استشارات و فتاوي

تريد الطلاق لأنها تحب زميلها.. تحس بفراغ عاطفي ما هو الحكم؟


السؤال
زوجة أخي تطلب الطلاق لأنها تحس بفراغ عاطفي ما هو الحكم؟ وهي من أسرة كريمة وابنة عمي حيث تقدم لها زميلها في العمل وشاء الله أن لا تكتمل هذه الزيجة وهي مازالت تحب زميلها بعد الزواج وصارحت أخي بذلك وهو يريد أن يعالج الموضوع مراعاة لعمي وسمعة الأسرة تدخلت بعض النسوة في الموضوع خالاتها وهن يحرضنها على الطلاق. ما توجيهكم؟

الجواب

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
فإذا كانت هذه المرأة لا تطيق عيشاً مع زوجها فخير له أن يطلقها؛ لئلا يفتنها في دينها ويوقعها في المحظور، وقد كان واجباً على أبيها ألا يزوجها بمن لا تريد؛ إذ الزواج قائم على التراضي وقد أمرنا عليه الصلاة والسلام أن نستأذن البكر ونستأمر الثيب.

وإني قائل لتلك المرأة: حبذا لو رضيت بما قسم الله لك؛ فإن أباك ما أراد لك إلا الخير، ثم إنك لا تدرين فقد تطلبين الطلاق فيقع ثم لا يتقدم ذلك الخاطب لك ثانية، وقد لا يرضى بك بعد ارتباطك بغيره، ولو أنك تريثت في أمرك لكان خيراً لك.
هذا والواجب على المرأة المسلمة أن تحفظ عهد الله تعالى مع زوجها، ولا تأت بما يشينه مما يجلب عليه أو عليها عاراً أو قالة سوء، وما وقعت فيه هذه المرأة معصية لله تعالى وخيانة لحق الزوجية؛ فالصالحة هي التي تحفظ غيبة زوجها وتقصر طرفها عليه وترضى بما قسم الله لها، وإن كان ثمة تقصير أو قصور فعليها أن تتدارك ذلك بما شرع الله عز وجل من النقاش الهادئ والقول الجميل، أو لربما يصل الأمر إلى الفرقة بوجه ما، إن طلاقاً أو خلعاً؛

وما ينبغي لخالاتها تحريضها على طلب الطلاق؛ فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: « لعن الله من خبب امرأة على زوجها » بل الواجب عليهن أن يُعلمن تلك المرأة أنه ما كل البيوت يبنى على الحب، وإنما يتعاشر الناس بالأنساب؛ ولو فتح هذا الباب لخربت بيوتات كثيرة؛ لأن التقصير قد يقع من الزوج أو من الزوجة؛ فعلى هذه المرأة أن تتوب إلى الله تعالى وتقدر أمرها وتستخير ربها؛ ولا حرج عليها في طلب الطلاق إن وجدت نفسها لا تطيق صبراً مع ذلك الرجل: {والله يريد أن يتوب عليكم ويريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلاً عظيما} والله تعالى أعلم.

د.عبدالحي يوسف