محمد محمد خير

(دقة) عبد الواحد

[SIZE=5][JUSTIFY][CENTER][B] (دقة) عبد الواحد [/B][/CENTER]

نقلت معظم الصحف يوم أمس خبر تعرض عبد الواحد محمد نور رئيس (حركة عبد الواحد) لاعتداء وضرب في أحد مقاهي باريس من منشقين عنه.
الخبر ربما تمت قراءته بدهشة، لكنني لم أطالعه بذات الدهشة التي صاحبت مطالعة الآخرين له، لأسباب عديدة، منها أنها ليست (أول دقة) لعبد الواحد، فقد شهدت في ابوجا عام2006م مشاجرة باليد واللسان والقدم والهامة بينه وبين محجوب حسين بسبب أن عبد الواحد ذكر في خطابه أمام الرؤساء والشركاء الدوليين والوسطاء أن هنالك اكثر من 400الف فتاة مغتصبة في دارفور، الامر الذي اثار محجوب حسين فاعتدى عليه أمام (المجتمع الدولي) بالضرب والشتائم وأدت هذه المشاجرة للمفاصلة بينه وبين مني في مؤتمر حسكنيتة الذي شهد أول انقسام لحركة التحرير ومولد جيش وحركة التحرير التي يقودها الآن مني.
المشاجرة الثانية كانت مع الراحل سليمان جمل بسبب غموض موقفه من عملية السلام على خلفية أن عبد الواحد يرفع هذا الشعار لكنه (يتآمر تحت تحت) مع المنظمات لإعاقته، فتربص به جمل خلف فندق شيدا وأوسعه لكما وشتما، والغريب في الأمر أن جمل سافر عن طريق البر لتشاد وتعرض لحادث حركة أودى بحياته بعد ضربه لعبد الواحد، الامر الذي اعتبرته (منظمات الإغاثة) إحدى كرامات عبد الواحد!!.
(الدقة الثالثة) كانت بيد علي مجوك المؤمن وزير الدولة للثقافة الاسبق فقد كان علي فاعلا في انقسام البروفسير عبد الرحمن موسى عليه رحمة الله ووقعت مجموعته اتفاق أبوجا في ملحق منفصل وفارقت عبد الواحد مع مجموعة أخرى أطلق عليها (مجموعة الـ19).
عبد الواحد محمد نور اكثر سياسي تعرضت حركته لانقسامات لا حصر لها بدأت بالأمين العام مني أركو، ثم بنائب الأمين العام خميس الذي يقيم الآن في أسمرا ويدير مطعما للأكلات السودانية، ولم يكن معه إلا مختار عبد الكريم وزير الدولة للصناعة الحالي وحيدر جالكما والي ولاية غرب دارفور بعد انضمامهما لحركة التحرير والعدالة.
فقد عبد الواحد العقل المدبر وأحد مؤسسي حركة التحرير أحمد عبد الشافي الذي قاد انقساما هو الآخر في جوبا وانضم لحركة التحرير والعدالة ووقع اتفاق الدوحة لكنه غادر لامريكا ونفض يده من الاتفاق فمضى به أحمد فضل وزير الدولة برئاسة مجلس الوزراء.
على الصعيد العسكري غادره (قدورة) القائد الميداني المعروف بشرق الجبل ويتململ الآن (طرادة) آخر قوس في كنانته العسكرية.
كل هذا لا يهم عبد الواحد كثيرا، إنه لا يابه بأي سياسي أو عسكري، لكن إذا عاد نازح لقريته فهنا يستشعر عبد الواحد الخطر، لأن مهمته هي الإبقاء على النازحين في معسكراتهم، لأن النازحين هم عنوان الأزمة ومظهرها ووقودها الذي يدفع بها لمنصات المحافل الدولية والمنظمات وأعضاء الكونجرس.
مهمة عبد الواحد الرئيسية هي أن يقول (لا) في وجه كل من يقول (نعم)!.
[/JUSTIFY][/SIZE]

أقاصى الدنيا – محمد محمد خير
صحيفة السوداني