استشارات و فتاوي

حُكم الإكثار من ذكر الله بأعداد تزيد عن الواردة في السُنة


قال الدكتور علي جمعة، مُفتي الجمهورية الأسبق وعضو هيئة كبار علماء الأزهر الشريف، إن الإكثار من ذكر الله بأعداد تزيد على ما ورد في السنة مستحب، بل هو مأمور به صراحة في كتاب الله عز وجل.

وأوضح «جمعة» في إجابته عن سؤال: « هل الإكثار من ذكر الله بأعـداد تزيد على ما ورد في السنة بدعة أو حرام ؟»، أنه يجوز للإنسان أن يذكر الله بأي أعداد يرتبها ورد لنفسه، أو يرتبها له شيخ بصير، مستشهدًا بوله تعالى: « يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا » الآية 41 من سورة الأحزاب.

وأضاف أن الله سبحانه وتعالى امتدح المطبقين لهذا الأمر، مستدلًا بقوله تعالى :« إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيرًا » الآية 27 من سورة الشعراء، وقوله تعالى : « لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا » الآية 21 من سورة الأحزاب.

وتابع: وقوله سبحانه : « وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا » الآية 35 من سورة الأحزاب، بل عد ربنا ذكر الله قليلًا من سمات المنافقين، فذمهم بهذا الوصف، في قوله تعالى : « وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا » الآية 142 من سورة النساء.

واستدل بما قال النبي صلي الله عليه وسلم : « سبق المفردون قالوا وما المفردون يا رسول الله ؟ قال : الذاكرون الله كثيرا والذاكرات »( رواه أحمد في مسنده، ج2 ص 232، وأخرجه مسلم في صحيحه، ج4 ص 2062، والترمذي في سننه، ج5 ص 577 وابن حبان في صحيحه، ج 3 ص 140)، وما قال صلي الله عليه وسلم : « لا يزال لسانك رطبًا من ذكر الله »( أخرجه أحمد في المسند، ج 4 ص 190 ، والترمذي في سننه، ج 5 ص 458، وابن حبان في صحيحه، ج 3 ص 96، والحاكم في المستدرك، ج1 ص 672.).

وزاد: وقال صلي الله عليه وسلم : «من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له , له الملك وله الحمد , وهو على كل شيء قدير في يوم مائة مرة كانت له عدل عشر رقاب، وكتبت له مائة حسنة, ومحيت عنه مائة سيئة… إلى أن قال صلي الله عليه وسلم : « ولم يأت أحد بأفضل مما جاء به إلا رجل عمل أكثر منه»( أخرجه البخاري في صحيحه، ج3 ص 1198، ومسلم في صحيحه، ج4 ص 2071.).

وأشار إلى أن كل هذه الآيات والأحاديث تؤكد أنه لا حد لذكر الله، وأن الشرع الشريف فتح باب الذكر والإكثار منه بأي أعداد، وأن من ذكر الله بعدد أكبر مما ورد في السنة أفضل ممن اقتصر على ما ورد كما قال صلي الله عليه وسلم : « ولم يأت أحد بأفضل مما جاء به إلا رجل عمل أكثر منه»( أخرجه البخاري في صحيحه، ج3 ص 1198، ومسلم في صحيحه، ج4 ص 2071.)، فذكر الله مستحب والإكثار منه من باب الإكثار من المستحب، وبذكر الله تحيى القلوب، وبتركه تموت القلوب.

صدى البلد