نائب رئيس اتحاد جامعة الخرطوم : بعد استشهاد القرشي اعتبرت نفسي قاتلاً لأنني وراء قيام “ندوة أكتوبر”
بعد استشهاد القرشي اعتبرت نفسي قاتلاً لأنني وراء قيام “ندوة أكتوبر”
الجبهة الديمقراطية صوّتت ضد “ندوة أكتوبر” وأسقطت مقترح قيامها فلجأنا للأمانة الثقافية
الشيوعيون خططوا لإجهاض الندوة ولم يتحمسوا لمواجهة عبود لأنهم كانوا مع المشاركة في النظام
هذه هي النقاط التي أهملها التاريخ.. والمستقلون وتيار الفكر الحر ساندوا الشيوعيين
الترابي قدّم الصادق لإمامة المصلين على جثمان الشهيد.. والقرشي لم يكن معروفاً سياسياً
لم أكن أعتقد أن شرارة أكتوبر ستقود للموت والعزاء أنه لا توجد ثورة دون إزهاق الأرواح
الجلوس إلى أحد خزنة أسرار ثورة أكتوبر، أمر تقتضيه الضرورة القصوى، خاصة أن هناك تخليطاً وتدليساً كبيراً في ما يلي كتابة يوميات الثورة الظافرة، ذلك أن أكثرية القوى السياسية تزعم أنها الحاضنة المفترضة أو المفجرة لثورة (21) أكتوبر التي وضعت حداً لحكم الجنرال إبراهيم عبود. وغير ذلك، فإن هناك الكثير من الأسرار التي لم تُكشف بعد، حتى بعد مرور (52) عاماً على تلك الثورة، وخاصة تلك المتعلقة بأجواء ما قبل قيام الندوة التي تسببت في تفجير الحراك الشعبي. ولكل ذلك جلسنا إلى نائب رئيس اتحاد جامعة الخرطوم إبان ثورة أكتوبر، المهندس/ أنور الهادي عبد الرحمن، وهو جلوس نرى أنه ضروري، فالرجل يرقد على تلة من المعلومات والأسرار، التي كان أحد صناعها وشاهداً رئيسياً عليها, وهو ما يضفي على الحوار معه مزية كبيرة، لا سيما أنه كان نائباً لرئيس الاتحاد للشئون الثقافية، وهو ما جعله يقرر إجراء الندوة تحت غطاء ثقافي، بعدما سقط مقترح قيامها في كل مراحل التصويت داخل المجلس وداخل الجمعية العمومية لاتحاد جامعة الخرطوم.
دعنا نبدأ بالجدلية المعروفة عن ثورة أكتوبر فالكل يزعم أنه مفجرها فمن وراء أكتوبر؟
منذ مجئ نظام عبود كانت هنالك معارضة بعد حل الأحزاب وقامت وقتها بإيعاز من رئيس الحكومة نفسها عبد الله خليل المنتسب لحزب الأمة. وجامعة القاهرة لم تكن قوية في تلك الفترة، وكانت تسمى “الفرع” والتركيز كان على الاتجاه الإسلامي أو الإخوان المسلمين، وفيما بعد، الجبهة الإسلامية والجبهة الديمقراطية أو الشيوعيون وظهر المستقلون عندما كنا في الثانويات. ولكن في الجامعة لم تكن هناك حاجة اسمها حزب أمة أو اتحادي، وأي طالب يقول إنه ينتمي لهما يُعتبر غبياً، وعندما جاءت أكتوبر أيدها السيدان/ عبد الرحمن المهدي وعلي الميرغني.
كيف كان شكل المعارضة حينها؟
كانت المعارضة مستمرة داخل الجامعة وكان هنالك تعاون بين اتحاد الطلاب وجذور الأحزاب، الأمة والاتحادي والشيوعي وغيرهم، على أمل قيام مظاهرات، وكانت هنالك ندوات داخل الجامعة عن استقلال الجامعة والقضاء في العام 1964 أي قبل شهر أكتوبر والمعسكرات اتخذت مواقف فالشيوعيون موقفهم إسقاط النظام من الداخل يعني بالتعاون معه وإسقاطه من الداخل والاتجاه الإسلامي رفض هذا الموقف لأنه نوع من تبييض الوجه.
