الأولى)..!!
* الفن لا يُورث، والموهبة ليست قرص إسبرين يبتلعه الواحد منا بين غمضة عين وانتباهتها فيصبح مبدعاً يُشار إليه بالبنان..!!
* إن كان الفنان الهادي الجبل مُقصراً في حق نفسه، فإن الساحة الفنية مُقصِرة في حق الهادي الجبل (الملحن) الذي يتمتع بقدرات لحنية مذهلة و(خرافية).. مشكلتنا أننا لم نكتشف (الملحن) الهادي الجبل بعد ولم نعرف جماليات أنغامه، لذا فإننا لم نستفد منه بالصورة المثلى، وما أحوجنا إلى ألحانه في ظل ما نسمعه من أعمال متشابهة أفضل ما يميزها الاجترار و(الفقر النغمي) والاستسهال والتكرار !!
* لو لم يلحن الهادي الجبل أغنية سوى (المدينة) لكفته وشهدنا له بالعبقرية..!!
* لا أخفي دهشتي العارمة من عدم تعاونه اللحني مع عدد كبير من المطربين، مع أنه يمثل مخزوناً نغمياً لا نهاية له ومستودع ألحان وغدّة فن لا تنضب.. فثراء (ود الجبل) الموسيقي أشبه ببئر عميقة كلما نزلت إلى بطنها محاولاً الوصول إلى القاع، كشفت لك عن أعماق أخرى لا نهاية لها .!!
* عبقريته الموسيقية لا يختلف عليها اثنان .. ولكن يا ترى هل ظلمه الإعلام أم أن (ساحر الأنغام) الهادي حامد ظلم نفسه بالاغتراب الخارجي أحياناً وبالغربة الداخلية أحايين أخرى؟.. فالرجل يعتبر طبعة موسيقية مزيدة ومنقحة وفلتة من الفلتات الفنية التي يصعب تكرارها بالساحة الغنائية.. فقد جاء مختلفاً عن الآخرين؛ ومختطاً لنفسه طريقاً مغايراً في زمن سمته التشابه وعنوانه التكرار وآفته الاستنساخ، فبات صاحب (طريقة) لها أتباع ومريدون .. ومدرسة (أدائية) خاصة التحق بها عدد ليس بقليل من المطربين..!!
* مصيبة بعض البرامج التلفزيونية أن القائمين على أمرها يعتقدون أن معظم المغنين السودانيين يجيدون الحديث في قضايا الموسيقى والفنون، والواقع يقول إن للحديث حناجر مثلما أن للغناء مطربين.. (ولكن البعض يسعى لكسب كل الأشياء فإذا به يسقط في امتحان الكلام ويخسر تجويد الغناء) !
* كلما أستمع إلى الفنان الشاب أسامة الشيخ وهو يردد أغنية (جمال ما عادي).. أسأل نفسي يا ترى لماذا هاجر أسامة إلى أمريكا رغم أنه صاحب مشوار فني غير عادي في زمن امتلأت فيه الساحة الفنية بكل ما هو رديء وأقل من عادي..!!
* ظلم الإعلام الفنان المسكون موهبة والمشبع إبداعاً عادل مسلم، وظلم عادل مسلم نفسه أكثر .. وبغض النظر عن وقائع الظلم فإن المستمع هو الخاسر الأكبر.
* (الدراما) الوحيدة التي نجح فيها الممثلون السودانيون مؤخراً تمثلت في (التمثيل) على صفحات الصحف..!
* على فكرة :
ظل الممثلون عندنا في السنوات الماضية يستعدون لرفعة الدراما السودانية بالهجوم على المسلسلات التركية.. (وإن شاء الله الهجوم على مهند يبقى ليكم ليالي الحلمية)..!
* وإن لم يكتب صديقنا المرهف عبد الوهاب هلاوي غير (حاجة آمنة) رائعة مجموعة عقد الجلاد لوجدنا ألف سبب يمنعنا من تعاطي (كاتبني وين وعند ياتو شيخ)..!!
* لا نعرف (شيخ طه سليمان) ولكن ما يردده لن يجعل منه (صاحب طريقة) !!
* و.. و(يا شيخنا لسه الغُنا في نومو بتقلب)..!
* وشيخ (الثقوب) تلب..!
* أقول ليك بأمانة (كلماتكم ما جميلة) والهبوط بحاربو بالرصانة.
نفس أخير
* ولنردد خلف الراحل سعد الدين إبراهيم :
نحرس الأمل الموات والظروف الما مساعدة
ولا نتحدى السُكات بأغاني جديدة واعدة؟