زهور (نواضر) في بستان القومي (الذابل)!
بالرغم من أن تلفزيوننا القومي -ردّ الله غربته- ظل خلال السنوات الأخيرة خارج سباق التنافس بين القنوات الفضائية في السودان، إلا أنه لا زال يحتفظ بالعديد من الكوادر المميزة في مجال الإخراج والإنتاج والتصوير والتقديم التلفزيوني، تلك الكوادر التي –وللغرابة- يتم الاستعانة بها من قبل القنوات الأخرى لتجويد منتوجها البرامجي، بينما يفشل القومي-سيد الجلد والرأس- في الاستفادة منها لعوامل عديدة في مقدمتها (التجاهل) الذي يمارسه للعديد من قضاياهم، الأمر الذي أدى إلى إصابتهم بحالة من (الإحباط المزمن).
عشرات الأسماء الرنانة والمميزة داخل التلفزيون القومي ظلت تعاني وعلى مدار سنوات طويلة من أخذ مساحتها الطبيعية في عوالم النجومية، وذلك بسبب إصرار ذلك الجهاز الإعلامي على عدم التطور، والبقاء في نفس النقطة التي بدأ منها منذ تأسيسه، الشيء الذي جعل الغالبية العظمى من المشاهدين ينزحون إلى قنوات أخرى بحثاً عما يرضي اهتماماتهم ورغباتهم.
مذيعات مميزات مثل غادة عبد الهادي وندى سيد كامل وإيناس محمد أحمد، لازلنَ حتى هذه اللحظة من (المظلومات) -على الأقل في نيل اهتمام الصحافة الفنية- والتي باتت تصوب اهتمامها في الآونة الأخيرة إلى مذيعات أخريات أقلّ منهن كثيراً في الإمكانيات -وذلك بالطبع لا يعني أن الصحافة الفنية باتت لا تُفَرِّق ما بين الجيد و(الرديء) – بقدر ما يعني وبشكل مباشر أن المشكلة تكمن في (القناة) نفسها، والتي فشلت في أن تسُوِّق (نجماتها) للصحافة والصحفيين بالشكل المطلوب!
سوء (تسويق) النجوم داخل التلفزيون القومي لم يقتصر على المذيعات فحسب، بل تعداه ليشمل المذيعين، والذين تمرد عدد كبير منهم في وقت سابق على ذلك النهج، وغادروا القومي بحثاً عن قنوات أخرى تحترم (إنسانيتهم) قبيل (جيوبهم)، أما ما تبقى منهم فقد ظل يعيش في حالة من (الانزواء) داخل القناة، ولسان حاله يردد: (مجبرٌ أخاكم لا بطل)!
نقطة أخرى مهمة للغاية يجب أن ينتبه ذلك الجهاز الإعلامي الرسمي والناطق باسم الدولة، وهي التي تتعلق بالطريقة (العقيمة) التي يدير بها منسوبيه من المبدعين وكوادره المميزة، تلك الطريقة التي دفعت بالكثيرين للمغادرة في وقت سابق، بينما بات البقية ينتظرون دورهم، الأمر الذي ربما يجعله قريباً تلفزيوناً (بلا كوادر)، وسيضطر للجوء من جديد إلى إعادة تأهيل بعض الكوادر الجديدة والتي ستحتاج لسنوات طويلة جداً حتى تكتسب (ربع) الخبرة التي تمتلكها الكوادر الموجودة حالياً، إضافة إلى ذلك، فمن غير المستبعد على الإطلاق أن يجد القومي نفسه في موقع (محرج) للغاية، وذلك عندما لا يعثر أصلاً على كوادر شابة لها الرغبة في العمل بداخله، وذلك تطبيقاً للمثل الشهير القائل (المجرب لا يُجرب)!
جدعة:
مثلما يحفل التلفزيون القومي بالعديد من الكوادر المميزة وذات الخبرة، فهو يحظى كذلك ببعض المواهب الشابة والمميزة للغاية، والتي تعاني كثيراً في سبيل الوصول للمشاهد وتقديم ما لديها -بسبب ما ذكرنا أعلاه من مشاكل- ومن بين تلك الأسماء مودة سر الختم وشاهيناز فضل، واللتان أصبحتا تلجآن للترويج عن بعض البرامج التي يقمن بتقديمها عبر صفحاتهنّ بـ(فيسبوك)، وذلك بعد فشل ذلك التلفزيون حتى في القيام بدوره الطبيعي في (الترويج)!
شربكة أخيرة:
يا ساتر ولا (حولا)… من الحاصل في تلفزيون (الدولة)!