كنتم تظنون أن في ذلك غدراً، مثلاً؟
لا، هي في الآخر سياسة.. كنا نعتقد أن المبرر كان ضعيفاً، وفي آخر أيام عبود، وصل الاتجاه الإسلامي إلى موقف بعدم المشاركة في الحكومة، وأقيمت ندوة من أهم الندوات في قاعة الامتحانات، تحدث فيها أحمد عبد الحليم والدكتور الترابي، وقابلناه نحن في الاتحاد وجلسنا معه في هولندا وفرنسا والندوة كانت عن مشكلة الجنوب وحلها، وكل الذين تحدثوا كان حديثهم غير قوي ما عدا الترابي وكان وقتها قادماً من الخارج ويعلم كل ما يدور في الساحة من الخارج وقال في الندوة إن حل مشكلة الجنوب يكمن في حل مشكلة الشمال ويكمن في الاتفاق على زوال الحكم العسكري الحالي وقيام حكم الدستور والديمقراطية وحكم الشعب. ومنذ تلك اللحظة حُرِّمت الندوات إلى أن قامت الثورة، ولم تكن هنالك حريات وحدثت مضايقات كبيرة، ولكن الإجابة على السؤال المتعلق ببطل أكتوبر هي “الناس بعد الحاجة تبقى كويسة بتبنوها وكان بقت كعبة بنكروها”.
هل من أشياء عن ثورة أكتوبر أخفاها المؤرِّخون؟
نعم.. ندوة أكتوبر أسقطتها لجنة اتحاد جامعة الخرطوم، والاتحاد كان بالتمثيل النسبي، تقسم عبر المجلس وعلى ضوئها يتكون المجلس وفي هذه اللجنة كان هناك 4 من الإسلاميين و4 من الشيوعيين و2 اسمهما الفكر الحر والمستقلون، فالأقلية هي التي تحدد موقفها مع الأغلبية.
ما هي الجهات التي سعت لإسقاط قيام الندوة داخل الاتحاد؟
الجبهة الديمقراطية والأقلية المتمثلة في الفكر الحر والمستقلون، وطرحت الندوة في المجلس وسقطت وطرحت في اللجنة وأيضاً سقطت، وسقطت في الجمعية العمومية، وهنا وقفة، والحزب الشيوعي كان يسعى للمشاركة في الحكم ولذلك كان ساعياً لإجهاض الندوة ولكن سأحكي لكم كيف قامت الندوة، نحن اتصلنا “بزولنا بتاع الاتجاه الاسلامي” من اللجنة ورئيسها كان الأستاذ “حاج نور” له الرحمة وتحدثت له عن أهمية الندوة وأنا نائب رئيس الاتحاد للشئون الثقافية، وخططت لإعلانها تحت غطاء ثقافي ولكن طابعها السياسي موجود وهو استقلالية الجامعة والعدالة والقانون ووافق عليها المكتب السياسي وعرضت على مكتب الاتجاه الإسلامي ولم يمر يومان وقامت الندوة.
هل كانت تمويهاً؟
لا.. بل تحايلاً لأننا إن لم نفعل ذلك فلن نستطيع أن نقيم الندوة، ولم يكن الغرض أكاديمياً بل سياسياً ولكن المتحدثين يجب أن يكونوا من المكتب الثقافي، لم تكن هناك معارضة و”الزول” الوحيد الذي تحفظ كان هو حسن عابدين وتحفظه كان من أجل الاستعداد.
