السيسي إلى الهند لتحسين صورة مصر اقتصادياً
يبدأ الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، غدا الخميس، زيارة إلى الهند تستمر 3 أيام.
ويسعى النظام المصري من خلال هذه الزيارة إلى تحسين صورة مصر اقتصاديا، خصوصا في أعين رجال الأعمال، وفي مقدمتهم الهنود، في محاولة لتسهيل تدفق الأموال إلى مصر.
ويراهن السيسي على الزيارة لجذب استثمارات هندية في المجالات الاقتصادية والتكنولوجية وترويج الوجهة الاستثمارية المصرية.
وقالت مصادر حكومية مصرية إن “السيسي يهدف من خلال هذه الزيارة إلى تحسين صورة مصر كدولة جاذبة للاستثمارات، خصوصا أن سمعة مصر في الهند في هذا السياق ليست إيجابية، نظراً لتعثر عدد من المستثمرين الهنود الذين قدموا إلى مصر في تسعينيات القرن الماضي، ولم يفلحوا في تحقيق النتائج المرجوة”.
كما نبّهت المصادر نفسها إلى “وجود خصومة أمام التحكيم الدولي بين الحكومة المصرية وشركة هندية كبرى لصناعة النسيج هي (إندوراما)، بسبب المشاكل القانونية التي واجهها مشروع خصخصة شركة شبين الكوم للغزل والنسيج، انتهاءً بصدور حكم قضائي ببطلان استحواذ الشركة الهندية عليها”.
وأضافت أن “الدائرة الشخصية للسيسي (المقربون) ومجموعة عمل من وزارات الدفاع والخارجية والاستثمار والمخابرات العامة، شاركوا في إعداد برنامج الزيارة، بهدف أساسي هو تحويل مصر إلى وجهة جاذبة للاستثمارات الهندية، خاصة أن زيارات السيسي السابقة للصين واليابان لم تحقق المأمول على مستوى جذب المستثمرين، وإن أدت بعض الاتفاقيات التي وقعت فيها إلى انتعاش في التبادل التجاري بين مصر والعملاقين الآسيويين”.
وتابعت: “هناك محاولات لرفع فرص العمل التي يوفرها المستثمرون الهنود في مصر من نحو 30 ألفا إلى 100 ألف بحلول عام 2020، بالإضافة إلى جذب التكنولوجيا الهندية لبعض الصناعات المحلية، كالأدوية والأجهزة الكهربائية ومكملات الحاسب الآلي”.
تنشط في السوق المصرية نحو 50 شركة هندية، أبرزها شركة “سانمار”
وتنشط في السوق المصرية نحو 50 شركة هندية، أبرزها شركة “سانمار” التي زادت رأس مالها المستثمر من 1.2 مليار دولار إلى 1.5 مليار دولار خلال العام المالي المنصرم 2015-2016، ما يعادل نصف حجم الاستثمارات الهندية في مصر حالياً، وفق تقرير أصدره مجلس الوزراء المصري، في مارس/آذار الماضي، بمناسبة انعقاد مجلس الأعمال المصري الهندي المشترك.
وذكر التقرير أن حجم التبادل التجاري بين البلدين خلال العامين الماضيين اقترب من 4 مليارات دولار، حيث ارتفع بنسبة 43% خلال الأعوام الخمسة الماضية، وتعتبر الهند ثالث أكبر مستورد للسلع والمحاصيل التي تنتجها مصر، وعاشر أكبر مصدر لها.
وينتظر أن يلتقي السيسي خلال هذه الزيارة الرئيس الهندي، براناب موخرجي، ونائب الرئيس محمد حميد أنصاري، ورئيس الوزراء ناريندرا مودي، بالإضافة إلى عدد من كبار المسؤولين ورجال الأعمال الهنود.
وفي ختام هذه الزيارة، سيتوجه السيسي إلى الصين لحضور قمة “مجموعة العشرين”، التي دعاه إليها الرئيس الصيني، شي جين بينغ، وسيشغل الاقتصاد حيزا أساسيا في لقاءات السيسي على هامش القمة التي ستنعقد يومي الأحد والاثنين المقبلين.
وقالت الرئاسة المصرية، في بيان، إن “السيسي سيركز على تعزيز الجهود الدولية لتيسير اندماج الدول النامية في الاقتصاد العالمي، وإتاحة المجال للاستفادة مما يوفره من فرص ومزايا بما يساهم في تحقيق نمو اقتصادي دولي مستدام، وضرورة تقديم المساندة الفعالة لهذه الدول في سعيها لتحقيق أهداف التنمية المستدامة 2030، بما في ذلك تيسير نقل التكنولوجيا للدول النامية، ودفع حركة الاستثمار الأجنبي إليها”.
وشددت على “ضرورة التزام الدول المتقدمة بتعهداتها في إطار اتفاقية باريس لتغيّر المناخ، وتمكين الدول النامية من زيادة الاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة، وما يتضمنه هذا المجال من تكنولوجيا حديثة وصديقة للبيئة”.
العربي الجديد