(الحاج) ده مالو؟
عزيزي القارئ .. عدنا والعود أحمد بعد فترة علاجية وجيزة آليت فيها على نفسي الإبتعاد عن قراءة الصحف والوسائط الإجتماعية وأخبار البلد حتى أبتعد من تصريحات المسؤولين التي يمكنها بكل سهولة أن تقضي على ما تبقى من (صحة) وأصلو القصة بقت على الهبشة وكده ..
ثم عندما قررت العودة إلى الكتابة قلتا أعمل عملية تسخين وإحماء فتوكلت على الحي الذي لا يموت وقمت من خلال الشبكة العنكبوتية بالبحث عما فاتني من أخبار البلد طيلة الأسبوعين الماضيين فما لبثت أن أسرعت بتناول الأدوية المخفضة للضغط والمسيلة للدم والمثبتة للسكر (عشان ما نروح فيها) ، أرأيتم يا سادتي الأماجد تلك الضجة والأزمة التي حدثت عقب إختفاء عصا (سيدنا مهدي) رئيس الكتلة البرطمانية للحزب الحاكم بعد أن قام بنسيانها في القاعة الرئيسية للبرلمان ؟ فقامت الدنيا ولم تقعد حتى إختلط علينا الأمر .. لا عرفناهو ده برلمان وللا عرفناهو (قعدة) !
ثم ننتقل لخبر ثان منسوب إلى نائب رئيس الجمهورية السابق والبرلماني (الحاج آدم) صاحب تصريح (القمصان) والتصريح الأشهر الذي يؤكد فيه بأن الخرطوم إلى وقت قريب لم يكن بها لا ماء ولا كهرباء ولا حتى كبريت ولا صابون (نسى المعجون !!) .
ظهر (الحاج) إلى السطح مرة أخرى بتصريح جديد (يقول للفاتو شنو) يطالب فيه بعدم زيادة أجور الموظفين، بحجة أن الموظفين يستحوذون على 60% من المال العام، ولو كان لدى (الحاج ) ذرة من الحياء لقال أن 60% من المال العام تذهب إلى جيوب وأرصدة المنسوبين لحزبه الذين إستباحوا أموال العباد أبشع إستباحة لم يعرف لها التاريخ مثيلاً حتى إمتلأت خزائن منازلهم (ما البنك يعني) بمختلف أنواع العملات الأجنبية بل وصار بعضهم جار (الحيطة بالحيطة) لمشاهير هوليود وأنا ما بفسر والقارئ ما بقصر ! وليست مسرحيات (التحلل) وما تزخر به تقارير المراجع العام من (لهط)إلا دليلاً على ما يزخر به (حزب أدم) من فساد مفتشر !
لم يكتف (الحاج آدم) بذلك بل أردف يقول (قروش الدولة كلها ماشة علاج وترحيل وغيره)، ولو كان منصفاً لما وجه حديثة لقبيلة الموظفين الغلبانين بل وجهها لأعضاء حكومتة الذين يتعالجون في مشافي (ألمانيا) و ماليزيا (محل الإستثمارات) وسويسرا وإنجلترا وقد لا يعلم (الحاج آدم) بأن الأطباء (ذاات نفسهم) وأسرهم لا يتعالجون مجانا (تقول ليا موظفين) ؟
أما حكاية (الترحيل) دي فيعمينا ويطرشنا إذ أن معظم الموظفين (إن كان الحاج لا يعلم) يهرولون جل يومهم بين (كركر) والإستاد بينما تمتلئ الشوارع بعربات منسوبي حزبه الفارهة المظللة التي يفوف ثمن الواحدة منها (المليار) جنيه .
ويمضى (الحاج آدم) مخاطباً شريحة الموظفين (الما عايز يمشي يشتغل فى سوق الله أكبر) ولسان حاله يقول (لو بتقدرو تسيبو العز الإنتو فيهو ده .. خلاس أدخلو السوق .. ذلك السوق الذي هيمن عليه (جماعة الحاج آدم) من قولت تيت وإستحوذ فيه الشبل (اليسع) على ألف دكان حسوماً!
ولأن (الحاج آدم) يعتقد إعتقاداً راسخاً بان (قروش البلد كووولها) شايلنها الموظفين وليس (المتحللين) فقد ختم حديثة مشيراً إلى أنهم – أي الموظفين- (بقتلوا الجدادة ويخموا بيضها) بالله عليكم الله الحاج ده مش بالغ !
يا (حاج آدم) ياااخ هو الشعب السوداني ده شاف (جداد) وللا شاف (بيض) مما جيتو؟ جداد مين وبيض مين ؟ نحنا قروش البترول ما شفناها تقول ليا جداد!
ولعل (الحاج ) وهو يغبط (الموظفين) ويحسدهم على ما فيه من نعمة ورفاهية وحسن حال و (نغنغة) ينسي أن الرئيس (ذات نفسو) قد أبان مؤخراً أن راتبه لا يكفيه فكيف إذن يا (حاج آدم) بموظف ؟ وللا عندك كلام تااااني !
كسرة :
يقول المثل الهندي (جاري ميهي سونتا كيهي ماري سينهو) وترجمته .. تكثر (الهضربة) عندما يقترب المركب من الغرق ..
كسرة تانية :
(الحاج) ده مالو معانا ؟
• كسرة ثابتة (قديمة) :أخبار ملف خط هيثرو العند النائب العام شنو؟ 84 واو – (يعني ليها سبعة سنوات بالتمام والكمال) ؟
• كسرة ثابتة (جديدة): أخبار تنفيذ توجيهات السيد الرئيس بخصوص ملف خط هيثرو شنو؟ 43 واو (يعني ليها ثلاث سنوات وسبع شهور)
ساخر سبيل – الفاتح جبرا
صحيفة الجريدة
بلاي يا جبرة اسأل الحاج نكش دا سؤآل واحد بس، قول ليه شنطة الحديد الصغيرونة الخضراء الجاء بيها من دارفور لمن قبلوه في الجامعة لسع محتفظ بيها للذكرى ولا جدعها بعيد لأنها بتذكره ماضيه البيشبه خلقته القبيحة دي