استشارات و فتاوي

طلقتها في ثالث ليلة من شهر العسل ثم ارجعتها.. يوم الزواج قالت أنها ليست سعيدة، فهل أطلقها أم أمسكها؟


السؤال
ابنة عمي تقدم لها زميلها في العمل وتعلقت به عاطفياً لمدة 7 أشهر، وتقدم زميلها للزواج منها إلا أنه رفض من قبل عمي لأنه من قبيلة أخرى، في حين استمرت علاقتها به على أمل أن يوافق والدها، وفي هذه الأثناء استشارتني علماً بأني رجل ملتزم فأخبرتها بأن الأمر يُطرق من الباب، وبعد ذلك التزمت بالحجاب (النقاب) وأنهت علاقتها بزميلها، وفي هذه الفترة كنت أبحث عن فتاة محجبة لكي أتزوجها علماً بأنها لم تكن أبداً من ضمن خياراتي، وعندما علمت بذلك عرضت عليَّ نفسها فوافقت بعد أن رأيتها التزمَت وقمت بعقد قراني عليها لمدة 7 أشهر، وطيلة هذه الفترة كانت تطلب الطلاق باستمرار بسبب أو بغير سبب (مثلاً عدد طلبها للطلاق تعدى ال30 طلباً في الشهر الذي تزوجنا فيه) وفي بعض الأحيان تقارن بيني وبين زميلها السابق، وكنت أصبر عليها مفترضاً أن هذا الأمر سينتهي بعد الزواج، وبعد الزواج وفي ثالث ليلة من شهر العسل وبعد انتهاء الدخول بها قامت باستفزازي، وقالت بأني السبب في تغيير رأيها من زميلها السابق، وأنها تشعر بأنني غير منسجم معها؛ فطلقتها في تلك الليلة وذلك بعد الجماع (والطلاق خطأ لكنه كان مخرجي من الغيرة والاستفزاز الذي كاد يحولني لمجرم في تلك الليلة) وبعد أن تبينت خطأها قامت بالاعتذار ثم أرجعتها وكانت أيام شهر العسل كئيبة لي، وبعد ذلك لاحظت أنها تنتقصني وتعتبر أني لا أشبهها وأصبحت أعاني من مشاكل في حقوقي معها مثل الفراش-الطاعة وقمت بإخبار أهلها وتركتها معهم ولم أطلقها، الآن هي تتصل بي وتريد مني أن أسامحها وأن أمنحها فرصة أخرى وأنها أخطأت في حقي. المشكلة أني أصبحت لا أطيقها ولا أحب صوتها ولا أثق في وعودها؛ لأنها متقلبة المزاج وكثيراً ما وعدتني بأنها ستصلح نفسها لكنها بعد دقائق فقط من وعدها تقوم بنقضه، فهل أقوم بتطليقها لبغضي لها (حقيقة نظرتي لها تغيرت وأصبحت أنظر إليها بعين السخط حتى وهي تتقرب إلي) علماً بأني نويت الزواج مرة أخرى. ويبدو أنها مصابة بمرض نفسي اكتئاب حاد فهي تشكو من عدم الإحساس بالسعادة والإحباط الشديد حتى يوم الزواج قالت أنها ليست سعيدة، فهل أطلقها أم أمسكها مع بغضي لها ولسلوكها وأخاف أن أظلمها لأني أصبحت لا أحبها وأخاف من مزاجها المتقلب؟

الجواب

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
فإن الله تعالى شرع الزواج من أجل أن يجد الإنسان فيه سكناً لنفسه وقضاء لوطره وإعفافاً لفرجه، قال سبحانه: {ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة} وقال النبي صلى الله عليه وسلم: « من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج» وكما هو واضح من سؤالك أن هذا كله لم يتحقق في زواجك من ابنة عمك، والذي أراه لك أن تسعى في علاج هذه المرأة مما تجد من اكتئاب وضيق صدر؛ والتمس الطبيب الثقة الحاذق الذي يصيب دواؤه الداء فيبرأ بإذن الله؛ ثم بعد ذلك أنت بخير النظرين: إن شئت أمسكتها وإن شئت طلقتها، وفي كلا الحالين لا جناح عليك، والله تعالى أعلم.
د.عبدالحي يوسف