الهندي عز الدين

حساب سيدنا “عثمان” في البنك.. !!

هل تعلم أنه لسيدنا “عثمان بن عفان” حساب في البنك اليوم؟! وهل تعلم أن وقفه باقٍ إلى اليوم ومزرعته باسمه وشريك في شركات اقتصادية حتى يومنا هذا؟
سوف أخبرك التفاصيل فكما قيل إذا عرف السبب بطل العجب.
سيدنا “عثمان بن عفان” الأموي القرشي (47 ق.م – 35هـ) هو ثالث الخلفاء الراشدين، وهو أحد العشرة المبشرين بالجنة، وهو الرجل الذي تستحي منه الملائكة.. وكنيته ذو النورين.. وقد لقب بذلك لأنه تزوج اثنتين من بنات الرسول: “رقية” ثم بعد وفاتها “أم كلثوم”.
كان سيدنا “عثمان” رضي الله عنه كثير المال والبر، وكانت له مواقف سطرها التاريخ نبراساً لمن أراد عمل الخير والإخلاص لله جل جلاله، فكان في أحد المواقف جهز جيش العسرة لغزوة تبوك، بعد أن جاء المسلمون بصدقات كثيرة، لكن سيدنا “عثمان” رضي عنه جهز – وحده – ثلث الجيش.
أما الموقف الثاني الذي هو سبب ثروة “عثمان” رضي الله عنه حتى اليوم هو عندما اشترى بئر رومة بعشرين ألف درهم من رجل من بني غفار من قبيلة كنانة، وقيل رجل من قبيلة مزينة وقيل من اليهود، وجعلها للمسلمين.. كان رسول الله قد قال: “من حفر بئر رومة فله الجنة”.
وجاء أنه لما هاجر المسلمون إلى المدينة مع الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام، كانوا يشعرون بالضيق من الماء التي يشربونها كونهم تعودوا على شرب ماء زمزم في مكة المكرمة، فجاءوا إلى الرسول الكريم وأخبروه بضيقهم وأن هناك بئراً تسمى بئر رومة في المدينة طعمها يشبه طعم زمزم.
إلا أن هذه البئر يملكها يهودي وهو يبيع الماء بمقدار كف اليد، فأرسل الرسول الحبيب عليه الصلاة والسلام إلى هذا اليهودي وأخبره أن يبيع البئر للمسلمين، إلا أن اليهودي رفض وأخبرهم أنه يريد المال، فلما سمع سيدنا “عثمان” القصة ذهب إلى اليهودي وأخبره أنه يريد أن يشتري منه البئر، فرفض، فعرض عليه أن يشتري نصفها، فتكون يوماً لـ”عثمان”، ويوماً لليهودي فوافق.
فأصبح الناس يشربون جميعاً في يوم سيدنا “عثمان” بلا مقابل، ولا يذهبون للبئر في يوم اليهودي، فشعر اليهودي بالخسارة وذهب إلى سيدنا “عثمان” وقال له أتشتري البئر فوافق سيدنا “عثمان” على الفور، واشتراه مقابل (20) ألف درهم وأوقفه لله تعالى يشرب منه المسلمون.
وذكر الإمام ابن “عبد البر”: أنها كانت ركية ليهودي يبيع ماءها للمسلمين، ومنه اشتراها “عثمان” على دفعتين.. الأولى: اشترى النصف الأول بـ(12000) درهم، ثم اشترى النصف الآخر بـ(8000) درهم.
بعد أن أوقف البئر للمسلمين وبعد فترة من الزمن أصبح النخيل ينمو حول هذه البئر، فاعتنت به الدول الإسلامية حتى كبر، وبعدها جاءت الدولة السعودية واعتنت به أيضاً، فأصبحت الدولة ممثلة بوزارة الزراعة تبيع التمر بالأسواق وما يأتي منه من إيراد يوزع نصفه على الأيتام والمساكين والنصف الآخر يوضع في حساب خاص في البنك لسيدنا “عثمان بن عفان” تديره وزارة الأوقاف.
وهكذا حتى أصبح اليوم يوجد حساب لسيدنا “عثمان” بالبنك، وما يكفي من أموال لشراء قطعة أرض في المنطقة المركزية المجاورة للحرم النبوي، ثم بعد ذلك تم الشروع ببناء عمارة فندقية كبيرة من هذا الإيراد أيضاً ويتوقع أن يكون إيراد هذا المشروع الفندقي (50) مليون ريال في العام.
و قد ورد في نشرة الاكتتاب الخاصة بشركة (جبل عمر) والمنشورة على موقع هيئة سوق المال السعودي، أسماء المؤسسين لهذا المشروع ، فالخليفة الراشد ساهم في تأسيس جبل عمر بوقف جيّد وقد ورد اسمه رضي الله عنه في أسماء المؤسسين كالتالي: (وقف سيدنا عثمان بن عفان – عيني).
و لمن يود أن يزور المدينة المنورة ويشاهد مزرعة الخليفة سيدنا “عثمان بن عفان” اليوم ، فهي تبعد عن المسجد النبوي قرابة خمس عشرة دقيقة، وتقع مزرعة بئر “عثمان” (رومة)، في حي من أرقى الأحياء بالمدينة المنورة ويسمى هذا الحي (بئر عثمان)، وتحيط بالمزرعة المخططات السكنية الراقية كمخطط الأزهري، ومخطط عبد الغني حسين .
و من صدقات سيدنا “عثمان” يتضح لنا لماذا يختار الميت (الصدقة) لو رجع للدنيا كما قال تعالى: (… رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَىٰ أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ…) ولم يقل: لأعتمر أو لأصلي أو لأصوم.. قال أهل العلم: ما ذكر الميت الصدقة، إلا لعظيم ما رأى من أثرها بعد موته، فأكثروا من الصدقات فإن المؤمن يوم القيامة في ظل صدقته.
عادل عبد الله الفهيم – البيان.

المجهر

‫2 تعليقات

  1. سلمت يداك يا استاذ..
    موضوع أكثر من رائع ويضرب عشر عصافير بحجزٍ واحد ..
    جعله الله في ميزان حسانتك ..

  2. المعلومة غير دقيقة فالوقف كان يملكه اخرون واطلقوا عليه هذا الاسم لمجاورته بئر سيدنا عثمان .. هذا لايمنع ان سيدنا عثمان كان الاكثر تصدقا والاكرم على الصحابة جمعنا الله بهم في الجنة ..امين