ماذا كان يمثل حسن عابدين؟
كان يمثل المؤتمر الاشتراكي، وهو من ضمن أحزاب الوسط وقلت له ربما لا يصلك الدور أو نعطيك آخر فرصة. وكثر ترديد المقولة الشهيرة “إذا الشعب يوما أراد الحياة فلا بد أن يستجيب القدر” والدراما، وبدأت الأحداث، وعند نهاية الأحداث بعدما انتهى الضرب علمنا أن هنالك طالباً اسمه القرشي ضُرِب واستُشهِد وعلمنا أن بعض الأساتذة بمن فيهم الترابي وعلي محمد خير، جاءوا ليتفقدوا الوضع، فعملنا جلسة طارئة للجنة الاتحاد وأنا كنت رئيس اللجنة وقلت: “أنا مسؤول عن كل ما حدث” وهذا مسجل في المحضر وكان السكرتير يتبع للجبهة الديمقراطية وهو الشيخ رحمة الله، ولكن للأسف ومنذ تلك اللحظة وحتى الآن اختفى المحضر، وفي اليوم الثاني الحكومة رفضت تسليم الجثمان، والتف الناس حول المشرحة والبوابة الشمالية للمستشفى، وكان الموكب به الأساتذة والأطباء والمحامون لتشييع الجثمان وتم اعتراض الموكب من قبل قوة من البوليس ومعهم قاضٍ، ووفقاً للقانون لا يتم التعرض للمتظاهرين إلا بموافقة القاضي في ذلك الوقت، والقاضي حذَّر الناس وانبرى له الأستاذ/ كمال الدين عباس، المحامي مخاطباً القاضي وقال له: “يا مولانا ما عيب عليك في آخر أيامك تعمل كلام ذي دا”؟! فأمر البوليس بالوقوف. وقبل شارع الحرية التقينا بطلاب المعهد الفني وبعدها جامعة القاهرة وللصلاة على الجثمان قدم الترابي الصادق المهدي ليصلي بالناس ووُضع الجثمان داخل “اللوري” وهنا نقطة غير موجودة في التاريخ كان دكتور حسن عمر الذي خلف الترابي في عمادة كلية الحقوق بعد استقالته، كان قد بدأ الهتاف ضد الحكومة وقال: “لابد أن تأخذ العدالة مجراها والقصاص واجب”. وبدأنا الهتافات حتى صعب على اللوري التحرك وهذه كانت لحظة مفصلية وأكثر ما استفز الناس هو منظر الطائرات التي كانت تحلق على مستوى قريب مما جعل الناس تنفجر، وبعدها الأحداث تسارعت وبدأت الهتافات التي كان أشهرها “إلى القصر حتى النصر”.
هل اختفاء بعض الأسماء من التاريخ كان مقصوداً؟
أحد كوادر الجبهة الديمقراطية كان يتحدث بأن أكتوبر قام بها الشيوعيون فهذه كذبة كبرى، لذلك بدأ التزييف في التاريخ، وظهرت أشياء كثيرة في هذا الموضوع وفي المعهد الفني في ندوة ظهر فاروق أبوعيسى وهو وقتها محسوب على الحزب الشيوعي وقال يجب عمل المتاريس، وبعض الناس ضربوه عندما أمر بالذهاب لنادي الأساتذة ولم يجدوا شيئاً، وعندما سئل قال أريد أن أحمي الثورة ولكن كان الغرض أن يُرسل رسالة بدور الشيوعيين في ما حدث.
إخفاقات أكتوبر، من المسؤول؟
جبهة الهيئات ، كان مقرها مجلس الجامعة وكانت كل جهة تأتي بمندوبيها وكانت السمة الواضحة أن المندوب الذي يأتيك اليوم لا يأتيك غداً كانت تحدث انقلابات متواصلة وبدأوا يشتغلون في النقابات وكان عندهم جماعتهم من بدري و”ما بقدر أقول ما اشتغلوا”. وفي بداية حكم عبود دخلوا السجون وعملوا ضد عبود ولكن عندما تضرروا غيروا موقفهم و”دي موازنات حزبية بعرفوها هم” ووصلوا إلى أن يتعاملوا مع النظام، ولكن الشيوعيين كان يقولون معارضة من الداخل، وهي غير مقبولة لأن النظام لن يقبل بك دون أن تعمل معه.
حدثنا عن شخصية الشهيد القرشي وميوله السياسي؟
حتى أكون صريحاً معك، شخصية القرشي لم تكن معروفة لأنه كان في السنة الأولى بالجامعة ، وهذا تاريخ مزيَّف وهو قُتل وهذه لن ينكرها أحد، وحتى الروايات التي دارت انه لم يكن في الندوة وكان ذاهباً إلى الحمام، ولكن هناك الكثير من الآراء وهو كان في السنة الأولى ولم يكن له نشاط واضح أو توجه محدد، فهناك من قال إنه يساري، وقبل ذلك كان هناك شخص مسئول عن الجبهة الديمقراطية إبراهيم طه أيوب وهو وزير الخارجية الأسبق وكان لا يتلاعب في صلاته، والقرشي ما كان يُعرف له انتماء، وكان من الممكن أن يموت أي شخص غير القرشي وهذا لا يعني أنه البطل، ولا أحد حتى الآن يستطيع أن يحدد انتماء القرشي لأن طلاب السنة الأولى لا يُعرف لهم انتماء سياسي، وهناك رواية بأنه لم يكن موجوداً في الندوة أصلاً.
