معتمدون أم رؤساء عصابات ؟!!
* لم يكن غريباً أن يعتدي معتمد أم درمان على ميدان الأهلية بالقوة والقهر، مثله مثل أي رئيس عصابة يستخدم القوة للإعتداء على ممتلكات الغير، ولا يهمه قانون، ولا سلطة، ولا حقوق، ولا معايير أخلاقية أو إنسانية!!
* بل يعتبر نفسه القانون والسلطة والمعايير الاخلاقية والانسانية، وصاحب الأمر والنهي، وفرعون زمانه الذي يملك كل شيء، ويعرف كل شيء، ويفهم كل شيء، ويأمر بكل شيء فيجد السمع والطاعة والركوع، وإلا فالويل والثبور وعظائم الأمور لمن يتجرأ ويتباطأ (فقط) عن تنفيذ الامر، دعك من الامتناع أو الهمهمة، ولا غرابة، فمن رأى من النظام الذي ينتمي إليه نفس الفعل، ليس غريباً أن يفعل مثله !!
* في شهر يوليو الماضي، إعتدى معتمد تندلتي (صالح ابوعسل) بالضرب المبرح على مواطن بالمدينة إحتج على حرق الاوساخ في وسط السوق جوار المطاعم والمحلات التجارية، والذى يخالف القواعد والقوانين الصحية، ويلوث البيئة ويعرّض صحة وحياة المواطنين للخطر، فما كان من المعتمد الذي تصادف مروره في المكان خلال نقاش المواطن مع عمال المحلية، إلا أن نزل من عربته، وأشبع المواطن ضرباً ولكماً وتشليتاً وإساءةً حتى أغمى عليه، ولولا تدخل البعض للحيلولة بينه وبين المواطن المسكين لقتله، وكاد المعتمد نفسه أن يتعرض للضرب، وربما القتل، من أقارب المواطن لولا الحماية التى أسبغها عليه بعض أكارم المواطنين .. وعندما ذهب المجني عليه إلى مركز الشرطة لفتح بلاغ واستخراج اورنيك (8 )، رفضت الشرطة أن تتعاون معه!!
نفس الاعتداء إرتكبه معتمد ام درمان (مجدى عبدالعزيز) مع تحوّل جسم الجريمة من (مواطن) بمدينة تندلتي إلى (ميدان الأهلية) بمدينة أم درمان، الذي ينتفع منه عشرات الآلاف على رأسهم مئات الطلاب صغار السن الذين يدرسون بمدرسة أم درمان الاهلية الوسطى والمدارس القريبة، ويمارسون فيه الرياضة وحصص التربية البدنية، كما أنه المتنفس الوحيد للأحياء التي تحيط به، بالاضافة الى إستضافته للانشطة المختلفة منذ مائة عام !!
* قد يكون سلوك المعتمد مفهوماً أو مقبولاً، لو كان الميدان مسجلا باسم حكومة السودان، وليس مجاوراً لمدرسة وأحياء سكنية، حتى يعتدي عليه ويحوله الى موقف مواصلات وسوق يجمع العاطلين والمتشردين والمتسولين واللصوص والفضوليين وكل عجائب الدنيا التي تولد كلما ولد موقف مواصلات جديد، ولكنه ليس كذلك، فهو مسجل باسم لجنة مدرسة وميدان الأهلية، وكان قد اشتراه بعض كرام المواطنين بحر مالهم فى عام 1927 وتبرعوا به ليكون مدرسة وميدان تابع لها، أي أن استخدامه لأي غرض من الأغراض بدون بموافقة مالكه يعتبر فعلاً مخالفاً للقانون، كما أنه محل نزاع قانوني في الوقت الراهن مما يمنع التصرف فيه بأي شكل من الأشكال حتى يُحسم النزاع بشكل نهائي، فضلاً عن ذلك فإنه ملاصق لمدرسة وعدة أحياء سكنية، مما يعرض الطلاب والاطفال لمخاطر عديدة استفحلت واستشرت في السنوات الاخيرة، بالاضافة الى المخاطر الأخرى !!
* غير ان معتمد ام درمان لم يراع كل ذلك، وأساء السلطة الممنوحة إليه، واستخدم القوة الجبرية لتحويل الميدان الى موقف مواصلات وسوق، رغم اعتراض مالكه ومواطني المنطقة، مما يعد إعتداءا واضحاً على ملك الغير، وفعلاً مخالفاً للقانون يعرض السلام الاجتماعي للخطر، وينذر بنشر الفوضى!!
* عن أي حوار، وأي احترام للحقوق، وأي حريات، وأي سودان جديد تتحدث الحكومة، إذا كان مجرد موظف صغير (معتمد)، أو (ضابط مجلس) حسب المسمى القديم، لديه كل هذه السلطة المطلقة التي تعطيه الحق في الاعتداء على مواطن باللكم والضرب المبرح، او على ممتلكات الغير، بدون أن يجد من يسأله ويحاسبه ويردعه؟!
مناظير – زهير السراج
صحيفة الجريدة
زهير السراج سردك جميل … اتابع مقالاتك حتي وان لم اتفق معك سياسيا لانك صحفي مبدع