منوعات

10 أشياء (قد) لا تعرفونها عن بيتهوفن العظيم

بيتهوفن… ولد في 17 كانون الأول/ديسمبر عام 1770 في مدينة بون الألمانية وتوفي بعد 57 عاماً قضى أغلبها في صراع مرير بين عبقرية موسيقية فذة والصمم المبكر الذي لم يمنعه رغم ذلك من تأليف عمل أسطوري كالسيمفونية التاسعة.
يوصف بالإنساني والرومانسي والمناضل لخير البشر ويعرف بطاقة تأليفية نادرة وأسلوب ضارب ومؤثر. يبقى أن هنالك أشياء قد لا يعرفها عنه الجميع وضعتها ناتالي موللر في مادة نشرتها إذاعة “فرنسا موسيقى”.

1- موزار الجديد

كما كان الحال مع موزار (1756-1791)، يعود الفضل في موهبة بيتهوفن إلى التعليم القاسي الذي خصه به والده جوهان الذي كان كذلك سكيراً وشديد العنف. أجبر جوهان ولده على ترك المدرسة في سن الحادية عشرة وأخضعه على مدى سنوات لدروس غاية في القسوة على البيانو والكمان وفي ذهنه فكرة واحدة: “يجب أن يصبح ابني موزار الجديد”. ما قد لا يعرفه كثيرون هو أن جوهان المهووس تماماً بفكرة عبقرية ولده سيقوم بتصغيره سنتين ليعتقد الناس أنه موهبته أكبر بكثير من عمره.

2- عاشق وله… وفاشل

عرف عن بيتهوفن وقوعه السهل في الحب والأسماء أكثر من أن تحصى: إليانور فون برونينغ، جوليتا غيتشياردي، الأخوات فون برنسفيك، ماغدالينا يلمان، أنتوني برنتانو… وغيرهن. غير أن منشأه الاجتماعي المتواضع وطبيعته الهشة وغير المستقرة كانتا تحدان من أحلامه بالزواج بإحداهن. أحب بيتهوفن تلك النسوة بشغف لكن المؤرخين يركزون على اسم جوزفين فون برنسفيك التي ألهمته كتابة أوبراه الوحيدة “فيديليو” (1804-1805) وانتهت قصتهما إلى الفشل بسبب معارضة أهلها لارتباطها بموسيقي من “العوام”. لكن ما بقي حتى اليوم مجهولاً هو شخصية “الحبيب الأبدي” أو “الحبيب الخالد” الذي وجه له بيتهوفن ثلاث رسائل عشق ملتهبة.

3- كاره البشر… ومحبهم

كثيراً ما يقدم بيتهوفن كشخصية مقيتة كارهة للبشر. ورغم كونه قادراً كما يعلمنا تاريخه على ارتكاب ردود أفعال غاضبة وعنيفة للغاية، إلا أنه كان قادراً على الدوام على البرهنة عن روح خفيفة ومؤثرة. في الواقع، يعتبر بيتهوفن نفسه حاملاً لـ”مهمة مقدسة”، فهو يؤلف بأجر أو مجاناً، للنبلاء وللعامة وكذلك للأجيال اللاحقة التي “ستعجبها موسيقاه لاحقاً”، كما كان يجيب منتقدي موسيقاه.

© ويكيبيديا
4- رعب الصمم

بيتهوفن يصاب بالصمم! ليس هناك من مصير أكثر بؤساً وقسوة يمكن تخيله لموسيقي. لكن الرعب الكبير الذي انتابه عقب إصابته بالصمم الجزئي لم يكن انعدام قدرته على التأليف. بالعكس، فهو كان يعتبر أن إصابته بهذه اللعنة غير المتوقعة ستجعل الموسيقى السبب الوحيد لاستمرار الحياة. كان بيتهوفن يخشى أكثر ما يخشاه أن يعلم “أعداؤه” بمرضه ومن ثم أن يستخدموه ضده مما يفسد عليه موسيقاه. وهو ما جعله يخفي الأمر حتى إصابته بفقدان السمع الكلي.

5- غوته: شاعر السلطان؟

رغم أن بيتهوفن كان يقدّر عالياً مواطنه وصديقه الشاعر يوهان فولفغانغ فون غوته، إلا أنه قال أنه صدم تماماً من موقفه الموقّر الذي أبداه الشاعر للعائلة الامبراطورية ونبلاء فيينا. عبر عن ذلك في رسالة وجهها إلى صديقة مشتركة قال فيها “يبدو أن هواء البلاط يناسب غوته تماماً أكثر مما يناسب أي شاعر”. غوته بالمقابل شعر بإهانة كبيرة من هذه “الإساءة” التي وجهها له بيتهوفن وقرر مقاطعته وتجاهله لبقية حياته.