هل كان القرشي الشخصية الأبرز؟
لا أقول أنه الشخصية الأبرز ولكن لأنه طالب وقتل في ذلك المناخ ولذلك وجد كل هذا الصيت والشهرة، وأي شخص كان معرضاً للموت ويمكن أن يقتل، فلن نقول إنه الشخص الأبرز.
هل حققت أكتوبر أهدافها؟
لم تحقق أكتوبر كل أهدافها لأنها كانت عبارة عن تحرك دون ترتيب، وإذا كان الناس موضوعيين لتحققت الأهداف، فالهدف كان استقلال القضاء والعدالة الاجتماعية والتنمية والخدمات وهي مقومات الدولة.
ما هي الخطوات في رأيك لتلافي أخطاء الماضي؟
قبل سنوات ليست بعيدة وهذا للتاريخ، وأنا رئيس مجلس هندسي اجتمع بناء وزير رئاسة مجلس الوزراء دينق الور وقدمت الأمانة العامة لمجلس الوزراء ورقة كتبها الزعيم إسماعيل الأزهري تحدثت عن قسمة الثروة والسلطة وهذه هي المصطلحات التي استخدمها الأزهري بعد الاستقلال مباشرةً ونحن حتى هذه اللحظة في تلك المرحلة، ويجب أن يتعامل الناس مع هذه القضايا الحساسة بجدية، والأمن مهمته ليست تثبيت النظام أو حمايته، مهمته فقط تحسس المخاطر المحدقة على الدولة ونقلها للجهات العليا مع تحليلاتها دون تدخل.
من واقع تجربتكم هل الثورة تمثل حلولاً للصراعات بين الأنظمة والشعوب؟
أحكي لك قصة لم يمر عليها وقت طويل وأنا كنت خارج البلاد وأتيت للسودان بعد طول غياب وسألت ماذا يحدث في البلاد، قالوا لي الشيخ حسن الترابي يقيم ندوة في منزله كل يوم ثلاثاء وذهبت ورأيت الشباب يتحدثون وشيخ حسن صامت وكان الشباب يتحدثون عن الثورة والانتفاضة الشعبية وإسقاط النظام وكان الكلام مفتوحاً لكل الناس وبعدها قلت له أريد أن أجلس معك.
وماذا حدث بعدها؟
قابلته بعد يومين في مكتبه وكان من الحضور السفير يوسف سعيد وعبد الرحيم القاضي وقلت له أنا أعرف أنك لم تتحدث ولكن ما حدث في تونس هو حديث عن إصلاح النظام وعندما لم يستجب النظام تحدثوا عن التغيير وقلت له إن هنالك أناساً من المؤتمر الوطني اليوم تحدثوا معي عن ضرورة التغيير وإنهم يؤمنون بالتغيير وقلت له إن القصة هي في انعدام الثقة، وقلت إذا كان فعلاً كما يقول الشباب انقلاب فأنت لا تعرف نتيجة الإنقلاب “شنو”، وقلت له إن انقلاب الإنقاذ، مع أن الغرض منه استلام الحكم في يدك، ولكن كنت تتوق إلى حكم الديمقراطية وكنا نظن أنه انقلاب للإصلاح. ونحن كنا في جلسة خاصة وقلت له أنت شخصياً كنت تقول “الضمان شنو لو الناس تعاملوا مع العسكر انو ينكصوا عن تسليم السلطة”، وأذكر واحداً من الحاضرين ذكر له سوار الذهب كمثال ورد عليه بأن سوار الذهب أمره مختلف، ولكن انظر إلى محمد نجيب ومن بعده، وكلهم انقلبوا وتراجعوا عن عهودهم، وقلت له إن الثورات لا تُصنع وثورة أكتوبر صنعت نفسها، وقلت له أيضاً هل سينتظرك النظام لتُسقطه؟ وطالما أنك تفكر بهذه الطريقة سيتصدى لك النظام بعنف وهذا من حقه، رددتها له ثلاث مرات.. لابد من حوار لابد من حوار.
