في احد مقاهي القاهرة.. سألني (منين الباشا) فقلت بوركينا فاسو فقال ..أجدع ناس!
بعض المواقف من الافضل ان تتعامل معها بيسر مثلما حدث مرة معي بمطار الخرطوم حينما كان هناك مكتب لاجراء التاشيرات (تاشيرة الخروج ) للمسافرين كان مفتوحا للجمهور علي مدار اليوم ، وقد تحول الان ليكون مختصا باجراء ذات المعاملة للمسافرين شرط ان يكون السفر في ذات الساعة واغلقت تبعا لذلك النافذة حيث جرت هذه الواقعة ، كنت قد حضرت قرابة الثانية فجرا ، وجدت عددا من الاشقاء الخليجيين وبعض فرنج ، وثلة مواطنين صدف ان كلهم بيض البشر او (حمر) وفق توصيفنا العامي ، قدمت جواز سفري الذي اضيف الي تل جوازات الحاضرين وجلست في مقعد بالزاوية انتظر (نده) اسمي ، مرت دقائق واطل شاب من العساكر يلوح بجواز سفر ليس سوداني وهو يصيح بوركينا فاسو ، الراجح ان صاحب المعاملة خرج لبعض امره وتأخر ولم ينتبه الجندي مطلق النداء ، بوركينا فاسو ! كرر الصياح ولما لم يجد مجيبا صار يبحلق مادا رقبته مثل باحث عن طريدة ، مسح بانظريه الحاضرين والحاضرات ، حار الفتي قليلا ثم جمد نظره حولي ، كنت الاسمر و(الاخدر) الوحيد وقال بانجليزية متعسر (هوي يو كام هييا ) تعجبت واندهشت ثم تجاهلت حديثه فكررها (يو لونغ اي توك تو يو كمنغ هييا ) ! تيقنت انه يقصدني فنهصت اليه حتي حاذي منخاري منخاره ، فقال وهو يهز لي باسبورت (بوركينا) اذ سيزز يور باسبورتك ، اضاف الكاف في تصريف جديد للانجليزية ، هممت بالضحك ثم تجاسرت وقلت (No) , قلتها علي مقام خشن حتي لا يعرف اني مواطن مثله ، بعض الشباب وانا اعود لمقعدي – كنا نتحدث اصلا قبلا – احسوا بالحرج والطرافة فاستقبلوني بنوبة ضحك خافت اشتركت فيه ، جلست وللمصادفة خرج راس ذات الجندي وكنت اخر الزبائن فصاح محمد حامد ، فقلت نعم ، لبيك لبيك ، بهت الفتي احسست به يغوص في دهشة ، الضابط الجالس خلفه وكان يتابع النداء السابق نهض معتذرا ، قلت لا بأس و(عادي جدا) ، ثم قلت ملطفا الجو ما فوكا حاجة يا ضابط ، يخلق من الشبه اربعين واما الطريف اني وبعد ان سافرت وكنت اقصد القاهرة جلست باحد المقاهي فتوسم مغني شعبي في صلعتي خيرا فصار كل حين يحوم حولي بالربابة يرتجز شعرا عن اجدع ناس فلما لم يجد مني استجابة وانفعال سألني (منين الباشا ) فقلت بوركينا فاسو فقال ..أجدع ناس !
محمد حامد جمعة
أجدع ناس دي عند المصريين لأي زول ما عرفوه
ههههههههه
تسلم أستاذ محمد حامد