قصص صادمة عن ضحايا العبودية والدعارة في كولومبيا
سجلت كولومبيا أعلى نسبة مئوية من الأشخاص الذين يعيشون في عبودية، في كامل أمريكا الجنوبية. والعديد من هؤلاء الضحايا هم من الأطفال.
قد تبدو لايدي ايسترادا هينكابييه وسيلفيا ماسوريكو كنموذج لأشخاص بلا هموم، ولكن طفولتهما المبكرة اتسمت بالمعاناة.
لايدي ايسترادا هينكابييه: “كنت في الرابعة من عمري، وأراد أن يعرف جسدي، لم يكن يتركني أستحم بسلام.”
ليدي تقول إنها كبرت وهي تتعرض للاستغلال من قبل أحد أصدقاء العائلة، إلى أن تم نقلها في النهاية إلى منزل للفتيات، وكانت في العاشرة من عمرها. وهناك التقت سيلفيا.
سيلفيا التي أصبت الآن مصورة طموحة، وصلت إلى الميتم حين كانت في الحادية عشرة، ويقول أحد الأخصائيين الاجتماعيين إن امرأة أحضرتها، بعد أن وجدتها تعيش في كيس للنفايات، تحت أحد جسور المشاة.
من أجزاء المشكلة أنه من المستحيل التعرف على ضحايا العبودية المعاصرة بمجرد رؤيتهم في الشارع، وبحسب مؤشر العبودية العالمي للعام 2016، فإن كولومبيا تتضمن أعلى نسبة مئوية من الأشخاص الذين يعيشون في عبودية، في كامل أمريكا الجنوبية. والعديد من هؤلاء الضحايا هم من الأطفال.
ديليا ستاين، مؤسسة Orphaned Starfish: “نعرف فتيات كن ضحايا للاتجار منذ ولادتهن، إلى درجة أنهن حين يصلن إلى أحد برامجنا، يكن عاجزات عن النطق بلغة معينة، ولا يُجدن سوى الصراخ والخدش، لأنهن مستغلات منذ الولادة.”
تعمل ديليا ستاين مع مؤسسة Orphaned Starfish، وهي مؤسسة تقدم منحاً دراسية وتدريبات مهنية، لأكثر من عشرة آلاف طفل، في جزء كبير من أمريكا اللاتينية، وأجزاء أخرى من العالم.
تقول إنه أياً تكن البلاد التي تسافر إليها، فإن قصص استغلال هؤلاء الفتيات يمكن أن تدمي قلبك.
ستاين: “جئن من سوء المعاملة، من الدعارة. نعرف فتيات من ضحايا الاتجار، ما أن ترين أي رجل حتى تخلعن سراويلهن، لأنهن لا يعرفن قيمة حياتهن. هن يعتقدن أنهن أشياء، ولا يفهمن أنهن كائنات بشرية.”
بالرغم من النسب العالية للضحايا فيها، إلا أن كولومبيا تنال تصنيفاً عالياً على مدى تجاوبها.
جون كيري: “حين نتكلم عن الاتجار بالبشر، فنحن نتكلم عن العبودية”
في تقريرها السنوي عن الاتجار بالبشر، صنفت وزارة الخارجية الأمريكية كولومبيا كبلد من المستوى 1، ما يعني أن حكومتها تلبي الحد الأدنى من المعايير المطلوبة للتخلص من الاتجار. ويشير التقرير إلى جهود كولومبيا في التحقيقات والمحاكمات في حالات الاتجار، حيث عينت حكومتها مؤخراً 14 مدعياً عاماً جديداً لتلبية عدد هذه القضايا.
بالنسبة لسيلفيا، بدأ سوء المعاملة منذ كانت فتاة صغيرة، حيث أجبرت على العمل في المناجم، ومن ثم في الدعارة، لتدفع لأحد أقاربها المدمن على المخدرات.
سيلفيا مازو ريكو: “كنت في الحادية عشرة حين أخبرنا أننا سنتوقف عن الذهاب إلى المدرسة، وأنه علينا العمل لأننا لا نملك المال الكافي للطعام، ولكننا في الواقع كنا نعمل لننفق على إدمانه.”
اليوم تركز الشابتان في الجامعة على بناء حياتهما من جديد.
رافايل رومو: هل تشعرين أنك ستتمكنين من التعافي من هذا؟
لايدي: “نعم، حين أساعد أطفالي بحيث لا يعيشون التجربة التي مررت بها، لا أريد أن يستمر حصول هذا، الاستغلال وسوء المعاملة.”
سيلفيا: من المهم جداً بالنسبة لي اليوم أن أساعد الفتيات الأخريات، لأنه أمر قريب جداً من قلبي”
إعادة تشكيل المستقبل، ليس بالنسبة لهن فقط، وإنما بالنسبة لكل الفتيات في موطنهن.
cnn