هذه الرؤية تبدو شاذة في تلك الأيام، لأن مقترح الحوار كان مستبعداً، فماذا حدث؟
نعم في ذلك الوقت لم يكن أحد يتحدث عن الحوار القائم الآن وأذكر أنني قلت للدكتور الترابي، حتى المتحاربين في آخر المطاف يصلون إلى تسوية عبر الحور وأمريكا، وهي عدوك، تحاور إيران وتحاور كل أعدائها لتصل لتسوية. والغريبة بعدها بفترة إبراهيم السنوسي تم إعتقاله وكان حاملاً تلك الورقة ذاتها، ثم قلت له ماذا ستستفيد من إسقاط النظام؟ قال لي إن السودانيين عندما قاموا بأكتوبر كان همهم الأول غير قضية الجنوب هو إستقلالية القضاء واستقلالية الجامعات، وأنا أعتقد أن مقومات الدولة أربعة أشياء هي (القانون والعدالة الاجتماعية والتنمية والخدمات) ونحن كسودانيين يهمنا أن تكون تلك الأشياء ثابتة.
ما هي الدروس والعبر المستخلصة من ثورة أكتوبر؟
الدروس والعبر التي يجب أن تُستخلص هي أن يكون تفكير أحزابنا قومياً، بعيداً عن الحزبية الضيقة، وحل المشاكل منذ بدايتها بموضوعية ويجب أن تكون الحلول داخلية لأن من يأتي من الخارج له مصالحه وهذه علاقات الدول ومن ليس له مصلحة لن يأتيك.
هل من تأنيب ضمير عن أشياء حدثت في ثورة أكتوبر؟
شعرت بمسؤولية أخلاقية واعتبرت نفسي قاتلاً، ولازمني ذلك الإحساس إلى حدثت “جوطة” وحدث موت كثير في الأقاليم وليس في الخرطوم وذلك جعلني أشعر بقليل من الراحة وذلك مع تقدم الأحداث، ولم أكن أعتقد وقتها مع شرارة الثورة أن هنالك موتاً سيحدث ولكن ليست هنالك ثورة دون زهق أروح، ولكن لتكن عبرةً للناس فقط، لابد من الحوار.
ينظر الناس للشعب السوداني على أنه شعب عظيم فجَّر ثورتين، هل لا تزال ظروف الثوراة متوفرة في السودان؟
طبعاً كل شي مهيأ، وابن آدم منذ بدء الخليقة كان الموت ملازماً له من زمن القتل بالحجارة إلى أن وصل القتل بالسلاح الكيميائي، لكن هنالك شئ مهم طالما وصلنا إلى مرحلة الحوار يجب أن لا نفكر في الخيارات الأخرى، وهذا يذكرني بإضراب الأطباء وهو مر عبر نقاط كبيرة ومعقدة ووصل إلى حوجة المستشفيات وبدأوا يتحدثون عن الأشياء السالبة ومع ذلك لم نسمع بحراسة الأطباء.
هل تعتقد أن الحوار يمكن أن يحقق الوفاق والسلام؟
الحوار هو الفرصة الأخيرة وإن أضاعوها فهذا يعني أن السودانيين لا يتعلمون من أخطائهم قط و”يبقوا ما عاقلين”.
هل من نصيحة أخيرة لأهل الحكم؟
أحكي لك قصة رئيس وزراء ثورة أكتوبر، سر الختم الخليفة، الذي عُيِّن سفيراً في بريطانيا في حكومة الصادق المهدي، وقال فيما حكى إن هنالك بعض أصدقائه أكثر منه علماً وفكراً ومع ذلك يأتون ويسألونه من آرائه وأفكاره بالرغم من أنهم أكثر منه دراية وفهماً، وقال إنه أيضاً كان حريصاً على أن يسمع من هم حوله بأنه كان حريصاً على أن ما يسمعه باليُمنى يخرج باليُسرى ولكنه اكتشف بعدها أنه لا يُخرج كل ما يسمعه، ولذلك يجب على أهل الحكم أن يعملوا حسابهم مِنْ مَنْ هم حولهم “البطانة”.
حوار: رئيس التحرير – محمد ابو زيد
صحيفة الصيحة
عن أي ثورة تتحدث !!!!! أنتم اول من ضحك عليهم الترابي والصادق وتم استغلالكم كالخرفان ،،، عن أي ديمقراطية تتحدث ،، الصادق والترابي !!! الله يرحمك يا عبود .