اسحق احمد فضل الله

الفارابي.. وشركات التأمين


> ونهاية السيتينات.. ايام كتابة الدستور.. وكاريكاتير > وفي الكاريكاتير محل (ترزي).. واللافتة كبيرة تقول (نفصل دساتير نسمكر قوانين.. نحنن العرائس) > وداخل محل الترزي .. الصادق المهدي.. والمرحوم الهادي.. كلاهما (بالسروال فقط).. والترزي الذي تهتر طاقيته وهو يعمل بنشاط يقول للصادق والهادي : راح افصل لكم دستور يطلع عليكم ظبط > والآن قانون للتأمين يجري تفصيله.. والاتهامات.. تشتعل بين شركات التأمين.. وبين الجهة التي تصنع القانون هذا (2) > وكل جهة لديها ما يكفي من الاحجار > وعلى محمود.. وزير المالية السابق يقف في مؤتمر صحفي ايام كان وزيراً والى جانبه وزير العدل السابق .. وزير العدل .. نعم.. ليقول كل منهما أن : وجود ثغرة تجعل كل جهة تصنع قانونها الخاص هو ما اطاح بالاقتصاد > والقانون.. وبدلاً من ان يكون شيئاً يمنع الهوى .. يصبح درعاً يحمي الهوى هذا > افعل ما شئت.. ثم احمه بالقانون (3) -> وضباب قانوني معتم هو ما يجعل المعركة الآن تشتعل حول قانون شركات التأمين الاخير > وما يصنع الضباب هو : ستة عشر شركة تأمين ظلت تعمل بقانون ( الارباح) > وقانون جديد يلغى قانون الارباح ويصنع قانون التكافل > ويحيطه بضوابط دقيقة > والقانون هذا يقف نصف شركات التأمين معه.. والنصف الآخر ضده (4) > ونلقي عشرين جهة.. ونستمع > ونجد اننا نستمع الى ( الفارابي) > والفارابي .. اشهر فيلسوف وموسيقار في العصر العباسي.. > قالوا : في مجلس طرب الفارابي يفكك العود (آلة العزف المعروفة) ويقوم بتركيبها بصورة معينة > ويعزف.. فلا يبقى احد الا رقص.. غصباً عنه > والفارابي يعيد تركيب العود بصورة اخرى.. ويضرب > فلا يبقى احد الا غرق في الضحك (غصباً عنه) > ثم فك وتركيب وضرب.. فلا يبقى احد.. الا غرق في البكاء > ثم فك وتركيب وضرب.. واهل المجلس غرقوا في النوم > ونحن نذهب بالقانون الجديد الى كل جهة.. نطلب التفسير > وكل جهة تقوم بفك وتركيب القانون بصورة معينة.. وتضرب > ونحن نرقص ونبكي ونضحك > ثم نجد ان : العراك ما يصنعه هو (عدم ثقة يحملها كل احد لكل احد.. فكل احد يعلم يقينا أن الآخر سوف يقوم بتفكيك وتركيب القانون بحيث يعطي نغمة معينة) > ثم ما يشعل العراك هو > جهات تحرص على القانون القديم للتأمين لانه يجعل سيل الارباح يذهب الى اهل الشركات (اسر معينة) > وجهات تريد القانون الجديد لانه يجعل ارباح الشركات تذهب الى التكافل (5) > ومن يرفض القانون هذا يقدم الف حجة .. ليس من بينها السبب الحقيقي > ومن يقدم القانون هذا يقدم الف حجة ليس من بينها السبب الحقيقي > صراخ حول المال من هنا .. يغطى > وصراع سياسي من هناك.. يغطى > ومن يرفضون القانون/ بحجة انه يفتح الباب لشركات العالم/ يصرخون بان : السودان.. تحت ضغط منظمة التجارة.. يلغي قوانينه ومن يدفع الثمن هو نحن > ومن يقدمون القانون يقولون : منظمة التجارة العالمية تعفي الدول الفقيرة / ولعشر سنوات/ من فتح ابوابها للمنافسة العالمية.. والسنوات هذه ما يبقى منها هو عامان.. اثنان فقط > بعدها.. اما ان يخرج السودان من العالم / منظمة التجارة هي الضلع الثالث مع البنك الدولي وصندوق النقد .. المثلث الذي يقود العالم اليوم) > اما هذا واما ان يأتي الطوفان.. ويطيح بشركات التأمين عندنا التي تحرص على نظام متخلف جداً لا يصمد امام ادنى منافسة > قالوا : من قبل تجربة (تحديث) النظام المالي تجعل مصارف مثل بنك الخرطوم..وفيصل.. والتضامن وامدرمان.. مصارف تقف على اقدام راسخة الآن > و.. > معركة شركات التأمين ومن قبلها معركة القوانين الخاصة.. وما تفعله.. ومعركة مشروع (الاطاحة بالسودان بعد عشرين سنة) الذي يقدمه بروفيسور عبد الرحمن.. نقلا عن جهات عالمية ويبدأ بالاقتصاد.. ومشروع اجهاض الحوار الرضيع و.. و.. المعركة هذه.. معركة شركات التأمين هي خطوة فيها > المسيرة التي تحلف بالطلاق الا يولد السودان الحديث نحدث عنها > والحديث باسلوب الفارابي عن كل شخصية نسمعه.. وما لا نستطيع سرده عن الشخصيات نكتفي بالظلال عنده > خصوصاً أن الصراع حول القانون لا يكاد يدع شخصية الا غرس رماحه فيها > والجرح والتعديل اشياء تعمل اليوم خصوصاً في ايام تشكيل الحكومة القادمة

الانتباهة