استشارات و فتاوي

فتاة تستفتي شيخ عبد الحي: جدي ساحر ويقول أنه شيخ.. ماذا أفعل؟


السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أعتذر منكم لأني سأطيل ولكن لابد من هذه الإطالة
أنا فتاة مسؤولة عن أخواني الأصغر مني، أبي لا يأتي إلينا كثيراً لظروف عمله، وفي آخر مرةأحضر معه جدي ليأخذ راحة معنا وتكون فترة نقاهة له بعد مرضه، رجع أبي وترك جدي معنا.
جدي يمتهن الدجل والشعوذة ولكنه يقول أن ذلك نوع من علاج، يعالج به الناس ويظن أنه شيخ، ويقول لي أنتم أنصار السنة تحرمون كل شيء وتقولون كل شيء بدعة، المهم أصبح يمارس ما كان يفعله في منزلنا، أنا أعارضه في كل شيء وأجادله.
بعض الأشياء التي يفعلها:‏
‏البخور في الغرفة التي ينام فيها واستخدام الند وأحياناً في ساعات متأخرة.‏
‏استخدام الأحجبة والتمائم.‏
‏ذبح الديك عند الكتابة.‏
وقد حدثت بيننا مناقشة وجدال عندما أراد أن يذبح في منزلنا وأراد مني أن أطبخه له فرفضت ذلك، فطبخ بنفسه مع مساعدة أخي الأصغر، ومنذ ذلك لم يذبح ولكنه ‏أصبح يتكلم عليَّ وبأني أقيِّده،‎‎وقد كان يفعل ما يريد ولكني أصبحت عقبة بوجهه.
أسئلتي هي:
‏- أنا دائما ما أحصن البيت بسورة البقرة، وأحافظ على الأذكار، وأخي يحذرني منه لأني أنتقده فربما يكتب علي، وقد حلمت أنه حرق ثعباناً وكنت أركض فمشيت على رماد ودخان الثعبان هل هذا يعني أنه قد كتب علي، وماذا أفعل؟
‏- جدي يأخذ مال من الذين يكتب لهم ويشتري مشروبات وفواكه، أنا لا أكل ولا أشرب منها لكن أخواني يأكلون ويشربون وهم يعلمون مصدر المال، هل أنهاهم؟
‏- أخي دائماً يجلس معه وأنا أخاف على أخي كثيراً كأن يعلمه شيء من دجله هذا، فأخي غير ملتزم وأحياناً يقصر في صلاته فدائماً أكون عنده حتى أراه يصلي ثم أذهب، وأنبهه على ألا يدخل مع جدي في مواضيع عن ما يفعله جدي حتى لا يعلمه، فيقول لي أخي أنا لست طفلاً ولن أتعلم ما يفعله ولكنه شيخ كبير وحتى لا يقول جدي أن أحفاده يكرهونه، لذلك هو يجالسه ماذا أفعل مع أخي.
‏- يقال أن سبب مرضه أن الجن الذين يعملون معه يريدون من جدي أن يذبح خروف لهم، وقد طلب من أبي أن يشتري له خروفاً وأبي يتهرب منه دون أن يقول له الصراحة: لا.. وهو ينعت أبي بالبخل، أبي يدري أن ما يفعله جدي خطأ وشرك ولكن لا يريد ان يناقشه حتى لا يغضب منه ويعتبره عاقاً كما حدث مع عمي الأكبر، لذلك بقية أعمامي لا يتناقشون مع جدي بل أحياناً يأخذون منه الأحجبة والبخرات عندما يعطيهم، ما رأيكم؟
‏- أخر سؤال أنا دائماً أدعو الله بأن يحفظنا من شره وأن يبعدنا عنه ويبعده عنا وأن يعود إلى داره ويتركنا لوحدنا، ولا يجوز للمسلم أن يدعو لمعصية أو قطيعة رحم، فما حكم ما أقوله، والحمد لله على كل حال، جزيتم خيرا.

الجواب

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، أما بعد:
فهذه العلامات التي وردت في السؤال والأفعال التي يمارسها هذا الرجل دالة على أنه مشعوذ دجال، والواجب عليك حياله جملة أمور:
أولها: الدعاء له بأن ينجيه الله من هذه الأعمال المهلكة والأفعال المردية والعقائد الباطلة، حتى يوافي ربه على الإيمان ويختم له بالحسنى
ثانيها: الدعاء لك ولإخوانك ووالديك أن يجنبكم الله شر كل ذي شر، ويذهب عنكم كيد كل خوان كفور، وليس هذا من قطيعة الرحم في شيء، بل هو من الأخذ بالأسباب الشرعية
ثالثها: المحافظة على الأوراد اليومية والأذكار النبوية؛ وقاية لكم من شر شياطين الإنس والجن
خامسها: مصارحة الوالد بخطورة الأمر وأن واجباً عليه نهي والده عما يتعاطاه، وأن ذلك هو عين البر؛ ولا يضره إن شاء الله أن يقاطعه أبوه أو ينعته بالبخل أو يؤلب عليه الناس
سادسها: تحذير إخوانك من الجلوس إلى هذا الرجل أو تعلم شيء منه أو أكل طعامه؛ لأن كسبه خبيث، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم «حلوان الكاهن خبيث» أسأل الله تعالى أن يحفظ علينا ديننا وأن يستعملنا صالحين ويتوفانا مسلمين.
د.عبدالحي يوسف