© ويكيبيديا
6- الساحر القبيح

بهذه العبارات تصف إحدى صديقات بيتهوفن الموسيقي الكبير: “قصير، أسمر مع بثور الجدري […] شعره أسود، طويل جداً وأشعث […] ملابسه ممزقة ويبدو رثاً تماماً”. لكنها تتابع معترفة في الوقت نفسه أنه يسحرها حرفياً. لا يمكن لأحد أن يبقى غير مبال حين يستمع لبيتهوفن. حين يجلس إلى البيانو أو يشرع في التأليف “تنتفخ عضلات وجهه” و”تدور حدقتا عينيه بعنف”. إنه ساحر غريب ومخيف لكن مشاهدته تبقى أمراً ممتعاً.

7- عبقري الارتجال

العصيان وكره الانضباط المترافقان مع رغبة وقدرة فائقة على الارتجال علامات فارقة في مسيرة بيتهوفن الموسيقية. وهي ملاحظات يشترك فيها أساتذته. هايدن، أستاذه في فيينا، ورغم اعترافه بموهبة بيتهوفن الشاب إلا أنه كان يعتبره جامحاً للغاية وغير منضبط. ألبيرشتسبيرغر الذي علمه التأليف فيما بعد كان يصفه أمام طلابه الآخرين بـ”الموسيقي الحر والشغوف” طالباً منهم عدم مخالطته فهو “لم يتعلم شيئاً وسوف لن يفعل أي شيء خاص”. ولكن بيتهوفن، الذين سيصبح بعد سنوات قليلة النجم الذي لا يهزم في المباريات الارتجالية على البيانو، لم يكن يأخذ هذه الانتقادات بعين الاعتبار.

© ويكيبيديا
8- السيمفونية العاشرة

في عام موته، سيستمر بيتهوفن بمحاولة التأليف في تحد مأساوي للقدر. في ذهنه تتضارب الأفكار وتختلط المشاريع وتتراكم: موسيقى قداس للموتى، أوراتوريو، أوبرا على قصيدة فاوست جميعها على الجدول لكن الوقت لا يرحم. لكنه في تلك اللحظة كان قد أنهى سيمفونيته العاشرة التي قرر ورثته لأسباب غير معروفة إلى يومنا هذا عدم الاحتفاظ بها، لتضيع إلى الأبد ربما عاشرة بيتهوفن… خسارة!

9- التأليف بمساعدة الأرض

بدأ بيتهوفن في سن السادسة والعشرين يشعر بألم شديد وطنين في أذنيه، قبل أن يصبح أصماً تقريباً بعد أقل من خمس سنوات. تتبدى عبقرية بيتهوفن وإصراره الروحي العميق في أنه كان يصبح أكثر تصميماً على متابعة التأليف بالتوازي مع انحدار قدرته على السمع. وما قد لا يعرفه كثيرون هو أن بيتهوفن ابتكر تقنية غريبة لمتابعة التأليف بالجلوس على الأرض أمام بيانو من دون قوائم يمكنه من الشعور بالاهتزازات التي يتركها على الأرض.

10- الروح الثوري

واحد من أكثر خصال بيتهوفن شهرة هي أفكاره السياسية، فهو لم يكن يخفي أفكاره الليبرالية وانشداده إلى التيارات الثورية في عصره. وتبدى ذلك أيضاً في سلوكه الشخصي حيث تخلى عن ارتداء ملابس تميز الطبقة البرجوازية وأرخى شعره الكث قاصداً صدم مجتمع فيينا الفاره. كان ماسونياً وبدأ بمخالطة الفرق السرية للثوار اليعاقبة الذين يستقون أفكارهم من الثورة الفرنسية. أصابه نابليون بونابرت بخيبة أمل كبرى حين أعلن نفسه إمبراطوراً وارتد عن قيم الثورة في فرنسا، وقام على الإثر بحذف الإهداء الذي كان قد صدر به سيمفونيته الثالثة (“البطولية”) وخص به بونابرت. كذلك، لم يختر بيتهوفن اسم “كونشيرتو الامبراطور” (الكونشيرتو الخامس للبيانو) للدلالة على نابليون، بل فقط للدلالة على أنه الكونشيرتو “الأكثر هيبة وجمالاً”.

مونت كارلو